strong>يبدو أن «الحلم الأميركي» الذي كان يفترض أن يعيشه النجم الإنكليزي ديفيد بيكام قد بدأت فصوله الختامية، حيث يواجه اللاعب الآن حملة شعواء من الجمهور المحلي في كل مباراة يخوضها مع فريقه لوس أنجلس غالاكسي
توقّع كثيرون أن يحمل ديفيد بيكام كرة القدم في الولايات المتحدة إلى مستوى آخر، لكن قائد منتخب إنكلترا سابقاً، تحوّل عبئاً على اللعبة في البلاد، وذلك بعدما امتعض الجمهور من رحيله إلى ميلان الإيطالي على سبيل الإعارة. ورفعت بعض الجماهير لافتات في المدرجات كُتب عليها «عد إلى بلادك أيها المخادع» و«يا عائلة بيكام نحن هنا من قبلكم ومن بعدكم ورغماً عنكم».
وانقلب قسم كبير من جماهير لوس أنجلس غالاكسي ضد بيكام لسبب واحد وبسيط، هو أن اللاعب الإنكليزي تخلى عن الفريق، إذ ذهب إلى ميلان معاراً لمدة ثلاثة أشهر ثم مدّدها، ليغيب بالتالي عن النصف الأول من الدوري الأميركي.
وكتب الناقد الرياضي المشهور جاي ماريوتي: «جاء بيكام إلى هنا قبل عامين وهو يعتزم رفع مستوى الدوري الأميركي إلى آفاقٍ غير مسبوقة لكن عندما أهمل مهمته الأساسية على نحو مفاجئ أصبح هدفه المزعوم زائفاً بل ومثيراً للشفقة».

تحوّل تركيز بيكام نحو إرضاء مدرب انكلترا كابيللو للعب في مونديال 2010
وكان من الممكن أن تصلح الأمور بين بيكام (34 عاماً) وجماهير ناديه والمشجعين الآخرين للعبة في أميركا لو قدّم اعتذاره لأنه تخلى عنهم أو على الأقل أبدى التزامه، إلا أنه فاجأ الجميع مجدداً بسعيه إلى قضاء فترة أخرى مع أحد الأندية الأوروبية.
وما يشغل تفكير بيكام هو حاجته إلى البقاء ضمن اهتمامات الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب إنكلترا لحجز مكانٍ له في التشكيلة التي ستخوض غمار مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وقال بيكام للصحافيين الأسبوع الماضي: «أوضح مدرب منتخب إنكلترا أنني أحتاج إلى اللعب على المستوى الأوروبي قبل كأس العالم. لذلك سأفعل كل ما يمكنني. سأظل أشعر بالندم إذا لم أفعل كل شيء، وأمنح نفسي فرصة المشاركة في كأس العالم».
ويواجه الدوري الأميركي مهمة صعبة في ترسيخ صدقيته بين جماهير الرياضة في الولايات المتحدة كبطولة جادة للمحترفين، لكن جاء بيكام ليزيد من الاعتقاد الشائع عند البعض بأن هذه البطولة لا يمكن أخذها على محمل الجدّ بدلاً من إثبات قدرتها على جذب النجوم من اللاعبين الأجانب.
والأمر الإيجابي الوحيد الذي خرج به الدوري الأميركي من الاحتجاجات على بيكام هو أن مشجعي غالاكسي أثبتوا للعالم أنهم ليسوا مجرد أطفال ينتظرون في الصف للحصول على توقيع النجم المشهور، بل هم يتحلّون بالحماسة والوفاء وعدم التهذيب في بعض الأحيان مثل أي جماهير أخرى في العالم، إذ إنّهم مثل جماهير مانشستر يونايتد الإنكليزي أو ريال مدريد الإسباني الذين لا يقبلون طبعاً ذهاب أحد نجومهما الكبار في عزّ الموسم للعب في دوري آخر.
أما السؤال المطروح الآن، فهو إذا كان بيكام أو غالاكسي أو القيمون على الدوري الأميركي سيتمكّنون من إيجاد الحلول لهذه المعضلة.
(رويترز)


سمير نصري يكسر قدمه