إنه النهائي الكبير. إنه نهائي الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين في كرة السلة، الذي سينطلق فجر الجمعة بين لوس أنجلس لايكرز وضيفه أورلاندو ماجيك، أو كما يقول البعض بين كوبي براينت ودوايت هاورد
شربل كريّم
لا يخفى أن عدداً لا يستهان به من عشاق المستديرة البرتقالية ينتظر بشوقٍ انطلاق سلسلة نهائي دوري العمالقة، لكنّ عدداً آخر قد يكون أكبر سيتابع المباريات وهو يشعر بالخيبة لعدم تحقق «حلمه» برؤية مواجهة مباشرة بين أفضل لاعبين على الإطلاق، أي هداف لوس أنجلس لايكرز كوبي براينت، و«ملك» كليفلاند كافالييرز ليبرون جيمس.
لكنّ الحقيقة هي أن وصول أورلاندو ماجيك غير المتوقع إلى النهائي، لم يكن أقل أهمية، وخصوصاً أن فريق «السحرة» يملك نجماً استثنائياً هو دوايت هاورد، الذي كان وراء المشوار الناجح لفريقه، والدليل دوره في فوزين صاعقين على بوسطن سلتيكس حامل اللقب وكليفلاند كافالييرز المرشح الأقوى لإحرازه.
وانطلاقاً من اسم هاورد، يبدأ تحليل المواجهات المباشرة في الصراع على اللقب، ويطرح سؤال مهم عن اسم اللاعب القادر على إيقاف «السوبرمان» صاحب لقب أفضل مدافع في دوري المحترفين، الذي يعدّ كتلة من العضلات سرعان ما ينفجر تحت السلة مهما كانت الظروف الدفاعية المفروضة عليهمن هنا، يتوقع أن يعتمد مبدأ المداورة في عملية مراقبة هاورد، وسيعهد مدرب لايكرز «الأسطوري» فيل جاكسون بهذه المهمة إلى أحد رجاله «الكبار» (في الحجم)، وعلى رأسهم أندرو باينوم، فيما سيُشغل الإسباني باو غاسول في الحدّ من التسديدات الدقيقة لراشارد لويس. وبالطبع سيردّ ستان فان غاندي بسلاحٍ دفاعي آخر هو الفرنسي ميكايل بييتروس، الذي من دون شك سيكلّف بمحاولة إبطاء براينت قدر الإمكان. وبالفعل لا تبدو مهمة بييتروس سهلة، لكنه بالطبع عاش أصعب منها عندما وضعه مدربه في مواجهة جيمس، حيث حقق نجاحاً مقبولاً من دون أن يستطيع، كغيره من مدافعي الفرق الأخرى، وقف «جرافة» كليفلاند.
وإذ يقال إنه لا يمكن ترشيح لايكرز على حساب أورلاندو استناداً إلى أن الأخير قلب كل التوقعات في الأدوار السابقة، فإنه يمكن إعطاء أفضلية إلى الفريق الأصفر الذي أحرز 14 لقباً في الـ«أن بي آي» وآخر في الـ«أن بي أل»، مقابل عدم نجاح نظيره الأزرق في تحقيق أي فوز في سلسلة النهائي الوحيد الذي لعبه موسم 1994ـــــ1995 وخسره 0ـــــ4 أمام هيوستن روكتس.
ويقاس عامل الخبرة هنا، بالمدربين أولاً، إذ إن جاكسون سبق أن زيّن أصابعه بتسعة خواتم، ويقف على بعد خطوة من التحوّل إلى أعظم مدربٍ في تاريخ اللعبة، بينما يرصد فان غاندي أول لقب في مسيرته التدريبية.
وينسحب الأمر على اللاعبين، إذ إن حضور لاعبي لايكرز في النهائي لا يقتصر على الموسم الماضي فقط، فبراينت مثلاً خاضه خمس مرات فائزاً بثلاث. في المقابل، يدين أورلاندو إلى لايكرز نفسه بوجود لاعبٍ خبير في هذا النوع من المباريات معه، وهو تايرون لو الذي فاز مع فريق جاكسون باللقب مرتين. أما اللاعب الآخر الذي يملك خبرة النهائي، فهو أنطوني جونسون، وقد بلغه مع نيوجيرسي نتس مرتين، من دون أن يصيب النجاح.
باختصار، يحتاج «سحرة» أورلاندو إلى تعويذة لتحويل براينت ورفاقه إلى أقزام، بينما لن يكون أمام صيادي لايكرز سوى العمل على نصب شركٍ لاصطياد «الوحش» هاورد.