كرة لبنان تتسكّع على رصيف المراقبة، تنتظر وضوح الصورة، صورة الاتحاد الجديد والفرق والموسم والجمهور، والأنظمة الجديدة بحسب الفيفا. والأطراف المعنية تترقب، الاتحاد أولاً فهو قائد اللعبة. لجنة منتخبة أم مركبة أم مفروضة؟ وماذا تحمل؟ تلك هي المسألة والمشكلة منذ سنوات، وتحديداً منذ 20 سنة، حيث برزت صورة «تركيبات التوافق» المشاكسة. نوادي الأولى بدأ معظمها بتحضير أوضاعه، والجمهور مشتت بين لامبالٍ وهارب وقرفان ومحروم، ومتشوّق قليل. أمام هذا المشهد نسأل: أي اتحاد سيأتي، وكيف ولماذا؟. يدرك المعنيّون من طامحين للولاية الجديدة إلى مراجعهم العليا مروراً بأعضاء الجمعية العمومية أنهم تحت مراقبة الفيفا: لجنة عليا منتخبة مع أنظمة متجددة بلا أمين عام ولا مداخلات سياسية، ومراكز بلا طائفية!.
لوحة جديدة راقية، من شأنها أن تكسر الزجاج القديم، فكيف ستقف حيالها الأطراف المعنية على الطريقة اللبنانية الالتفافية؟.

انتخابات؟

هلّل البعض لمطالب الفيفا بإجراء انتخابات وتحويل الأمانة العامة إلى وظيفة، وبإلغاء طائفية المراكز، وكان أسبقهم وأوضحهم رهيف علامة الأمين العام الحالي، وأكد أنه مرشح متجدد ولمركز مفتوح بنفَس هجومي واضح، ورافضاً تركيبة الـ2005 ( لائحة توافق سياسي مع الرئيس هاشم حيدر)، وهذا من حقه. ولنا في الإعلام نظرة وكلام: رهيف علامة حسبها بالأرقام، وهو سيكون حتماً في لائحة، فما هو برنامجها، أم الشخص يكفي ويغني؟ وستكون هناك مراكز طائفية، وهو شر لا بدّ منه. وستكون تحالفات سياسية ــــــ طائفية حتماً، وستكون معه شخصيات تقليدية مرافقة، وهذا أكيد. والسؤال: ما هو الجديد لدى رهيف علامة ولائحته؟ وهذا ينطبق أيضاً على جميع المرشحين القدامى والجدد؟ وما هو دور الجمعية العمومية في «الانتخاب»: اختيار حر أم مفروض سياسياً؟ ما هو دور الإعلام الرياضي، دعم قرارات الفيفا وكسر التقاليد البالية أم دعم الأشخاص والتزام الأوامر«البيكيّة والزعامية»؟. ما هو دور النوادي المعنية في خلق المنهج الجديد الأرقى، بتطهير اللعبة من أدرانها، وتمهيداً لتحويلها إلى مشاريع شركات رابحة؟
وتحت أي أنظمة داخلية سينطلق الموسم الجديد؟.
تساؤلات أساسية قبل هجوم الأشخاص على كراسي الاتحاد، وقبل فتح معارك «دونكيشوت». وعذراً ممن ظلمنا.