طوت عائلة لعبة كرة اليد صفحة الانتخابات، مع انتخاب هيئة إدارية جديدة بالتزكية، بعد انسحاب رئيس نادي السد تميم سليمان وحلفائه، لتُفتح صفحة اللعبة وما تحتاجه، وما هي حقوق وواجبات كل طرف تجاهها؟
عبد القادر سعد
يجمع القيّمون على لعبة كرة اليد، أنها اللعبة الأكثر تضرراً من العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، بعد تدمير مقر الاتحاد والملعب الرئيسي (قاعة نادي الصداقة)، الذي كانت تقام عليه البطولات. وحاول الاتحاد النهوض باللعبة مع دخول طرف جديد مساعد هو رئيس نادي السد تميم سليمان، لكن مع غياب التجانس بين سليمان ورئيس الاتحاد عبد الله عاشور، لم يكتب لكرة اليد أن تأخذ مكانها الصحيح.
ومع دخول اللعبة في مرحلة جديدة، كثيرة هي الأسئلة التي تطرح عن واقعها ومستقبلها، وماذا تريد الأندية من اتحادها، وماذا يحمل الاتحاد الجديد لأنديته، من دون أن ننسى الطرف المعارض الذي بقي خارج الاتحاد وعن توجهاته للمرحلة المقبلة.
الضرر الذي طال اللعبة جراء العدوان وغياب الأموال أصاب الأندية في الصميم، فسجلت انسحابات من البطولة في الموسم الماضي واختصارها، وإقامة مسابقة الكأس بمن حضر.

الأندية تطلب

«الانسحاب كان لأسباب فنية ومالية». بهذا علّق رئيس نادي الشباب حارة صيدا حسن صالح، المنسحب من بطولة الموسم الماضي، وهو انطلق من مشكلة فريقه ليتمنى على اتحاد اللعبة الاهتمام أكثر بالأندية ودعمها مادياً، وتحسين أوضاعها، مضيفاً أن المسؤولية تقع على عاتق وزارة الشباب والرياضة التي تدعم الاتحادات الفردية وتغيب عن اتحاد كرة اليد، معتمدة على عاشور للتكفل بمصاريف الاتحاد. وإذا ما قدمت بعض الأموال فبمعدل 25 مليوناً كل سنتين، عندما يستضيف لبنان بطولة آسيوية.
ورغم انتقاد صالح غياب الروزنامة المحددة لنشاطات الاتحاد، وعدم إقامته بطولات للفئات العمرية، إلا أنه يعلل ذلك بعدم وجود ملاعب كافية، وخصوصاً أن لعبة كرة اليد أصبحت تحتاج إلى قاعات مقفلة على عكس ملاعب الأندية، وتحديداً في الجنوب.
ويتفق أمين سر نادي مون لاسال جهاد سلامة مع صالح، لناحية ضرورة اهتمام الاتحاد أكثر وتغيير طريقة الإدارة، نظراً لدخول اللعبة في فترة جمود إذ أصبحت ترتكز على ناديين أو ثلاثة، وبالتالي يجب على القيّمين على اللعبة إيجاد شيء جديد ينهض بها.
ويطرح سلامة أموراً عدة كتعزيز اللعبة في المدارس، وتنظيم بطولات للفئات العمرية، ومخيمات لاكتشاف المواهب الناشئة، إضافة إلى تأمين الاتحاد لمدربين للفئات العمرية. «غياب الحماسة لدى الصغار لمزاولة اللعبة وتوجّههم نحو كرة السلة من الأمور التي تؤثر على لعبة كرة اليد»، يقول سلامة، داعياً الاتحاد لتحفيز الصغار عبر تغطية إعلامية كبيرة للنشاطات، إضافة إلى عقد خلوة بين الاتحاد والأندية والقيّمين والفنيين لايجاد آلية لجذب الناشئة للعبة كرة اليد.
ولنادي هوليداي رأي عبّر عنه أمين سر الاتحاد جورج فرح، معتبراً أن على الاتحاد العودة إلى النشاط الذي كان عليه قبل العدوان من ناحية البطولات، وخصوصاً أن الأوضاع تتحسن، لكن من دون إغفال الأعباء المادية التي هي «مرض» الأندية. وهنا تأتي مسؤولية وزارة الشباب والرياضة كي تضع حوافز وتدعم الأندية بناءً على معايير صحيحة، لا بناءً على الواسطة، وتسهيل آلية حصول الأندية على المساعدات.

