يخطئ بعض اللاعبين أحياناً في اختيار وجهتهم الكروية، وغالباً لا يمكن إسقاط عنصر المال كأحد أسباب الخيارات المستقبلية، لكن قد يواجههم سوء الحظ أو عدم التوفيق، وهذا ما حصل فعلاً مع النجم الألماني ميكايل بالاك صانع ألعاب تشلسي الإنكليزي
حسن زين الدين
لا يخفى على أحد أن كثيراً من عشاق قائد منتخب ألمانيا ميكايل بالاك ألقوا باللوم على نجمهم بسبب اختياره الانتقال إلى تشلسي في صيف 2006، وخصوصاً أن «طابور» الأندية العريقة التي خطبت ودّه عامذاك كان كبيراً، إلا أن طموحات مدرب الفريق اللندني سابقاً البرتغالي جوزيه مورينيو، والراتب الأسبوعي الذي وصل إلى 130 ألف جنيه استرليني أسبوعياً، كان لهما الأثر الكبير في اتجاه بوصلة «المايسترو» إلى لندن.
الواقع أن الأعوام الثلاثة الماضية أثبتت أن الألماني كان قادراً على أن يحقق إنجازات أكبر مع فريقٍ كمانشستر يونايتد الإنكليزي مثلاً، الذي كان مدربه أليكس فيرغيسون شديد الحماسة لأن يخلف الألماني، قائد فريقه المعتزل الإيرلندي روي كين، وقد خرج المدرب الاسكوتلندي بتصريح ناري بعد انتقال بالاك إلى تشلسي يتوعّد فيه الأخير بالندم على اختياره، وهو نجح في ذلك، إذ إن بالاك لم يحقق أي بطولة كبرى، وخسر العام الماضي لقبَي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا أمام «الشياطين الحمر» تحديداً.
يمكن القول إن مستوى «القيصر الصغير» كما يلقّب، مرّ بمراحل عدّة مع تشلسي، إذ في موسمه الأول، لم يظهر بمستواه الحقيقي كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم. تلا ذلك في موسمه الثاني إصابته الخطرة في قدمه، التي أبعدته 8 أشهر عن الملاعب، عاد بعدها ليسهم بقوة في وصول فريقه إلى نهائي دوري الأبطال.
أما علامات الاستفهام الكبرى، فطُرحت هذا الموسم مع انقضاء المرحلة الأولى من الدوري الإنكليزي، إذ إن بالاك لم يسجّل أي هدف، وبدأ التوتر يشوب علاقته بمدربه البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، الذي يفضّل عليه البرتغالي ديكو.

انجازات هامان

إذا تركنا لندن وتوجّهنا ناحية مدينة مانشستر، وتحديداً إلى فريقها الثاني مانشستر سيتي، فسنجد أن لاعباً بلغ الـ 35 من عمره، ولا يزال حاضراً على المستطيل الأخضر. إنه الألماني المخضرم ديتمار هامان.
«لا أزال أستمتع بكرة القدم» يقول هامان، الذي لم تسلّط عليه الأضواء، والذي حقق في تجربته الإنكليزية ما لا يمكن مقارنته بمواطنه الأشهر بالاك، إذ يكفي أن «ديدي»، تنقّل بين فرق إنكليزية عدة، بدءاً من نيوكاسل عام 1998، مروراً بليفربول ثم بولتون وندررز وأخيراً مانشستر سيتي.
ولعل حقبة ليفربول كانت الأهم، إذ حقق معه كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 ودوري أبطال أوروبا عام 2005، حيث لا يمكن إغفال دوره المحوري في مساعدة «الحمر» على الفوز بالبطولة الأخيرة عندما أعطى زخماً لفريقه المهزوم 0-3 بعد نزوله في الشوط الثاني، وكان أحد اللاعبين الذين نجحوا في ترجمة ركلات الترجيح.
هامان الذي يتميّز بأسلوب لعب هادئ وذكي يقارب إلى حدٍّ ما «الأرستقراطية» بمفهوم الكرة، وصفه نجم ليفربول الحالي ستيفن جيرارد يوماً بمثله الأعلى، حين كان لا يزال شاباً يلعب إلى جانب «ديدي» في وسط الملعب.
وبالتأكيد لم يواجه هامان سوء الحظ الذي عاناه بالاك منذ بداية مسيرته، إذ خسر «القيصر الصغير» نهائي 3 بطولات كبرى هي كأس العالم 2002 وكأس أوروبا مع ألمانيا 2008، ودوري أبطال أوروبا 2008 مع تشلسي و2002 مع باير ليفركوزن، إضافةً إلى كأس إنكلترا وألمانيا عدّة مرات، حتى إن صاحب القميص الرقم 13 (رغم تفاؤله به) دخل سجلات تاريخ اللعبة « كأكثر خاسر» للنهائيات الكبرى.
بالاك (32 عاماً) يبدو حالياً في صراع مع الوقت، وإذا لم يستطع كسر النحس الذي يلازمه، والفوز ببطولة كبرى قبل اعتزاله، فلا شك في أنه سيبقى يتحسّر طيلة حياته على إضاعة زميله في تشلسي جون تيري لركلة الترجيح الأخيرة في نهائي دوري الأبطال تحديداً، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصرخ بأعلى صوته: لقد
انتصرت!


كلينسمان الأنجح في إنكلترا

يعدّ مدرب بايرن ميونيخ الألماني حالياً، ومهاجم منتخب ألمانيا سابقاً، يورغن كلينسمان، أفضل اللاعبين الألمان الذين حققوا نجاحات فردية في إنكلترا، إذ حاز بألوان توتنهام هوتسبر لقب أفضل لاعب في الدوري عام 1995، ثم أنقذه من الهبوط إلى الدرجة الثانية
عام 1998