strong>تمثّل مباريات الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤدية إلى ملاعب جنوب أفريقيا المونديالية عام 2010 مفصلاً أمام المنتخبات عامة، ولا سيما العربية التي تخوض مواجهات مباشرة بين بعضها
سيحتضن ملعب نادي السد في العاصمة القطرية الدوحة مواجهة خليجية قوية وصعبة بين المنتخبين القطري والبحريني ضمن المجموعة الأولى. ولم يسبق لهما بلوغ نهائيات كأس العالم من قبل، مع أن الأخير كان على وشك تحقيق ذلك قبل أن يسقط في الملحق أمام ترينيداد وتوباغو. وتؤكد المعطيات أن اللقاء سيكون مثيراً، إذ سيسعى القطريون إلى استثمار البداية القوية والجيدة التي حققوها في الجولة الأولى بفوزهم الكبير على أوزبكستان 3ـــــ0، بينما سيحاول المنتخب البحريني بشتى الطرق تعويض الخسارة التي لقيها أمام اليابان 2ـــــ3 على أرضه وبين جمهوره. ويدرك القطريون جيداً أيضاً أن حسابات النقاط ستؤدي دورها، لكون نظام التأهل يلحظ خوض صاحبي المركز الثالث في المجموعتين ملحقاً بينهما يمنح المتأهل فيه بطاقة العبور إلى خوض ملحق آخر مع أحد منتخبات أوقيانيا لتحديد المنتخب الذي سينضم منهما إلى العرس العالمي.
وتتسم لقاءات المنتخبين القطري والبحريني عادة بالقوة والرغبة في إثبات التفوق من خلال تحقيق الفوز، فكيف إذا أُضيفت عوامل الجولة الأولى على رغبة كل منهما في حصد النقاط الثلاث غداً؟
ويخوض «العنابي» المباراة وهو في حالة معنوية جيدة، ولديه فرصة مواتية لزيادة حظوظه وتحقيق فوزه الثاني وتعزيز فرصة التأهل، وخصوصاً أنه يملك مفاتيح عدة قادرة على تسهيل مهمته غداً أبرزها المهاجم سيباستيان سوريا وخلفان إبراهيم، أفضل لاعب آسيوي 2006، وحسين ياسر، وسيكون «الأحمر» في موقف صعب، حيث لا بديل له من الفوز أو الخروج بالتعادل على أقل تقدير حتى يستطيع مواصلة مشوار التصفيات بطموح المنافسة على إحدى البطاقتين، ويغيب عنه مدافعه محمد حسين لطرده في مباراة اليابان، ويعتمد الفريق في المقام الأول على نجومه المحترفين، وخصوصاً في الدوري القطري، وهم علاء حبيل وسلمان عيسى والسيد عدنان.
وفي المجموعة عينها، تستهل أوستراليا رحلتها في الدور الرابع من التصفيات عندما تحل ضيفة ثقيلة على أوزبكستان الجريحة في طشقند. وتبدو معنويات «الكنغر» مرتفعة عقب الفوز اللافت على هولندا ودياً 2ـــــ1 في أيندهوفن. ويدرك الهولندي بين فيربيك مدرب أوستراليا إمكان ردة فعل الأوزبكيين الذين يريدون تحقيق الفوز على أرضهم لتجنب خسارة ثانية على التوالي تحدّ من طموحاتهم إلى التأهل للمونديال للمرة الأولى. وسيفتقد المنتخب الأوسترالي الثلاثي مارك فيدوكا وتيم كاهيل وفينس غريلا بسبب الإصابات.
وفي المجموعة الثانية، يسعى المنتخب الإماراتي إلى تجاوز خيبته عندما يستضيف نظيره السعودي في أبو ظبي. وتعرضت الإمارات لخسارة مفاجئة على أرضها أمام كوريا الشمالية 1ـــــ2 في الجولة الأولى، وضعتها أمام خيارات ضيقة ليس أقلها ضرورة تحقيق الفوز على السعودية، غداً، إذا أرادت العودة بسرعة إلى المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى النهائيات مباشرة. وسيفتح الفوز على السعودية صفحة جديدة أمام «الأبيض»، وسيلجأ مدربه الفرنسي برونو ميتسو إلى تغييرات في التشكيلة التي ستخوض مباراة السعودية لأسباب تكتيكية إو للإصابات التي يعانيها بعض اللاعبين، حيث سيعود ماجد ناصر لحراسة المرمى وفيصل خليل وأحمد دادا.
ويسعى «الأخضر» إلى تحقيق فوزه الأول بعدما تعثر في مباراته الأولى بالتعادل مع إيران 1ـــــ1 في الرياض. وقدمت السعودية مستوى جيداً بقيادة مدربها الوطني ناصر الجوهر الذي قد يعمد إلى إجراء تغييرات على التشكيلة التي شاركت أمام إيران، وخصوصاً في ظل غياب المدافع رضا تكر للإيقاف والتوقعات بالدفع بياسر القحطاني منذ البداية بعدما لعب بديلاً لفيصل السلطان. ويملك الجوهر حلولاً هجومية عدة بوجود مالك معاذ وسعد الحارثي.
وضمن المجموعة ذاتها، ستتجه الأنظار إلى مدينة شنغهاي الصينية التي تحتضن المباراة التاريخية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وتقام المباراة في شنغهاي بدلاً من بيونغ يانغ بعدما رفضت كوريا الشمالية مرة أخرى عزف النشيد الوطني لجارتها الجنوبية ورفع علمها في عاصمتها، وحاولت كوريا الشمالية منع مشجعي المنتخب الكوري الجنوبي من حضور المباراة في شنغهاي بعدما رفعت أسعار تذاكر الدخول.
يُذكر أن كوريا الجنوبية تسعى للتأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة على التوالي، فيما تبحث كوريا الشمالية عن الحضور الأول لها منذ عام 1966. وكانت كوريا الجنوبية قد حققت أفضل إنجاز آسيوي في النسخة التي استضافتها مع اليابان عام 2002 حين بلغت الدور نصف النهائي قبل أن تخسر أمام تركيا وتحل رابعة. وأسند الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مراقبة المباراة إلى المراقب اللبناني مازن رمضان الذي لطالما يعتمد عليه في المباريات الحساسة والحاسمة.
(أ ف ب)


السودان وتشاد في القاهرة