بالنسبة إلى الكثير من الصينيين، بدأ الأولمبياد الذي تستضيفه بكين، مع انطلاق منافسات كرة السلة التي تحظى لديهم بشعبية لا يمكن تصوّرها، حتى أضحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية
بكين ـ شربل كريّم
أكثر الأجواء جنوناً حتى الآن كانت ليلة الأحد في قاعة «بيجينغ جيمنازيوم» خلال مباراة الصين والولايات المتحدة، إذ احتشد 18 ألف متفرج، بينهم الرئيس الأميركي جورج بوش، لمتابعة ما وصف بأنه أداة سياسية جديدة من شأنها أن تقرّب القوى الاقتصادية الكبرى بعضها من بعض في المستقبل، والمقصود هنا بالأداة كرة السلة، وتحديداً الأميركية منها التي تتنفسها شريحة كبيرة في بلاد المليار، كان لقسم صغير منها الحظ في متابعة «مباراة العمر» بين منتخب «الأحلام» والمنتخب الوطني.
لغة الأرقام تترجم الحقيقة على الأرض، إذ إن 450 مليون صيني يواظبون على حضور مباريات الدوري الأميركي الشمالي في كرة السلة، لذا لم يكن مستغرباً أن يرتفع عدد ممارسي اللعبة هنا إلى 300 مليون شخص، بحسب الإحصاءات المحلية، رغم أن اللعبة تأتي من بلاد مناوئة لنظام الحكم الصيني، أي الولايات المتحدة.
وفي جولة بين الساحة المحاذية للملعب ومدرجاته، يمكن مصادفة الكثير من أبناء الصين الذين تحدّوا هطول الأمطار بغزارة وقدِموا لمؤازرة منتخبهم الوطني، لكنهم ارتدوا قمصان فرق الـ«أن بي آي»!
وقال تشيان لو الذي اصطحب معه ابنه البالغ من العمر خمس سنوات لمتابعة اللقاء: «أعشق كرة السلة، وهي لا دين لها ولا مرجع سياسياً. صحيح أن الأميركيين علّمونا كيفية لعبها، لكن لا مشكلة في الأمر لأننا علّمناهم أيضاً مبادئ كرة الطاولة».
وفي حديثه مع «الأخبار» كان لو مرتدياً قميص فريق لوس أنجلس لايكرز، ويحمل على ظهره اسم النجم كوبي براينت، بينما بقي الفتى وانغ نانان (16 عاماً) وفيّاً أكثر لصينيته، إذ ارتدى قميص هيوستن روكتس الخاص بالنجم المحلي ياو مينغ، وبدا ضليعاً في معلوماته عن كرة السلة الأميركية، قائلاً: «انتظرت هذه المباراة الحلم منذ فترة طويلة. مواجهة بين ياو مينغ وعمالقة أميركا لا يمكن أن تحصل كل يوم مباشرة أمامي».
وينطلق حب الصينيين لكرة السلة من شغفهم بكل شيء استعراضي وفيه حركات أكروباتية كتلك التي يبرعون فيها. كما يتضاعف عشقهم للدوري الأقوى في العالم مع وصول أبناء جلدتهم إليه، وهو أمر مرشح للاستمرار، إذ بعد ياو ويي جيانليان لاعب ميلووكي باكس، سيكون صانع الألعاب صن يو النجم الثالث هناك مع اقتراب انضمامه إلى لايكرز بحسب ما أعلن الأخير أمس.
ولا شك في أن لاعبي أميركا شعروا أيضاً بحجم الاهتمام الكبير الذي يحظون به في الصين يوم دخولهم في حفل الافتتاح، حيث صمّ التصفيق الآذان، في الوقت الذي توقع فيه البعض أن تقابل البعثة الأميركية بصفير الاستهجان.
لكن بدا أن الصينيين لم ينسوا التعاون الأميركي في مجال تطوير اللعبة في البلاد، إضافة إلى أنه غالباً ما تتوافد الفرق الأميركية عشية كل موسم جديد لخوض جولة مباريات ودية في
المدن الصينية.
ختاماً، لا يمكن سوى القول إنه على الرغم من إيجاد كرة السلة الأميركية في الصين سوقها الأهم، وانغماس أبناء «تشاينا تاون» في الحياة الأميركية، سيبقى لكل بلد ثقافته التي لا يمكن لأي شيء تغييرها، وحتى تلك المحاضرات التي يلقيها بوش هنا في خضم زياراته المكوكية إلى مراكز القرار والملاعب ودور العبادة.


تأهل الأردن في غرب آسيا

إلى نصف نهائي بطولة غرب آسيا المقامة في طهران بعد فوزه على المنتخب العُماني 3 ــ 1، ليتصدر المجموعة الثانية ويلحق بالمنتخب السوري، فيما تأهّل منتخبا إيران وقطر عن المجموعة الأولى. ويقام نصف النهائي غداً الأربعاء