السقوط والصعود» سمة البطولات الرياضية وخصوصاً في الألعاب الجماعية، وقياساً الى لعبة كرة القدم في بلادنا، فالأخيران في «الأولى» يسقطان درجة ليحل مكانهما الأولان على لائحة ترتيب الدرجة «الثانية»... فماذا بين الحالين؟
إبراهيم وزنه
لا شك في أن التدبير المتبع في كل بلاد العالم يساعد على ضخ الاثارة والندّية في المباريات، ويحتّم على مسؤولي الفرق رسم الأهداف والاستراتيجيات قبل انطلاق المواسم. والسؤال الذي يُسأل اليوم، هل سياسة «الترفيع والتنزيل» ما زالت تفرض حيثياتها على واقعنا الكروي بالشكل الصحيح؟ في ظل العوامل المحيطة التي لا تبشّر بالتطوّر الفني، وأهمّها، شح موازنات الأندية وانعدام الاهتمام الرسمي وانكفاء الرعايات والدعايات وهروب المتموّلين وتغييب الجماهير... الخ.
ندق الناقوس، على خلفية ما نمي إلينا من أن غالبية أندية «الثانية» تتهيّب الصعود الى «الأولى» ولا تتمناه حتى لو جاء مصيراً حتمياً ـــــ بحسب شرع البطولات وقوانينها.
وفي هذا السياق، نذكّر بما حصل مع فريق الإرشاد في الموسم ما قبل الماضي، حيث وجد نفسه فجأة في مصاف أندية الدرجة الأولى ثم سارع عائداً الى قواعده قانعاً، وفي هذا المجال لا بدّ من استذكار أندية عريقة غابت عن دوري الأضواء، لاجئة الى فيء دوري المظاليم بعدما صالت وجالت لسنوات عدّة، أبرزها: هومنتمن (بطل لبنان 7 مرات)، هومنمن (3 مرات)، البرج (حامل كأس لبنان 1993)، الرياضة والأدب، التضامن بيروت وحركة الشباب.
وهنا نذكّر بأن الصعود الى الثانية بات معضلة بعدما كان المبتغى، ومكلفاً جداً بعدما كان مقبولاً. واللافت أن أندية عديدة من الدرجة الثانية تحتاط من الصعود، آخذة في حسبانها «ما قدّمت وما أخّرت» من نتائج وما ينتظرها من مفاجآت «أحلاها مرّ»، ليتأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الهروب من الصعود مردّه الى عدم توافر المال اللازم للمشاركة المتواضعة في بطولة الأولى
لاحقاً.

أحوال وأحلام و«تنذكر ما تنعاد»

■ يعترف ميساك نجاريان (رئيس نادي هومنمن) بأن فريقه يشارك في بطولة الثانية منذ ثلاثة مواسم بملء إرادة القيّمين عليه، موضّحاً «لكل بطولة موازنتها الخاصة واليوم سنسعى للعودة الى الأولى أملاً بتجريب أجوائها بعدما وُعدنا بتأمين موازنة متواضعة لخوض بطولة الأولى إذا صعدنا الى مصافها» لافتاً الى أن موازنة الصعود تصل الى 80 ألف دولار «أما موازنة البقاء تحت الأضواء فتصل الى 300 ألف دولار».
■ من جهته، أوضح عرّاب نادي هومنتمن العريق رافي مومجوغليان «للأسف الفوتبول في لبنان ملوّث بالسياسة والمستوى في تراجع مستمر والجمهور غائب عن المدرجات ورعاة الأندية بطّلوا «يكبّوا» مصاري لذلك لا معنى للصعود» مشيراً بكل ثقة «نلعب للبقاء محلنا لأنو ما في موازنة تناسب اللعب في
الأولى».
■ «لعبنا لموسم واحد تحت الأضواء، كانت تجربة جيدة ولا أتمنى تكرارها»، هذا ما جاء على لسان رئيس نادي الإرشاد عبد السباعي الذي أعلن أنه فوجئ بحجم الموازنة المطلوبة للبقاء ضمن أندية الدرجة الأولى. وأملاً بعدم الوقوع في مصيدة الصعود مجدداً، لجأ السباعي الى الاستغناء عن عدد كبير من لاعبيه الذين خاضوا معه موسمه الوحيد في الدرجة الأولى.
■ «نية الصعود موجودة من منطلق حرصنا على عدم تغييب مدينة صيدا عن أضواء كرة القدم». كلام لأمين سر نادي الأهلي صيدا خالد بديع، الذي أوضح أن «جردة» الاستغناءات والتدعيمات التي أجريت في صفوف الفريق تهدف الى الصعود، مشيراً الى أن موازنة الموسم الحالي ستبلغ 200 ألف دولار.
■ «لا شك في أن انعدام الإمكانيات يقلل من حجم الاهتمام، وهدفنا اليوم المحافظة على موقع النادي في الدرجة الثانية وهكذا نكون واقعيين مع واقعنا».
هذا ما قاله أمين سر نادي الإخاء الأهلي عاليه زاهر العنداري، لافتاً الى النية في بناء فريق متجانس من الشباب يُعتمد عليه
مستقبلاً.
■ «في الموسم الماضي كنا على وشك الصعود الى الأولى لولا الظلم التحكيمي، وسنبقى نحاول الصعود أملاً بتحقيق حلم كل البقاعيين».
كلام لأمين سر نادي النهضة بر الياس محمود سيف الدين، الذي أشار الى أن موازنة الصعود تصل الى 120 الف دولار أما للبقاء فـ40 ألفاً.
■ «نأمل الصعود الى الأولى ومركزنا يشجّعنا على ذلك (ثان بـ14 نقطة) والباقي على الله»، هذا ما قاله عرّاب نادي الأهلي النبطية محسن الصبّاح، مؤكّداً عرضه لفكرة الصعود وتكاليفها على داعم النادي «ووعدنا خيراً».


توزيع الفرق وفق حسابات خاصة