منذ فوزه على لاتسيو 3-0 في 6 كانون الاول الماضي، وإنتر ميلان بطل ايطاليا يعاني لتحقيق الانتصارات، ما يدفع الى التساؤل عن إمكان تأقلم المجموعة مع استراتيجيات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو «المرتبك» في الوقت الحالي
شربل كريّم
جاء الفوز الصعب لإنتر ميلان على ضيفه سمبدوريا (1-0) الأحد الماضي ليطرح علامة استفهام عن الخطة الجديدة التي سيعتمدها مورينيو في الفترة المقبلة، وخصوصاً أن خوضه اللقاء بمهاجمٍ واحد (5-4-1) هو البرازيلي ادريانو أثبت أن استراتيجيته عقيمة. وإن كانت نتيجة هذه الخطة افضل من تلك التي اعتمدها في المباراة امام اتالانتا (1-3) اي 4-4-2، فإن من المتوقع ان يتحوّل مجدداً الى الاستراتيجية المفضّلة في دفاتره الخاصة 4-3-3.
طبعاً تتبدّل خطط مورينيو بفعل الاصابات وعقوبات الايقاف، لكن بما انه يملك مجموعة كبيرة من اللاعبين فإن هاتين النقطتين لا يفترض أن تخلقا مشكلة بالنسبة إليه، بينما يبقى السؤال عن مدى إمكان نجاح 4-3-3 في الدوري الايطالي بعدما حملته الى منصات التتويج في الدوري الانكليزي الممتاز عندما كان مدرباً لتشلسي الانكليزي.
المشكلة الاولى التي يمكن أن تواجه مورينيو في هذا المجال هي أن معظم فرق الدوري الايطالي تعتمد على خط الوسط كخطٍ دفاعي اول، لذا فإن إضافته لاعباً في المقدمة قد تؤدي الى انفلاتٍ في الخط الخلفي، ما يزيد الخطورة على مرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار. كما ان مستوى الصربي ديان ستانكوفيتش لا يبدو في اعلى درجاته، ما يغيّب اللاعب الخلاق عن وسط الملعب وبالتالي يحدّ من الفرص المتاحة امام المهاجمين.
سببٌ آخر لإمكان فشل «التجربة الانكليزية» لمورينيو، هو لاعبو الاجنحة، اذ لا يستطيع حالياً سوى الاعتماد على البرازيلي مانسيني الذي يقدّم مستواه المعروف. وتكمن «كارثة» مورينيو على الاطراف تحديداً في فشل الصفقة الابرز لفريقه في الصيف الماضي أي مواطنه ريكاردو كواريسما الذي يبدو انه سيعيش سيناريو الفترة المخيّبة التي قضاها مع برشلونة الاسباني. كما ان التقدّم بالسن بدأ يظهر بقوة على البرتغالي الآخر لويس فيغو الذي لا يحبّذ المدرب الفذّ اصلاً إدراجه ضمن التشكيلة الاساسية.
من هنا، يشعر مورينيو الآن بأنه وإن كان لديه مهاجم «وحش» يتمثّل بالسويدي زلاتان ابراهيموفيتش، تماماً كما كانت الحال عليه في تشلسي مع العاجي ديدييه دروغبا، فإنه لا يملك جنوداً شجعاناً على طرفي الملعب من طينة الهولندي اريين روبن والايرلندي داميان داف والانكليزي جو كول الذين ساهموا بقوة في تتويجه بلقب بطل انكلترا.
أما النقطة الاساسية بالنسبة الى مورينيو في الفترة المقبلة فستكون محاولته الحفاظ على تركيزه وسط اقتراب يوفنتوس من فريقه المتصدّر بفارق ثلاث نقاط، وذلك في موازاة هجمة المدربين الآخرين عليه وعلى رأسهم جاره في ميلان كارلو انشيلوتي، وبدء شغبه ضد الحكام ومطالبة جمهور «النيراتزوري» بظهور الفريق بصورة البطل، وإصراره على عدم استقدام اي لاعبٍ جديد مراهناً على عناصره الحالية... وأخيراً إغراءات مانشستر سيتي الانكليزي الساعي للحصول على خدماته.
فعلاً سيكون مورينيو بطلاً اذا ما عرف الخروج حيّاً من «جهنم» الدوري الايطالي حيث يبدو الاداريون والجمهور والصحافة اقسى احياناً من اولئك المدافعين.