علي صفاضروري أن نتوقف عند لقاء الأنصار بضيفه الجزائري، أول من أمس، لأهمية ما جرى. فنياً، خسر الأنصار بالنتجية العامة وتطور أداؤه نسبياً. وتكدّس الجمهور معظمه مجاناً بقرار أنصاري للتشجيع وتحسين المشهد على الشاشة الناقلة للداخل والخارج. لكن، ماذا جرى... وماذا رأينا؟ هتافات شاذة مقرفة ومرفوضة، ومشاعل نارية وزجاجات تُرمى على لاعبي الجزائر، هكذا من دون سبب وطني! وضربت صورة الأنصار وجمهوره وكرة لبنان أمام ملايين المتابعين والجزائريين في بلدهم واللبنانيين أيضاً.
والخلاصة، هل اقتنع الأنصار بحجم جمهوره هذا، ونوعيته وجدوى إدخاله مجاناً؟
هل اقتنعت الجهات الأمنية بإمكان فتح الأبواب مجدداً أمام الجمهور؟ وهل اقتنع الاتحاد اللبناني بالسعي لفتح الأبواب، وهل سيسمح هو والاتحاد الآسيوي مجدداً للأنصار باعتماد الملعب البلدي؟
هل يجرؤ إعلامي على أن يلمّح مجدداً إلى ضرورة وحاجة اللعبة إلى فتح الأبواب دون علاج جذري؟
ماذا يقول الذين سبق أن تشدقوا وحمّلوا جمهور النجمة أسباب غلق الملاعب بسبب شلة شغب كانت، حوالى مئة شخص! على أساس أن جماهيرهم من خريجي السوربون وأوكسفورد، والآخرون من حي الطمليس!
هل سيُصدر الأنصار بيان اعتذار عمّا بدر من لقطات حضارية؟ وماذا كسب الأنصار من جمهوره؟ وماذا كسبت اللعبة؟ لا شيء مطلقاً، بل خسائر فوق خسائر!
لقد خجل معلّق المباراة العربي مما شاهد وسمع، وخجلت أنا شخصياً، عن نادي الأنصار، لأنني كنت من أوائل الداعين إلى إعادة الجمهور، ولكن: أي جمهور وأي كرة وأي كلام لم يعد ينفع. كرة لبنان تحتضر فعلاً، لأن معظم أطبائها من المرضى.