لقيت المشاركة اللبنانية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أقيمت في مدينة بيسكارا الإيطالية، انتقادات واسعة نتيجة غياب لبنان عن جدول الميداليات، رغم مشاركة 36 لاعباً ولاعبة في 11 لعبة... فكيف كانت النتائج وما هي الأسباب؟
عبد القادر سعد
عادت البعثة اللبنانية خالية الوفاض على صعيد المعادن، وهذا كان شبه متوقع نتيجة غياب الدعم المادي والإعداد المتأخر، وخصوصاً أن معظم الاتحادات سافرت على نفقتها الخاصة من ناحية تذاكر السفر. لكنّ بعض النتائج يمكن تصنيفها في خانة المقبولة، وخصوصاً السباحة والرماية.
■ السباحة: شارك لبنان بأربعة سبّاحين وسبّاحة واحدة، فحطّم 17 رقماً قياسياً لبنانياً (9 أرقام لنيبال يموت (نادي الجزيرة)، جورج فتول (الجزيرة) 4 أرقام، مكرم فتول (الجزيرة) رقم واحد، و3 أرقام في فريق البدل للذكور). ونجحت يموت في التأهل إلى نهائيات الـ400 م متنوع، كما تأهل جورج فتول الى نهائيات الـ200 م فراشة، وحلّا في المركز الثامن.
واللافت على صعيد الأرقام القياسية اللبنانية أن يموت سجلت في الـ400 م 5.15.26 د، فيما كان الرقم السابق 6.38 د. أما جورج فتول فسجل في الـ400 م متنوع 5.04 د، فيما كان الرقم القياسي لإميل إميل لحود 5.13 د، وسجل في عام 1992.
ويشير مدرب الفريق عادل يموت إلى أن السباحة اللبنانية تسير على الطريق الصحيح، إذ إن معدل أعمار السبّاحين اللبنانيين هو 17 عاماً (نيبال يموت 16 عاماً) فيما جميع أعمار السبّاحين الآخرين بين 19 و20 عاماً. لكن في الوقت نفسه يشير يموت إلى أن لبنان بعيد جداً عن الميداليات والمستوى العالمي نتيجة غياب الدعم، إذ إن جميع الاستعدادات تقوم على مبادرات فردية.
■ الرماية: كانت الرامية راي باسيل الأقرب إلى تحقيق ميدالية للبنان حين سجلت 87 صحناً بفارق صحن واحد عن الميدالية البرونزية، لتحلّ في المركز الرابع من أصل 14 مشاركة، علماً بأن هذا الرقم هو الأفضل لباسيل، التي مثّلت الدورة محطة جيدة للاستعداد لبطولة العالم التي ستقام في سلوفينيا الشهر المقبل.
■ الفروسية: شارك لبنان بالفارس كريم فارس الذي حلّ في المركز الـ14 من أصل 54 مشاركاً. ورأى الأمين العام للاتحاد فرنسوا كنعان أن توقيف عمل الاتحاد أثّر على المشاركة التي كان من الممكن أن ترتفع إلى أربعة فرسان، مشيراً إلى أن فارس شارك على نفقته الخاصة.
■ كرة الطاولة: لم تكن نتائج لبنان جيدة، رغم مشاركة 6 لاعبين ولاعبات، حيث تأهّل محمد الهبش ولارا كجه باشيان إلى دور الـ16 للفردي قبل أن يخرجا، وفاز رشيد البوبو على بطل إسبانيا المصنّف 44 في العالم. ورأى أمين سر الاتحاد وائل نور الدين أنه لم يكن بالإمكان تحقيق نتائج أفضل، وخصوصاً أن البعض لم يلتزم بالتمارين كما يجب، علماً بأن الاتحاد تعاقد مع المدرب الروماني جورج ميتروت براتب شهري قدره 4000 دولار، وبدأ عمله قبل شهرين استعداداً لدورة الألعاب الفرنكوفونية.
■ رفع الأثقال: تمثّل لبنان بزكي عبد الله الذي لم يكن موفّقاً رغم الاستعداد الجيد، إذ لم يستطع نتر 135 كلغ نتيجة تقلّص في عضلة الفخذ الخلفية، إضافة إلى تأثّره نفسياً بعد أن فشل في خطف 100 كلغ. ورأى رئيس الاتحاد مليح عليوان أن غياب الدعم المادي من الدولة يؤثر على النتائج، حيث لا يمكن أن تطلب من الرياضي التفرغ لهذه اللعبة من دون توفير الأموال له.
■ الكاراتيه: أفضل النتائج كانت لحسين حمية وسامر الزين اللذين تأهّلا إلى الدور الثاني، وكانت «المشاركة مهمة جداً على صعيد الخبرة»، كما قال حمية.
■ الكانوي كاياك: شارك لبنان عبر إيلي محفوظ (17 عاماً) وهو يعيش في فرنسا ويتمرّن على يد مدرب فرنسي. ورأى رئيس الاتحاد مازن رمضان أن الدورة كانت فرصة لمعرفة مستوى محفوظ الذي يجيد أسلوبي التعرج والمسطّح، لأن الاتحاد يبحث عن شخص شبه متفرغ يتمرن 4 إلى 5 مرات أسبوعياً، وهذا أمر صعب في لبنان. وسيقدم المدرب الفرنسي تقريراً لرمضان عن أداء اللاعب في الدورة، علماً بأنه انتقل إلى الدور الثاني.
■ الغولف: شارك لبنان بثلاثة لاعبين ولاعبة واحدة، وحل رابعاً في المسابقة الفردية التي ضمّت 36 لاعباً، مسجّلاً 287 ضربة خلال أربعة أيام.
ورأى إداري البعثة فيصل علم الدين أن المشاركة كانت جيدة، رغم أنهم كانوا يتوقعون أن يكونوا من الثلاثة الأوائل، وخصوصاً أن القرار بالمشاركة جاء متأخراً، والنفقات على حساب الاتحاد.
■ الجودو: تمثّل لبنان بالفريق الثاني المؤلف من 6 لاعبين ولاعبات، نتيجة انشغال لاعبي الفريق الأول بالامتحانات، كما أن اللاعب وسام حايك لم يشارك في البطولة نتيجة خطأ من اللجنة الأولمبية اللبنانية التي سجلته في وزن الـ60 كلغ، وهو يجب أن يسجّل في وزن الـ66 كلغ. وكانت أفضل النتائج لفرنسوا شربل سعادة في وزن الـ81 كلغ الذي كان قريباً من إحراز ميدالية للبنان.


تدخّل السياسة لرفع الإيقاف

رأى الأمين العام للاتحاد اللبناني للكرة الطاولة وائل نور الدين أن النتائج كان من الممكن أن تكون أفضل لو التزم اللاعبون بالتمارين، لكن في الوقت نفسه لا يستطيع الاتحاد إيقاف اللاعبين نظراً إلى الحاجة إليهم، لافتاً إلى أنه جرى توقيف أحد اللاعبين في السابق «فلم يبق سياسي إلا اتصل لرفع الإيقاف، علماً بأنه كان يستحق هذه العقوبة».