في الولايات المتحدة الأميركية ثمّة جالية لبنانية كبيرة، تميّز أبناؤها في مختلف المجالات. وفي ولاية ميشيغان تحديداً، برزت موهبة الفتى اللبناني مصطفى جمال الريشوني (16 عاماً) في لعبة كرة القدم
حسن زين الدين
في ولاية ميشيغان التي تقدّر جاليتها اللبنانية بحوالى 750 ألف شخص، أصبح مصطفى حديث الكثيرين هناك، ومحط إعجابهم بموهبته.
«الأخبار» التقت والد مصطفى، المغترب جمال الريشوني، الذي يدأب على زيارة لبنان مع عائلته في كل صيف. أما مصطفى، فلم يحضر هذا العام على غير العادة، إذ لديه التزامات مع ناديه « vardar» في ميشيغان.

بدأ اللعب وهو في الثامنة

إذاً، مصطفى هو أحد لاعبي هذا الفريق الذي يلعب في الدرجة الأولى في أميركا لفئة الناشئين، بحسب الوالد، أما مركزه فهو صانع ألعاب، ويتميّز بموهبة تعتمد على السرعة والمهارات الفنية العالية.
انطلاقة مصطفى كانت قبل 8 سنوات، وكان الفضل في اختياره لكرة القدم هو تشجيع والده المستمر «حتى تعلّق بها وأصبحت شغله الشاغل» يقول جمال، ويضيف: «البداية كانت مع نادي «ديربورن» في ميشيغان حيث لعب 5 سنوات مع الأشبال، ليصبح بعد ذلك لاعباً في فريق مدرسته «ديربورن هاي سكول»، وينتقل بعدها إلى فريقه الحالي « فاردار» للناشئين، حتى أن مصطفى يلعب أحياناً لفريق الشباب بطلب من المدرب عند إصابة أحد اللاعبين».
يرى جمال أن موهبة ولده ساعدته كثيراً «لكن لو كان في لبنان لما برز بهذا الشكل، والسبب أن في الخارج اهتماماً كبيراً بالناشئين من حيث أسلوب التدريب والالتزام».

تجربة مفيدة في بوردو

في العام الماضي، اختارت إحدى الشركات الرياضية في أميركا، مصطفى مع لاعبين عرب للخضوع لفترة تدريبية في نادي بوردو، وصيف الدوري الفرنسي، وقد حظي الموهوب بإعجاب المدرب، ولكن باعتبار أن القانون الجديد لا يسمح بانتقال اللاعب دون 18 عاماً، فقد نال هدية تذكارية لموهبته.
شغف مصطفى باللعبة، دفعه إلى تأليف فريق مع أصدقائه للمشاركة في لعبة تسمّى «3×3 kit» وهي تتألف من 3 لاعبين دون حارس مرمى «وقد أحرزوا بطولة ميشيغان وسيشاركون في بطولة عالمية في كاليفورنيا برعاية قناتي «espn» و«goal tv» تنظم في شهر كانون الثاني المقبل». يذكر أيضاً أن مصطفى حطّم الرقم القياسي في رياضة الجري في مدرسته السابقة، الذي استمرّ صامداً مدة 30 عاماً.
حالياً، اهتمامات مصطفى منصبّة على تنمية موهبته بدعم من جمال، الذي يهتم بكل شاردة وواردة في مسيرة ولده الكروية. وهو تواصل بحكم إقامته السابقة في أفريقيا، مع أحد وكلاء انتقالات اللاعبين وهو مدير منتخب السنغال في الكرة الشاطئية، لمساعدته في انتقال مصطفى الى أحد الأندية الفرنسية «لأنها بوابته إلى الشهرة في أوروبا» يقول جمال، وحتى لو فشل الأمر فهو لن يألوَ جهداً في تكرار المحاولات، إذ إن أمنيته الأساسية هي «أن يلعب مصطفى في أحد الأندية الأوروبية».


جمال الريشوني و«الأربعون قرشاً»

هاجر جمال الريشوني ابن بلدة كفرحونة الجنوبية إلى بلاد «العم سام» في عام 1974، وكان قد أمضى قبل ذلك سنوات عدة في أفريقيا. جمال يعشق كرة القدم منذ كان فتىً في أزقة منطقة برج البراجنة، وهو يتذكّر بأنه كان يلعب بكرة بلاستيكية مع أصدقائه بغية الفوز بقنينة «كازوز» ثمنها 40 قرشاً. أما فريقه المفضّل فكان
النجمة