أُقيمت أمس جلسة تقييم حكام الدوري الأسبوعية، وهي الأكثر صخباً منذ سنوات، بعد أسبوع أسود تحكيمياً، فشهدت الجلسة هرجاً ومرجاً وإعلان الحكم علي صباغ اعتزاله التحكيم بعد قرفه ويأسه!
عبد القادر سعد
شهد الأسبوع الثاني عشر من بطولة لبنان لكرة القدم العديد من الحالات التحكيمية. وقد يكون من الخطأ الوقوف فقط عند أخطاء هذا الأسبوع، إذ إن أزمة التحكيم في لبنان وصلت إلى مرحلة لا يمكن تجاهلها. أولى الملاحظات على عمل الجهاز التحكيمي هي أن مركزية اتخاذ القرار في يد رئيس لجنة الحكام محمود الربعة، الذي يبذل جهوداً كبيرة، لكن لا يمكن أن يدير الأمور بمفرده مهما كانت خبرته. فهناك لجنة حكام من الواجب أن تعمل كفريق عمل جماعي، ولا يمكن الربعة أن يعيّن الحكام بمفرده. فبعض الحكام يعيّنون بغض النظر عن الأخطاء التي يرتكبونها في الأسبوع الماضي، ما يجعل الحكم واثقاً من تعيينه بالرغم من أخطائه. وهناك جو شائع لدى الحكام أنه هناك بعض الحكام المدللين الذين دائماً ما يكون تعينهم جاهزاً.
وهناك مسألة المراقبين، فالمراقب له أهمية كبيرة في تطوير الحكام واكتشاف أخطائهم، ووضع علامات على أدائهم، ما يحدد وجوب تعيينهم أو إعفائهم في المباريات المقبلة. وهذا يطرح سؤالاً: هل بعض المراقبين غير مؤهلين لأداء دورهم؟ أم أن رأيهم لا يؤخذ به، ما دفع أحد المراقبين إلى عدم كتابة التقارير لكونه «لا يقدّم ولا يؤخّر»، وخصوصاً أنه قدم العديد منها وكان مصيرها الإهمال. هذا دون الانتقاص من أداء بعض المراقبين الفاعلين، الذين يؤدون دورهم وهم مؤهلون لذلك.

عدم احترام جلسة التقييم

وبالحديث عن جلسة التقييم، التي من المفترض أن تكون هامة ولها دور أساسي في تطوير الحكام، نرى أن ما يُقرر خلال الجلسة لا يؤثر على التعيينات، أضف إلى ذلك عدم احترام اللجنة العليا للاتحاد لهيبة جلسة التقييم، وإلا فكيف يُفسّر إيقاف الحكم حيدر قليط قبل أن تُعقد جلسة التقييم، علماً بأنه لا حكم سابقاً بين الأعضاء الـ 11 في اللجنة العليا!
والمعلوم أن من أسس تطوير الجهاز التحكيمي هو الأجيال المقبلة من الحكام، فيما نرى أن المسألة محصورة بعدد معيّن من حكام الدرجة الأولى، من دون إفساح المجال أمام الحكام الآخرين إلا في حالات بسيطة.
ومثالاً على ذلك، تعيين الحكم الدولي محمد منصور (44 عاماً) لقيادة مباراة الأنصار والعهد في نهائي بطولة الشباب، إضافة إلى قيادة الحكم علي صباغ لخمس مباريات نهائية في بطولات الفئات العمرية الموسم الماضي، كذلك فإن مباريات كأس النخبة، التي من المفترض أنها بطولة تنشيطية، يقودها حكام دوليون بدلاًً من أن يقودها حكّام شباب، شرط أن يكونوا تحت مراقبة شديدة وجدية من أعضاء لجنة التحكيم لإرشادهم إلى أخطائهم وتطويرهم.

