لم يختلف موسم 2008-2009 عن سابقيه من حيث شراسة المنافسة بين الفرق، بيد أن الساحة اتسعت ليصبح التحدي أحادياً بين أبرز النجوم الذين يجسّدون مفهوماً فريداً للمستديرة البرتقالية، فيرفعون أنفسهم وفرقهم إلى القمة
غسان صفا
لطالما كان الطموح المشترك عند نجوم دوري العمالقة هو الظفر بجائزة أكثر اللاعبين قيمة «أم في بي»، إلا أن الكثيرين منهم خرجوا خالي الوفاض في نهاية الموسم، إذ إن هذا اللقب الفردي بدا حكراً على اللاعب الذي يصنع من فريقه نجماً، لا على ذلك الذي يصنع لنفسه نجومية على حساب فريقه. ورغم أن الموسم العادي لم ينتهِ بعد، فإن النقاش في شأن اسم صاحب الجائزة التي تعدّ بطولة بحدّ ذاتها، يبدو محتدماً، وقد أقفلت صفحة النقاش على ترشيح كلّ من ليبرون جيمس «ملك» كليفلاند كافالييرز، وكوبي براينت نجم لوس أنجلس لايكرز، إذ إن خصائص حامل الـ«أم في بي» تنطبق عليهما أكثر من غيرهما هذا الموسم، وذلك بفضل أدائهما الفردي وروحيهما القياديتين.
براينت وفريقه لايكرز سطّرا بداية قوية امتدت حتى الآن، وقد أذهل «المامبا السوداء» (لقب كوبي تيمّناً بإحدى أعنف الأفاعي في العالم)، الجميع بعد أن خرج من ملعب «ماديسون سكوير غاردن» الشهير بإنجازٍ تاريخي تمثّل بتسجيله 61 نقطة، فضلاً عن تفوّقه في المواجهتين المباشرتين اللتين جمعتاه بجيمس.
من هنا، يبدو صعباً ترشيح أي لاعب على حساب براينت في هذه المرحلة، وهو الذي يقف وفريقه في الصدارة، وسط طموحٍ كبير بالتعويض عن خيبة خسارة اللقب في نهائي الموسم الماضي أمام غريمه الأزلي بوسطن سلتيكس.
يصعب على لايكرز تخيّل نفسه من دون صاحب القميص رقم 24 الذي يبدو مصرّاً على الدفاع عن لقبه الفردي المهدّد من قبل غزو «الملك» جيمس الذي يريد فرض حكمه المطلق على اللعبة.
وتحتدم المعركة يومياً بين نجمي «منتخب الأحلام»، ولا يختلف اثنان على أن جيمس هو الوحيد القادر على إزاحة براينت عن عرش الأفضل، إذ قليلة هي المباريات التي لم يظهر فيها نجم كليفلاند بمستوى نموذجي، وإحصائياته المذهلة تحكي عنه. طبعاً، لا يمكن مقارنة جيمس بأي لاعبٍ آخر هذا الموسم، وقد جاءت النتائج المميّزة لفريقه لتعطيه دفعة إضافية نحو الفوز بالجائزة الأغلى، وهو بات يدرك أن الظفر بلقب أفضل لاعب ليس سهلاً، حتى لو تُوّج هدّافاً للبطولة، وهذا ما حصل معه الموسم الماضي، حيث فشل فريقه في الوصول إلى عتبة الـ50 انتصاراً.
وبعيداً عن السباق الحصري لبراينت وجيمس نحو اللقب، تبقى أقلية من زملائهما الذين يستحقون دخول دائرة المنافسة، وعلى رأسهم هدّاف البطولة وفريق ميامي هيت دواين وايد، إلا أن فرصته تبدو أضعف، نظراً إلى حلول فريقه في وسط الترتيب. والأمر عينه ينطبق على كريس بول صانع ألعاب نيو أورليانز هورنتس، وعملاق أورلاندو ماجيك دوايت هاورد.
الجواب سيكون في ختام الدور الأول من الأدوار النهائية، والمنافسة تبقى مفتوحة بين براينت وجيمس. فمن هو الأجدر؟


جاكسون لم يرشّح كوبي وليبرون

فاجأ مدرب لايكرز فيل جاكسون الجميع بعدم إعلان ترشيحه المطلق للاعبه كوبي براينت أو حتى للنجم الآخر ليبرون جيمس للحصول على الـ«أم في بي»، معتبراً أن هداف ميامي والدوري دواين وايد ساعد فريقه كثيراً: «بينما يعمل الجميع في كليفلاند على إيصال الكرة إلى يدي جيمس الذي يأخذ الأمور على عاتقه دائماً». وختم: «كوبي يبقى كوبي، ولا تنسوا أنه يحمل اللقب»