ما هو السبب الذي يجعل اللاعب يجلس على دكّة البدلاء يراقب زملاءه بخيبة؟ الجواب ببساطة: تراجع مستوى اللاعب. سبب منطقي في عالم كرة القدم، لكن ما يجري مع كلٍّ من الأرجنتيني خافيير سافيولا والألماني لوكاس بودولسكي يشذّ عن هذه القاعدة
حسن زين الدين
في مباراة فريقه ريال مدريد الإسباني أمام باتي بوريسوف البيلاروسي، في مسابقة دوري أبطال أوروبا، كان سافيولا وزميلاه، مواطنه غونزالو هيغوين والهولندي رويستون درينتي يقومون بالإحماء في الشوط الثاني، واختار مدرب الفريق الألماني برند شوستر بعدها إشراك الأخير، ليعود سافيولا إلى مقعد الاحتياط ممتعضاً.
إلا أن زميليه الحارس البولوني ييرزي دوديك، والإسباني ميغيل توريس، أرادا ممازحته، فأعلماه أن مساعد المدرب طلبه مجدداً، وحين توجه سافيولا إليه استغرب المساعد، وأعلمه أن التبديلات قد استُنفدت. فعاد سافيولا مرة أخرى خائباً إلى مقعده، على وقع ضحكات زميليه وشماتتهما بحاله.
هذه الواقعة تبدو مضحكة طبعاً، لكنها تأخذ بعداً معبّراً بالنسبة إلى لاعبٍ مثل سافيولا، حاز عام 1999 جائزة أفضل لاعب في قارة أميركا الجنوبية، وهو لم يتجاوز بعد الـ 18 من
عمره.
سافيولا (27 عاماً) أو «الأرنب» كما يلقّب، ليس سوى «بديل للبدلاء» في الفريق الملكي، وهذا أمر لا يدل على أنه سيّئ، إذ إنه سجل في الموسم الماضي 3 أهداف في 5 مشاركات فقط، بيد أنه لم يُعطََ فرصته كاملةً من جانب شوستر، إضافة إلى سوء حظه مع تألق هيغوين اللافت حالياً، ما يجعل الاحتمالات كبيرة، بحسب توقعات المراقبين، نحو انتقال هذا النجم بعيداً عن العاصمة الإسبانية في فترة الانتقالات
الشتوية.

«بولدي» الأمير المأسور

قبل 3 سنوات كان بودولسكي «أميراً» طليقاً في مقاطعة سكسونيا الألمانية، إذ إنه استطاع حينها قيادة فريقه كولن إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وتوقع المراقبون أن تتفجّر موهبته مع بايرن ميونيخ الذي خطفه عام 2006، لكن بعد موسم أول مليء بالإصابات، وكارثي للفريق البافاري، كان المنعطف، عندما اضطرت الإدارة إلى استقدام ميروسلاف كلوزه، وبعده الإيطالي لوكا طوني، لتبدأ معاناة بودولسكي الذي تحوّل إلى مشاهد ومهاجم بديل للثنائي الجديد.
المفارقة أن بودولسكي غالباً ما يقدّم أداءً رائعاً مع منتخب ألمانيا، وقد وصل إلى قمة مستواه في كأس أوروبا 2008.
ومع قدوم يورغن كلينسمان لقيادة الفريق البافاري هذا العام، توسّم «بولدي» خيراً بمدربه السابق في المنتخب، الذي صرّح فور وصوله بأن دور بودولسكي (23 عاماً) سيكون كبيراً هذا العام، ما دفع الأخير لتجاهل عروض الأندية الأوروبية التي طلبته. إلا أن الأمور ظلت كما هي، وبقي بودولسكي احتياطياً، مسجلاً مشاركته أساسياً في كل مرة غاب فيها كلوزه أو طوني للإصابة، ما دفعه أكثر من مرة إلى إبداء امتعاضه ورغبته في الرحيل خلال فترة الانتقالات الشتوية، ما دفع أندية إنكليزية عدة لإبداء رغبتها في فك أسر «الأمير» من قيود النادي
البافاري.


بريدج الاحتياطي الأبدي

معاناة الظهير الأيسر لتشلسي الإنكليزي، واين بريدج، مع مقعد البدلاء سببها شخص واحد يطارده «كالكابوس» هو أشلي كول، الذي أخذ مكانه في «البلوز»، ودفع به إلى الاحتياط في المنتخب الإنكليزي أيضاً، رغم أنه يفوقه، إذ كان يحمل الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة في 113 مباراة كاملة متتالية