بعد عملية مدّ وجزر استمرت أكثر من سنة، نجح فريق عمل فلورنتينو بيريز في ما عجز عنه سلفه رامون كالديرون، إذ سيتحقق حلم عشاق ريال مدريد بحيث سيرتدي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو القميص الأبيض قريبا
شربل كريّم
94 مليون يورو هو الرقم السحري الذي شلّ مقاومة مانشستر يونايتد الإنكليزي لمحاولات ريال مدريد الإسباني خطف نجمه الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو، فوافق على عرض النادي الملكي الذي بقي «ملك» الصفقات الخرافية، وأضاف جوهرة أخرى إلى سجله الطويل من اللاعبين الذين يحلم كل نادٍ بالحصول على خدمات واحدٍ منهم لا أكثر.
إذاً، لم تمضِ أيام قليلة على ضمّ ريال مدريد لأفضل لاعب كرة قدم في العالم سابقاً أي البرازيلي كاكا، ضرب ضربته إذ تبقى تفاصيل صغيرة (الاتفاق المباشر مع اللاعب والفحص الطبي) حتى يستعرض رونالدو قميصه الجديد أمام عدسات وسائل الإعلام، ويلقي تلك الكلمات القليلة الكلاسيكية لكل اللاعبين الذين قدموا إلى «سانتياغو برنابيو»، بالقول إنه انتقل من نادٍ كبير إلى آخر وحقق حلمه نحو السعي إلى مساعدة فريقه لحصد الألقاب قدر الإمكان.
بالتأكيد، هذا ما سيقوله رونالدو، الذي أصلاً سقط كغيره من النجوم الذين سبق أن قدموا إلى ريال مدريد، ضحية الإغراءات المالية لنادٍ يرفض أن يكون في المركز الثاني في أي بطولة يشارك فيها.

خسارة لا تعوّض

صحيح أن مانشستر يونايتد سيكسب مادياً لكونه سيقبض أكثر بخمسة أضعاف من المبلغ الذي دفعه عند استقدام رونالدو من سبورتينغ لشبونة عام 2003، لكن خسارته الفنية كبيرة إلى أبعد الحدود، وهي ستشكّل ربما بدء مرحلة العدّ العكسي لدمارٍ ذاتي بالنظر إلى فقدانه لاعباً مؤثراً آخر. وإذ سبق أن رفض الأرجنتيني كارلوس تيفيز تمديد ارتباطه بالفريق، صعق البرتغالي الآخر ناني الجميع بطلبه الرحيل عن «الشياطين الحمر»، وهو الذي رأى فيه المدرب المحنّك «السير» أليكس فيرغيسون، الخليفة الحقيقي لرونالدو استناداً إلى إمكاناته المميّزة في مركز الجناح.
خسارة مانشستر قد لا تعوّض في المدى القريب حتى لو نجح فيرغيسون في التعاقد مع النجم الفرنسي فرانك ريبيري من بايرن ميونيخ الألماني أو مواطنه كريم بنزيما من ليون الفرنسي. وببساطة، كانت نتيجة المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي صبّت لمصلحة برشلونة الإسباني على حساب مانشستر يونايتد، الحَكَم في «نزاع» رونالدو وناديه حول بقائه أو رحيله، وخدم الفريق الكاتالوني بطريقة غير مباشرة غريمه التقليدي ريال مدريد، لأن البرتغالي كان قد حذّر فريقه بأنه في حال عدم احتفاظه بالمسابقة القارية فسيتركه باتجاه العاصمة الإسبانية.

صراع على النجومية الحصرية

وتبقى نقطة وحيدة تتمحور حول كيفية تعامل رونالدو مع زملائه النجوم الآخرين في ريال، إذ لن تكون لعجرفته مكان في ظل وجود الكابتن راوول غونزاليس الذي لا يرضى بأن يغطي أحد على لمعانه، إذ جاءت «الأساطير» ورحلت وبقي «الماتادور» أساسياً حاملاً شارة القيادة، ورافضاً التنازل عن القميص رقم 7.
فعلاً لا يمكن تخيّل ما سيكون عليه الوضع في «إل كلاسيكو» الموسم المقبل، لكن الأكيد أن ريال مدريد ينظر إلى نفسه غير آبهٍ بما حققه برشلونة في الموسم المنتهي، ويقف بيريز «يرشّ» الأموال، غير مهتمٍ بالأزمة المالية أو بالمستقبل المهدد للعبة الشعبية الأولى في
العالم.