دياب ينتقد الحكّام

وتبقى مشكلة التعيينات من الأمور الأساسية التي تؤثر على الحكام، فهناك اعتراف من معظم الحكام بأن قيادة مباريات الأنصار تمثّل ضغطاً عليهم، ذلك أن «العين» تكون مفتوحة على أي خطأ والحساب عسير، علماً بأن هذا لا يُرضي نادي الأنصار، بدليل كلام رئيس النادي كريم دياب الى برنامج «غول» على المنار، بعد مباراة فريقه مع التضامن، حيث انتقد دياب أداء الحكام مطالباً باستقدام أشخاص مؤهلين لتطوير الجهاز التحكيمي وتثقيف الحكام، منتقداً لجنة الحكام بكاملها.
ولا يمكن إغفال دور الإعلام في التأثير على الحكام، خصوصاً التباين في القرارات بين فقرات الحالات التحكيمية في البرامج الرياضية، واعتبار الحكام أن من يقوم بالحكم على الحالات لا يملك الخبرة التحكيمية التي تؤهله لاتخاذ القرارات، ما يؤثر على الرأي العام ويضلله.

حالات الأسبوع 12

وفي العودة الى جلسة الأمس، التي استعرضت حالات الأسبوع الـ 12 ظهر أن قرار الحكم بسام عياد بطرد لاعب الغازية دونالد كان صحيحاً، ولم يجب عليه طرد لاعب الصفاء محمد قرحاني لكون الأخير لم يضرب دونالد، رغم أنه استفزه بوضع قدمه بين رجلي دونالد. وظهر أيضاً أن قرار الحكم المساعد حسين عيسى (الذي يقدّم مستوى ممتازاً في المباريات) برفع راية التسلل على هدف روني عازار كان قراراً صحيحاً.
وقبل عرض حالات مباراة الأنصار والتضامن أعلن الحكم علي صباغ الذي قاد المباراة اعتزاله التحكيم قرفاً ويأساً، مشيراً إلى أنه وصل الى مرحلة لا يستطيع معها الاكمال في مسيرة التحكيم، ليغادر الجلسة قبل أن تعرض الحالات ثم عاد في نهاية الجلسة.
وفي الحالات ظهر أن هدف التضامن جاء من خطأ غير صحيح، وأن هدف الأنصار الثاني جاء من حالة تسلل، وهدف التضامن غير المحتسب بدعوى لمسة يد على غسان شويخ كان هدفاً صحيحاً والقرار خاطئ من صباغ. وفي حالة أخرى ظهر أن الحكم أحمد قواص رفع راية التسلل على لاعب الأنصار جويل تشامي في احدى الكرات التي قيل إن قواص لم يرفع الراية فيها، لكنه لم يظهر في كادر الكاميرا.
وفي مباراة الراسينغ والمبرة، قال الحكم الرئيسي محمد منصور الذي قاد اللقاء إن قرار طرد اللاعب ربيع أبو شعيا كان ظالماً واللاعب يستحق بطاقة صفراء فقط. واللافت أن اتحاد اللعبة أوقف أبو شعيا مباراة واحدة، فيما أوقف لاعب الغازية دونالد، الذي طرده الحكم بسام عياد ثلاث مباريات، علماً بأنهما طُردا بناءً على المادة نفسها (المادة 12 الأخطاء وسوء السلوك: ارتكاب سلوك مشين)، وأوقفا بناءً على المادة 2/8 من نظام عقوبات اللاعبين في الاتحاد.


عياد: قرار غندور صحيح

أوضح رئيس لجنة التقييم نبيل عياد (الصورة) أن قرار الحكم رضوان غندور في مباراة الساحل والحكمة بعدم ايقاف المباراة بعد اطلاق صافرة من المدرجات في الدقيقة 41، كان قراراً صحيحاً، وخصوصاً أن الكرة كانت مشروع هدف، وعلى اللاعب أن يميّز بين صافرة الحكم وصافرة أخرى، وكي لا تصبح الحالة عرفاً في مباريات كرة القدم