strong>ستهدر المحركات من جديد ابتداءً من اليوم، مع عودة بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1، حيث تستضيف أوستراليا حتى الأحد المرحلة الأولى على حلبة البرت بارك في ملبورن، التي ستكون نقطة الانطلاق لعصرٍ جديد ستعيشه رياضة الفئة الأولى
لن يعطي السباق الأوسترالي، وخلافاً للمواسم السابقة، صورة حقيقية عن هوية السائقين والفرق الذين سيشكلون أطراف المنافسة خلال موسم 2009 لأن «كبار» الفورمولا 1، لم يتوصلوا حتى الآن إلى الصيغة «الرابحة» التي ستؤمن لهم تركيبة الفوز بالسباقات لأنهم لا يزالون في طور التأقلم مع آخر التعديلات، ما يعزّز احتمالات أن يفرض السباق الأوسترالي فائزاً «صغيراً» مثل الوافد الجديد فريق «براون جي بي» الذي حلّ بدلاً من هوندا لانسحاب الأخير بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
الموسم الستون في رياضة الفئة الأولى لن يكون تقليدياً على الإطلاق أو على الأقل في السباقات الأولى، إذ إن التجارب الشتوية التي أقيمت تحضيراً لانطلاق الموسم أظهرت أن هناك إمكانية بأن نرى فرقاً ستنافس الثنائي الأقوى، أي فيراري وماكلارين مرسيدس، الفريقين اللذين سيطرا على البطولة الموسمين الماضيين بفوز الفنلندي كيمي رايكونن بلقب 2007 والبريطاني لويس هاميلتون بلقب 2008.
وقد يصعد أحد سائقي «براون جي بي» البريطاني جنسون باتون والبرازيلي روبنز باريكيللو إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج الأحد أو سائق تويوتا الإيطالي يارنو ترولي أو سائق رينو الإسباني فرناندو ألونسو الذي بدا متفائلاً جداً حول حظوظه في الفوز باللقب هذا الموسم.
والواقع الذي يعزّز هذا الاحتمال أن الفرق الثلاثة (براون مع هوندا قبل انسحاب الأخيرة) بدأت تحضيراتها لسنة 2009 مع انتصاف الموسم الماضي بعدما عرفت أن آمالها بالمنافسة ضعيفة جداً، ففضّلت التركيز على تطوير سياراتها لتتماشى مع القوانين الجديدة، فيما فيراري وماكلارين مرسيدس وبي أم دبليو ساوبر أيضاً مع سائقيها: البولوني روبرت كوبيتسا والألماني نيك هايدفيلد، كانت مشغولة في التحضير لسباقٍ تلو الآخر لأنها كانت تتنافس على المراكز الأولى إن كان عند السائقين أو الصانعين.

هاميلتون في وضعٍ صعب

«نعم سيارتنا حالياً أضعف من باقي السيارات، لكن ثقتنا كبيرة وسنتطور مع مرور الوقت. أعتقد بأن البطولة ستكون أكثر تنافسية عن العام الماضي»، هذا ما قاله هاميلتون الذي سيفتقد في 2009 مرشده رون دينيس، مضيفاً «مستوى الفرق متقارب، لذلك من المرجح أن نشهد فائزين مختلفين خلال السباقات. عطشي للنجاح أكبر من الموسم الماضي، ورغبتي بالفوز أعظم من أي وقت مضى. هذا يعني أنني أريد الفوز بعد والتقليل من أخطائي وخوض سباق كامل في يوم من الأيام».
رايكونن خسر لقبه الموسم الماضي وقدّم أداءً عادياً، لكن الفنلندي وعد بالعودة الى المنافسة على اللقب: «سأعود للفوز. هناك قوانين جديدة وأمور كثيرة ستتغير، لذا من الصعب التوقع كيف ستكون عليه الحال في 2009، لكن أعتقد أننا سنقف في صف المنافسين مجدداً».
وختم: «مهما تكن التغييرات تستطع فيراري دائماً التأقلم معها بسرعة أكبر من الفرق الأخرى».
وسيكون الجميع في انتظار ما سيقدّمه ماسا هذا الموسم بعدما خسر لقب 2008 بطريقة «دراماتيكية» عند المنعطف الأخير لحلبة انترلاغوس، حيث فاز بالمركز الأول من دون أن يتوّج باللقب لأن هاميلتون حسمه في مصلحته في أكثر السباقات إثارة، فالبريطاني دخل اللفة الأخيرة في المركز السادس، ما يعني أنه كان في طريقه إلى الاكتفاء بمركز الوصيف، لكنه استغل عدم دخول الألماني تيمو غلوك سائق تويوتا الى المرأب لتغيير إطاراته الى تلك المخصصة للأمطار التي هطلت قبل 6 لفات على النهاية، فنجح في تخطّيه عند المنعطف الأخير قبل نقطة الوصول.
اما الطرف الرابع المرشح بقوة للعودة الى ساحة التتويج بعدما غاب عنها في 2007 و2008، فهو بطل 2006 و2007، الونسو، الذي بدا واثقاً من قدرته على استعادة اللقب «بنسبة سبعة على عشرة».
ورأى ألونسو أن حظوظه بالفوز في السباق الافتتاحي هي بنسبة 50 في المئة، وقال: «من دون أي شك أنا متفائل أكثر من العام الماضي. هذه المرة لسنا على بعد ثانية ونصف عن سائقي المقدمة، إنما أقرب بحوالى سبعة أعشار من الثانية».
وأردف الونسو الذي حقق 13 نقطة فقط في أول 10 سباقات في موسم 2008: «العام الماضي، وبعد نحو ثلاثة سباقات على انطلاق البطولة، اعتقدت أن مشاركتنا ستكون للنزهة والسياحة في المدن المضيفة للسباقات. لم تكن السيارة سيئة، بل كنا بحاجة الى محرك قوي».
وتابع الونسو «في نهاية المطاف أحرزنا 48 نقطة في 8 سباقات، بينها فوزان ومركز الوصيف مرتين، بفضل عمل الفريق»، ولو كان أداء رينو ثابتاً على هذا الإيقاع طوال الموسم لأحرز لقب السائقين حتماً.
كل الآمال مشرّعة لألونسو الذي كان راضياً عن أداء سيارته «أر 29» خلال التجارب، ورأى أنها «سهلة للقيادة وأداءها جيد»، وأتت نتيجة «العمل المثمر خلال الشتاء».
ويتابع: «بي أم دبليو ساوبر هي الأوفر حظاً في أوستراليا، وفيراري وبراون جي بي أيضاً، كذلك فإن تويوتا تبدو سريعة».
وتقام الحصة الأولى من التجارب الحرّة صباح اليوم الساعة 3.30 بتوقيت بيروت، والثانية 7.30، بينما تقام التجارب الرسمية غداً الساعة 8.00 صباحاً، والسباق بعد غدٍ الأحد 9.00 صباحاً.


سيارة «براون» هي الأسرع