تخطّت لعبة كرة السلة اللبنانية «القطوع» الذي عكّر أجواءها في الأسبوعين الماضيين، بعدما توافقت الأندية على تسوية ما «على الطريقة اللبنانية»، لتعود الروح إلى الملاعب بمباراة الحكمة وأنترانيك، أمس
عبد القادر سعد
بعد اجتماع رباعي ضم رئيس نادي الحكمة جورج شهوان، رئيس نادي بلوستارز ماريو سرادار، الرئيس الفخري للشانفيل الدكتور ميلاد السبعلي ورئيس نادي فيطرون فارس مدوّر في مكتب شهوان، بحضور ممثل وزير الشباب والرياضة زياد الشويري، تصاعد الدخان الأبيض ليحضر رئيس نادي الرياضي هشام جارودي ويبلغه المجتمعون موافقتهم على التسوية التي تم الاتفاق عليها يوم السبت الماضي في مقر الاتحاد، بحضور الأمين العام غسان فارس والمحاسب سابا مخلوف.
والاتفاق، الذي لم تُذكر تفاصيله في بيان الأندية بعد الاجتماع، ينص على أن يغيب فادي الخطيب وإسماعيل أحمد عن الرياضي حتى نهاية البطولة، ولا يتعاقد الرياضي مع لاعب أجنبي بدلاً من أحمد في مرحلة الإياب، على أن يغيب جو فوغل في مرحلة الفاينال 8، لكن يُمكن للرياضي التعاقد مع لاعب أجنبي، ويلعب «الأصفر» بكامل قوته في مرحلة الفاينال 4. وسقط طلب الأندية الأربعة بأن يُشرك الرياضي لاعبيه الشباب أمام الحكمة وبلوستارز والشانفيل وفيطرون، كما حصل أمام المتحد، بعدما اعتبر جارودي ذلك كأنه يعطي المباراة للفرق الأربعة.
وصدر بيان عن الأندية بعد الاجتماع جاء فيه: « بعد التداول، وبغياب أي معالجة ضمن القوانين المرعية، وشعوراً منهم بأن اللعبة هي الأساس وبأن هذه الأندية مع غيرها هي التي تشكل العمود الفقري لقيام واستمرار اللعبة وتطلعاتها، فقد تقرر متابعة المشاركة في بطولة لبنان لكرة السلة لهذا الموسم، إرضاءً للجمهور المحب لهذه الرياضة ولتمنيات معالي وزير الشباب والرياضة الأمير طلال أرسلان».

شويري: الوزارة تدخلت إنقاذاً

ممثل الوزير أرسلان، زياد شويري، تحدث إلى «الأخبار» عما حصل، واصفاً خطوة اللاعبين بالخاطئة التي أثرت على فرق أخرى، لكن الرياضي لا يتحمّل المسؤولية، وكان يجب على الاتحاد أن يتخذ قرارات معينة، وهو ما لم يقم به ولم يستطع استيعاب الموضوع، فاعترضت الأندية الأربعة وحصلت أزمة.
وإزاء ما حصل، ولأن الوزير طلال أرسلان يعتبر كرة السلة اللعبة الشعبية الأولى والأندية الأربعة أساس في هذه اللعبة، كان لا بد من التدخل، وخصوصاً أن الأمور قد أخذت طابعاً طائفياً مع غياب أربعة أندية مسيحية عن اللعبة.
وعليه أُرسلت رسالة إلى المعنيين أن الوزير أرسلان يدعم أي حل، والمهم أن تستمر البطولة، والوزير لن يسمح بأن تستكمل البطولة بغياب الأندية الأربعة، لأن هذا يضرب اللعبة. فالاتحاد مهم، لكن الأندية هي أساس اللعبة، وهي التي تضع الاستثمارات وتصرف الملايين، وما يحصل يهرّب المستثمرين، وبالتالي فإن الوزير قد يتدخل ويتخذ قرارات معينة إذا لم يُتوصّل إلى حل.

بركات ينفي اعتراض الاتحاد

«نحن كاتحاد نبارك كل ما يقرّب بين الأندية، وهو مع كل الحلول». بهذه الكلمات علّق نائب الرئيس الأول للاتحاد اللبناني لكرة السلة جورج بركات على اتفاق الأندية، مؤكداً أن الاتحاد لا يستطيع أن يتبنّى تلك الطروحات، لأن هناك بعض الأمور غير قانونية، ولكن على الطريقة اللبنانية هناك دائماً تنازلات من الجميع.
واستغرب بركات ما أشيع عن عدم رضاه عن جلسة السبت الماضي، معتبراً أن الاتحاد كان يبحث عن حل، شاكراً الأندية لتوصلها إلى تسوية ترضي الجميع، كما شكر الوزارة على تدخّلها لإصلاح الأمور.

الحكمة × أنترانيك

وبعد الاتفاق النهاري، تقرر إقامة مباراة الحكمة وأنترانيك على ملعب مجمع فؤاد شهاب ضمن المرحلة العاشرة، وفاز الحكمة 68 - 51 (15 - 12، 30 - 19، 43 - 32) أمام جمهور «أخضر» فقط، تنفيذاً لقرار الاتحاد.
ولعب الحكمة بقيادة المدرب الجديد الأرجنتيني غييرمو فيكيو (وصل السبت) الذي استغل المباراة للتعرف إلى لاعبيه، فأشرك معظم لاعبي الفريق، فيما كان اللاعب الأميركي برايان واترز ضيفاً جديداً على فريق أنترانيك بدلاً من مواطنه داريوس هاور.
وجاء ربع المباراة الأول متوسط المستوى، وضرب الفريقان الرقم القياسي في الكرات الضائعة (TURNOVER) بمعدل 9 للحكمة و12 لأنترانيك.
وفي الربع الثاني، حافظ الحكمة على تقدمه، ورفَعَه أكثر عبر لاعبه نديم سعيد، رغم غياب التركيز لدى الفريقين، ما أدى إلى ارتفاع عدد الكرات الضائعة إلى 10 للحكمة و17 لأنترانيك. وفي الشوط الثاني، استمر التقدم الحكماوي لتنتهي المباراة بنتيجة ضعيفة 68 - 51.
وكان أفضل مسجّل للحكمة رولاندو هاول بـ13 نقطة، ولأنترانيك مايكل فرايزر بـ12.
■ تستكمل المرحلة، غداً، عند الساعة 19.00، بلقاء تبنين وبلوستارز على ملعب المدينة الرياضية، والشانفيل وضيفه فيطرون.


معكرون: مصلحة اللعبة هي الأهم

مدير فريق بلوستارز ماريو معكرون، الذي كان حاضراً في الاجتماع، رأى أن التسوية جرى التوصل إليها نظراً إلى عدم وجود مادة قانونية يمكن الاستناد إليها، والأهم كان مصلحة اللعبة، لأن بلوستارز من الأندية الأساسية فيها، على أمل أن يعمل الاتحاد على تطوير قوانينه. أما سياسياً، «فقد عملنا جهدنا كي تبقى السياسة خارج اللعبة».