أثار قرار الاتحاد الآسيوي لكرة اليد نقل بطولة النوادي الآسيوية، التي كانت مقررة إقامتها في لبنان إلى الأردن موجة استهجان، ولا سيما من نادي السد، المتضرر الأوّل على نحو خاص، واللعبة على نحو عام
أحمد محيي الدين
كأنه لا يكفي الرياضة اللبنانية ما تعاني منه حتى تبقى المشاكل تلاحقها من لعبة إلى أخرى ومن اتحاد إلى آخر. فبينما الرأي العام مشغول بأمرين رياضيين هامين، الأول يتمثّل بكرة القدم واستحقاقها الانتخابي، والثاني انطلاق المنتخب اللبناني لكرة السلة في مشواره القاري بحثاً عن التأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، انعطفت كرة اليد إلى مسارٍ غير مفيد عندما قرر الاتحاد الآسيوي للعبة نقل البطولة الآسيوية للنوادي الأبطال الـ18 إلى الأردن بدلاً من لبنان لأسباب غير معلومة.
وفي الوقائع، أوضح الأمين العام للاتحاد جورج فرح ما جرى وسرد ما حصل بالتفصيل، فانطلق في كلامه قائلاً إن «الاتحاد القاريّ طرح فكرة استضافة البطولة في لبنان، ويكون الأردن رديفاً، وخصوصاً أنها تأتي تعويضاً عن نقل بطولة عام 2006 من لبنان أيضاً بسبب الحرب الإسرائيلية وقتذاك، علماً بأن لبنان استضاف البطولة بنجاح عام 2003. وأرسل الاتحاد اللبناني كتاب شكر إلى نظيره الآسيوي حيث شكره، لما للبنان دور فاعل في اللعبة آسيوياً، وأعلن قبوله الاستضافة، وقد تمنى الاتحاد اللبناني تأجيلها لمدة شهرين، أي من تشرين الثاني إلى كانون الثاني المقبلين». وأضاف فرح: «أنا اتصلت شخصياً بالمدير التنفيذي للاتحاد الآسيوي الكويتي أحمد أبو الليل حيث كان حينها في الأردن في دورة آسيوية للناشئات، وسألته عن جواب الاتحاد بشأن الاستضافة وطلب التأجيل، فأبلغني عدم إمكان تأجيل البطولة، وطلب كتاب تأكيد الاستضافة حيث كان يجب أن أرسله الاثنين 13 الجاري، لكنه عاد واتصل بي الجمعة الفائت بعد الظهر وأبلغني قرار الاتحاد الآسيوي لكرة اليد نقل البطولة إلى الأردن نهائياً. كذلك اقترح أبو الليل استضافة لبنان تصفيات كأس العالم في شباط 2010 بدلاً من كازاخستان غير القادرة على تلبية شروط الاستضافة»، وطلب منه فرح مرة أخرى استضافة بطولة الأندية 2010 كي لا يهدر حق لبنان في إقامة البطولة على أرضه.
واستطرد فرح في سرد ما حدث، فأشار إلى أنه سيرسل كتاباً مستعجلاً إلى المدير التنفيذي يطلب استضافة لبنان لتصفيات كأس العالم والاتجاه إلى استضافة بطولة 2010 بعد المداولات في الاتحاد.
وفي رأي خاص، أبدى فرح امتعاضه من القرار الذي وصفه بالمجحف، إذ إنه واكب تحضيرات الأندية اللبنانية، وخصوصاً السد الذي بذل الغالي والنفيس في تهيئة فريقه لتكون مشاركته فعّالة على غرار البطولة الماضية في السعودية عندما حلّ خامساً، فضلاً عن أن حلمه الكبير شخصياً يتمثل في رؤية فريق لبناني فوق منصة كرة اليد القارية، مؤكداً قدرة السد، بالاستفادة من عاملَي الأرض والجمهور، على تحقيق نتيجة مثالية.