المعارضة تدعم

الجهة «المعارضة»، وتحديداً تميم سليمان يشدد على أن هذا الاتحاد «يمثلنا كنادي السد»، وكل ما نطلبه هو وضع روزنامة ثابتة للبطولة والكأس وبطولة الناشئين (التي يمكن أن تُقام السبت والأحد من كل أسبوع)، والاهتمام بالمنتخب.
وحول توجهاتهم للمرحلة المقبلة، يؤكد سليمان أنهم يتصرفون بناءً على الأفعال، فإذا قام الاتحاد بواجبه «فسنكون أوّل المهنّئين، وإذا كان هناك تقصير فسنكون آخر المنتقدين».
رئيس الاتحاد عبد الله عاشور تحدث عن المرحلة المقبلة، كاشفاً أن اللجنة الإدارية ستضع روزنامة الموسم في جلستها اليوم، مع إمكانيات إكمالها في جلسة أخرى، لكونها مرتبطة بالنشاطات الخارجية، إضافة إلى مناقشة موضوع بطولة الدرجة الثانية.
وعن الانتخابات التي جرت، رفض عاشور فكرة وجود طرف معارض، بل هناك طرف كانت لديه مطالب، ولكن في النهاية فازت لعبة كرة اليد عبر التزكية رغم الاختلاف في الرأي، لكن يبقى الجميع إخوة، ولولا جهود تميم سليمان لما كان هناك تزكية.
ولفت عاشور إلى أن التطوير وتوسيع النشاطات يتطلبان إمكانيات مادية أكبر. وهنا يأتي دور الوزارة وأطراف أخرى تحبّ اللعبة، طبعاً إلى جانب دعم عاشور المادي، الذي يؤكد أنه غير مرتبط بوجوده في الاتحاد، فهو يدعم اللعبة مادياً ومعنوياً إن كان داخل الاتحاد أو خارجه، وليس المال هو الذي يوصله إلى سدة الرئاسة.

رفض حل التواقيع

ومع الحديث عن احتمال حلّ تواقيع اللاعبين على كشوفات الأندية، يردّ حسن صالح بعصبيّة، رافضاً هذا كلياً، وخصوصاً أنه يدمر الأندية التي تعمل على تفريخ اللاعبين، ونادي الشباب حارة صيدا في طليعتهم، فيأتي ناد أو اثنان، وتحديداً الصداقة والسد، ويقومان بسحب اللاعبين، فيما يجب عليهم تفريخ لاعبيهم من المناطق التي هم موجودون فيها.
ويرد سلامة لدى سؤاله عن رأيه بحل التواقيع قائلاً: «لا يحق لأي إنسان أن يحل التواقيع إلا بناءً على الكشوفات وفترة العقود، إلا إذا كانت هناك مادة تجيز للاتحاد ذلك، وهذا مخالف للقوانين».
وإذا كان ناديا الشباب ومون لاسال مثل معظم الأندية ترفض مسألة حل التواقيع، فإن رئيس السد «ليس مع ولا ضد»، من ناحية أن نادي السد لا يتأثر، لكن فعلياً فإن هذه الخطوة تضرّ بالأندية الأخرى، علماً بأن اللاعب يتعاقد مع النادي لا مع الاتحاد.
في المقابل، يرفض جورج فرح فكرة حل التواقيع لكونه يؤثر على خطط الأندية التي تضعها بناءً على عقود موقّعة مع لاعبين لأربع سنوات، لا لسنة أو سنتين.
وبشأن هذا الموضوع يوضح عاشور أنه طرح إعلامياً فقط، والصورة ما زالت غير واضحة إذا ما كان سيطرح على اللجنة الإدارية اليوم أو لا.
ختاماً، تبقى لعبة كرة اليد رهينة التكاتف والتضامن بين جميع القيّمين عليها، ذلك أن تراجعها يؤثّر سلباً على الجميع، فيما تطوّر اللعبة تكون نتائجه إيجابية على الجميع أيضاً، ولا يمكن لهذا أن يحصل سوى بالعمل، بعيداً عن المناكفات.


استعداد

السد يفوز على النواعير ويُقيم دورة إقليمية

بدأ استعداد فريق السد لاستحقاقاته الداخلية والخارجية في كرة اليد، فهو سيشارك في بطولة آسيا التي ستقام في جدة من 12 إلى 24 شباط، إضافة إلى التحضير للدفاع عن لقبه اللبناني الذي أحرزه الموسم الماضي.
وقد استضاف السد من دون لاعبيه الأجانب فريق النواعير، ثاني بطولة الدوري السوري، وفاز عليه في مباراتين 26-25 و29-26، على ملعبه، وسيلتقي فريق الشعلة السوري، ثالث البطولة، على الملعب عينه يومي الأحد والاثنين في 30 الجاري والأول من كانون الأول.
وسيُنظم السد دورة دولية بين 7 و13 كانون الثاني، بمشاركة فريق الأهلي، بطل الدوري الأردني، ووصيفه السلط، والجيش، بطل الدوري السوري، ووصيفه النواعير. وفي حال تعذُّر مشاركة الجيش لأسباب خاصة، يحلّ بدلاً منه فريق الشعلة، مع احتمال مشاركة بطل إيران، فولاذ مبارك، إضافة إلى فريقي السد والصداقة من لبنان.
وإذا لم يشارك فولاذ في الدورة، فسيحضر في عشرين كانون الثاني للقاء السد ودياً.
وكشف تميم سليمان، أن إدارة النادي بصدد إقامة دورة للناشئين، بمشاركة فرق من سوريا والأردن، علماً بأن فرق النادي العمرية تتمرن يومياً بمشاركة 45 ولداً، على أمل أن ينظِّم الاتحاد بطولات الفئات العمرية، لما لها من أهمية على صعيد صقل المواهب الناشئة.


رئيس الاتحاد اللبناني لكرة اليد عبد الله عاشور ورئيس نادي السد تميم سليمان