يتطلّع سائق فيراري بطل العالم الفنلندي كيمي رايكونن إلى تتويج جديد على حلبة «سبا فرانكورشان» التي تستضيف جائزة بلجيكا الكبرى، المرحلة الـ13 من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 نهاية الأسبوع الحالي. وكثيراً ما أظهر «الرجل الجليدي» تميّزه على الحلبة المعروفة بتقلّب طقسها فائزاً بالمركز الأول عامي 2004 و2005 على متن ماكلارين مرسيدس ثم ألحقهما بفوز على متن سيارة «الحصان الجامح» في العام الماضي، علماً بأن الحلبة لم تكن على الروزنامة العالمية في 2006.ويقال في عالم الفئة الأولى إن السائق الذي يفوز في «سبا فرانكورشان» يثبت نفسه سائقاً على مستوى عالٍ لشدّة صعوبة الحلبة، في الوقت الذي يرى فيه البعض الآخر أن السباق الذي يعدّ أهمّ حدث رياضي تستضيفه بلجيكا هو الأفضل بين المراحل الـ 18.
وينطلق أولئك الذين يشيدون بالحلبة ومنعطفاتها الشهيرة وأبرزها منعطف «المياه الحمراء»، في أقوالهم من أنها خرّجت أبطالاً وتركت لحظات لا تنسى عند متابعي السباقات، إذ برز «الأسطورة» المعتزل الألماني ميكايل شوماخر بطل العالم سبع مرات لأول مرّة هناك على متن سيارة «جوردان»، وهو حقق فوزه الأول في مسيرته المظفرة على الحلبة عينها عام 1992 ليتحوّل بعدها «ملك» بلجيكا مستعرضاً الفوز تلو الآخر تحت الأمطار خاصة.
وبعيداً عن الانتصارات، لا يمكن نسيان احتكاك الاسكوتلندي ديفيد كولتهارد (ماكلارين) والايرلندي إدي ايرفاين (فيراري) عام 1998 الذي أعقبه أكبر حادث استعراضي في تاريخ الفورمولا 1 بعد اصطدام 13 سيارة بعضها ببعض.
وفي السباق عينه، كانت اللقطة الشهيرة عندما اصطدم شوماخر بمؤخرة سيارة كولتهارد بسبب سوء الرؤية، ثم هاجمه في حظيرته.
وعموماً لن تكون حدّة التشنج أقل الأحد المقبل لأن المنافسة تبدو حامية الوطيس، أولاً بين فيراري الساعية إلى مواصلة تفوّقها على ماكلارين، وثانياً بين السائقين الثلاثة الأوائل الذين يطمح كل منهم إلى هدفٍ يؤدّي إلى إنجاز مشترك وهو اللقب.
ولا يخفى أنه من خلال تصريحات البريطاني لويس هاميلتون متصدر الترتيب العام ووصيفه البرازيلي فيليبي ماسا الذي يتخلف عنه بفارق ست نقاط، يمكن استنتاج ما سيكون في الانتظار، وخصوصاً عبر تصريح الأخير بأنه حتى يريد التفوّق على رايكونن زميله في فيراري.
وإلى الحفاظ على سمعته في بلجيكا، يتطلع رايكونن أصلاً إلى الردّ على منتقديه الذين تساءلوا عن حقيقة مستواه بعدما ابتعد عن أعلى درجة على منصة التتويج لثمانية سباقات متتالية، وهو يعلم جيداً أن فوزه الأحد سيعيده بقوة إلى دائرة المنافسة على اللقب، معتبراً أن تذويب فارق النقاط الـ13 الذي يفصله عن هاميلتون ليس أمراً مستحيلاً: «نحن عشية سباق أحبّه كثيراً، وأنا عادة أحرز نتائج ممتازة في «سبا فرانكورشان»، والآن أحتاج إلى نتيجة مميزة أكثر من أي وقت مضى لتعويض خيبات السباقات الأخيرة».
من جهته، يدرك هاميلتون أن تحقيق أفضل مركز ممكن في التجارب سيكون مفتاحاً أساسياً لأن ثنائي فيراري قد يبتعد عنه بسرعة بسبب تفوّق السيارة الحمراء في الوقت الحالي.
أما المفتاح الثاني بالنسبة إلى البريطاني الشاب، فهي تلك الغيوم السوداء التي يمكن أن تساعده إلى أبعد الحدود بجعل أرض الحلبة رطبة، وهو ما قد يعطيه أفضلية على منافسيه، إذ كما هو معلوم يبدو هاميلتون أفضل السائقين تحت الأمطار تماماً على غرار ما كان عليه شوماخر في عصره.
وإذ يعلم سائق ماكلارين أن الفرصة للتجاوزات ستكون سانحة في بلجيكا أكثر مما كانت عليه في السباق الأخير على حلبة فالنسيا الإسبانية، فإنه يأمل أن تنعكس التعديلات التي أجراها التقنيون على سيارته إيجاباً في نهاية المطاف.
ورأى ماسا نجم الأيام الأخيرة حتى من دون فوزه، وذلك بعد تصريحه اللافت بأنه مصرّ على إنهاء فترة حكم رايكونن في بلجيكا وخطف الصدارة من هاميلتون، مشيراً إلى أن هدف الفريق الإيطالي يبقى التفوّق على ماكلارين.
(أ ف ب)