سليمان: اللعبة متضررة

وفي ردة فعل لكونه أكثر المتضررين من القرار، شنّ رئيس نادي السد تميم سليمان هجوماً عنيفاً على الاتحاد.
ورأى سليمان أن اللعبة ككل متضررة من نقلها إلى بلد آخر، لأنها كانت ستوفّر مردوداً مادياً جيداً للصرف على اللعبة ونشاطاتها. ونادي السد متضرر جداً، لكونه يخسر اللعب في أرضه، والاتحاد لا يريد البطولة في الوطن، لأن السد هو المستفيد. وأضاف سليمان: «عرضنا على الاتحاد دفع 100 ألف دولار لضمان الاستضافة وتحمّل نفقات الخسارة مادياً، لكوننا قد حققنا نتيجة مثالية في السعودية، وهي المركز الخامس رغم التحامل التحكيمي وقتها، فكيف إذا كانت البطولة على أرضنا وبين جمهورنا؟ وأعلنا استعدادنا لتحمّل أي خسارة، ولم يرض الاتحاد لأن صالة حاتم عاشور لم ينته العمل بها». أضاف سليمان: «نحن نادٍ رياضي ولسنا سلطة، وكنا قد رفعنا الصوت عالياً ومراراً إزاء تصرفات هذا الاتحاد، ولم نلقَ آذاناً صاغية. وهذا الاتحاد لا يريد أن يعمل ولا أن يقدم شيئاً لكرة اليد». وأسف سليمان على ما يحصل حيث البطولة ضعيفة والاتحاد ضعيف، وأردف: «تصوروا أننا نلعب البطولة المحلية في فصل الصيف والصالات غير مجهزة بتبريد، وهذا الجو الحار يؤثر في المستوى واللاعبين ويُهبط المستوى الفني، وهذا الأمر هو نتيجة عدم وجود روزنامة واضحة وغياب تام للاتحاد وأعضائه». وأضاف أيضاً: «أسوأ ما في الأمر أن يحصر الاتحاد تفكيره في نادٍ لا في لعبة وبات يسمى اتحاد نادي الصداقة».
ورأى سليمان أن الكيل طفح لكون الفرق تتكلّف دون نتيجة، وإذا بقي الأمر على المنوال عينه في طريقة إدارة اللعبة فمستقبلها غامض جداً أو معدوم، مشيراً إلى أن الذي يحصل هو عملية منهجية تدميرية لكرة اليد.
وتابع سليمان هجومه قائلاً: «حققنا نتيجة ممتازة للبنان في بطولة آسيا في السعودية، ولم نتلقّ أي تهنئة من الاتحاد، بل اتهمنا بالبيع والشراء لمصلحة السد القطري «يا عيب الشوم»»، مشيراً إلى أن الذي يباع ويشرى هو من لم يحقق نتيجة لوطنه».

درويش: لم نتخلّ عن البطولة

كان نائب رئيس الاتحاد أحمد درويش هادئاً في معرض ردّه على استفسارنا فقال: «نحن لم نتخلّ عن البطولة، بل رحبنا وأكدنا استضافتها وأثنينا على ثقة الاتحاد الآسيوي، وكل ما طلبناه تأجيلها إلى شهر شباط بغية استضافتها على نحو لائق جداً على غرار البطولة السابقة في السعودية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها عدم جهوزية الصالة، وتوفير في أسعار الفنادق وإعداد الفريقين المشاركين بما يليق باسم لبنان، لكون البطولة تأتي بعد شهر رمضان، إضافة إلى الشروط المالية وبند النقل التلفزيوني والتغطية الإعلامية، إذ هناك شركة لديها حصرية النقل التلفزيوني، وعلينا توفير المعدات لها، إلا أن الاتحاد الآسيوي قرر منحها للأردن، البلد الرديف، مع وعد بنقل تصفيات كأس العالم للمنتخبات إلى بيروت من كازاخستان، وهذه أهم من بطولة الأندية، وعلينا إعداد المنتخب على نحو ممتاز». ورأى درويش أن أي كلام غير هذا هو هرطقة ومعيب. وشدد على أحقية لبنان في استضافة بطولة الأندية بعد جهوزية الصالة مردفاً: «عندما ينتهي العمل في الصالة وتصبح جاهزة سنستضيف البطولة بالقوة».
وبناءً عليه، تبدو لعبة كرة اليد متجهة الآن إلى المجهول، إذ إن مستواها أصلاً في الحضيض، ولا تحتمل هزّات أو ارتدادات سلبية، فكيف ستكون الأوضاع في الأيام المقبلة التي ستكشف عدداً من الأمور المتعلقة بالاستضافة؟


متابعة

أجواء إيجابية تغلب على الاجتماع الحكماوي


عُقد أمس اجتماع في مقر الرابطة المارونية، ضمّ بعض أعضاء اللجنة التربوية التي من مهماتها متابعة القضايا الرياضية، إلى جانب ممثلين عن نادي الحكمة، وممثل عن المطرانية لمناقشة أوضاع الفريق وإيجاد حل لمسألة التمويل بعد استقالة الرئيس جورج شهوان. حضر عن الرابطة المارونية العقيد أنطوان بستاني وطلال الدويهي وأنطونيو عنداري ورامي الشدياق، والأب غابي تابت عن المطرانية، وميشال خوري وأنطوان مونّس عن نادي الحكمة.
غلبت على الاجتماع الأجواء الإيجابية، وخصوصاً أن الرابطة ترى نفسها معنية بحل مشكلة الحكمة بعد النداء الذي وجهه شهوان في مؤتمره الصحافي، والذي أعلن فيه استقالته من رئاسة النادي.
وطرحت حلول لتوفير الأموال عبر رعاة يساعدون المطرانية في تحمّل مصاريف النادي، إضافة إلى إسهام من الرئيس المستقيل جورج شهوان، لكن ليس بصفته رئيساً للنادي، إذ إن استقالته نهائية.
ومن المفترض تسليم رئاسة مجلس الأمناء لشخصية تتولى الرئاسة بعد عام من دخولها الجمعية العمومية، كما تنص القوانين.
وسيُعقد اجتماع آخر يوم الثلاثاء المقبل في مقر الرابطة لمتابعة الموضوع وبلورة اسم الشخصية التي من المفترض أن تتسلم رئاسة مجلس الأمناء.


اتهم رئيس نادي السد تميم سليمان (الصورة1) الاتحاد باستبعاد البطولة، ورأى نائب رئيس الاتحاد أن أي كلام اتهامي هو هرطقة