خرج المنتخب اللبناني لكرة السلة خالي الوفاض من التصفيات التكميلية التي تستضيفها العاصمة اليونانية أثينا، والمؤهلة إلى أولمبياد بكين المقبل، إثر خسارته الثانية على التوالي والتي جاءت أمام نظيره البرازيلي بنتيجة 54 ــ 94
آسيا عبد الله
هل فعلاً استُهلكت تشكيلة المنتخب اللبناني؟ هل فعلاً استهتر اللاعبون بمبارياتهم؟ هل كانوا يدركون سلفاً النتائج التي سيؤولون إليها؟ وهل غياب فوغل يؤثر إلى هذه الدرجة على منتخب بأمّه وأبيه؟
لهذا كله، سقطت كرة السلة اللبنانية، بعد مباراتين غريبتين انتهت الأولى في غير مصلحتها بفارق 57 نقطة، والثانية بفارق 40 نقطة.
■ النتيجة النهائية: 94 ــ 54
■ نتائج الأرباع لجهة البرازيل: (27 ــ 8)، (21 ــ 13)، (25 ــ 16)، (21 ــ 17)
■ المباراة: دقيقتان مرّتا بشكل مقبول على أداء المنتخب اللبناني الذي تفاعل جماعياً ومرّر الكرة ليجاري نظيره البرازيلي، لكن ما هي إلا دقائق قليلة حتى ضرب منتخب السامبا بقوة ورفع فارق النقاط إلى 19 مع ارتباك اللاعبين اللبنانيين وعدم قدرتهم على حيازة الكرة. واستمر السيناريو عينه في الربع الثاني، فعلى الرغم من وصول الفارق إلى الضعف لم يطلب المدرب فؤاد أبو شقرا أي وقت مستقطع لعلمه بقدرات فريقه الذي يدرك تماماً أنه بات غير قادر على تقديم شيء! ومع التسرّع وعدم تمرير الكرة ارتفع الفارق إلى 27 نقطة في الدقائق العشر الثانية ليسجّل البرازيليون 21 نقطة في مقابل 13 فقط للبنان توزعت كالآتي: براين بشارة (5 نقاط)، روني فهد (3)، فادي الخطيب (2)، وصباح خوري (2).
ومع دخول الربع الثالث وارتفاع عدد الهجمات اللبنانية الضائعة الى 22، بدت الأمور أصعب خصوصاً ان المنتخب البرازيلي استطاع ان يسرق 14 كرة ويستفيد منها ليتقدّم بفارق 36 نقطة وينهي هذه الفترة 73 ــ 37. أما الربع الأخير فكان كسابقيه لم يتحسّن شيىء من أداء لبنان الذي رفع الراية البيضاء ليخرج من المنافسات نهائياً.
إشارةً الى ان اللاعب فادي الخطيب قد خرج من المباراة في آخر ربعها الثالث ليستمر الفريق من دونه بعد ان أصيب في ظهره، ومع خروج المنتخب اللبناني من هذه التصفيات، لا يصبح للعالم العربي أي ممثل في أثينا ولا حتى بكين، علماً ان ايران ستكون البلد الآسيوي الوحيد في الأولمبياد في حال عدم نجاح كوريا الجنوبية اليوم في تخطي عقبة كندا.

مدربون ساخطون!

وكان المدربون الوطنيون قد صرّحوا لـ«الأخبار» حول أداء المنتخب في أثينا، وفي هذا السياق علّق جورج كلزي، الذي رافق المنتخب اللبناني لكرة السلة منذ عام 2005 وحتى 2007 في أكثر من أربعين مباراة، من مدرب مساعد مع الأميركي بول كوفتر إلى مدير للمنتخب مع كوفتر أيضاً ثم مع الصربي دراغان راتزا، أن المنتخب بصورته الحالية يختلف تماماً عن ذاك الذي قدّم مستوى عالياً في السابق، مضيفاً «يجب أن نعلم أننا نواجه منتخباً عريقاً كاليونان، لكن ذلك لا يعني أن الخسارة بفارق 57 نقطة مقبولة أبداً!». «لا ننكر أن عامل الطول والخبرة وحتى تاريخ المنتخب اليوناني العريق له تأثير كبير، لكن أن يظهر الاستسلام على اللاعبين بهذه الطريقة؟ وتسود الفردية والمزاجيّة ويغيب الأداء الجماعي؟»، وتابع كلزي «لا أعرف لماذا كانت هذه المعسكرات من لبنان إلى الأردن إلى تورونتو ثم باريس!»، وختم «يجب أن يكون هناك إعادة دراسة شاملة لموضوع المنتخبات ولاعبي المنتخب الذين قدّموا الكثير في الماضي ولم يعودوا قادرين بتشكيلتهم الحالية على تقديم المزيد».
أما مدرب منتخب الناشئين، ومدرب سيدات أنترانيك حاملات لقب غرب آسيا، رزق الله زلعوم فقال «مهما قلنا وشرحنا أو حلّلنا فإن فارق النقاط الذي وصل مع انتهاء المباراة غير مقبول ولا يمكن تبريره ولو كان جوزف فوغل غائباً، أفهم أن اللاعبين تأثروا لغيابه. لكن هل يُعقل أن يؤثر غياب فوغل بهذه الطريقة؟»، وتابع «المفروض أن المنتخب عسكر واستعدّ قبل الوصول إلى أثينا، فأين هي استعداداته؟»، وأضاف زلعوم «لم يقدّموا الأداء المطلوب وغابت الروح القتالية عنهم، فبدوا مستسلمين منذ البداية»، وختم «المفروض أن تكون هناك نفضة كاملة للمنتخب وإعادة النظر بالتشكيلة التي أعتقد أنها استُنزفت وباتت معهودة ومعروفة أمام الجميع وغير قادرة على إعطاء المزيد». وتوقّف زلعوم عند منتخب الناشئين الذي يعسكر حالياً في منطقة بولونيا اللبنانية في انتظار مشاركته في بطولة غرب آسيا المقبلة في اليمن في 30 تموز الجاري، فقال «هدفنا أن نفوز بلقب غرب آسيا، علماً بأن المنتخبات الثلاثة الأولى ستتأهل إلى بطولة آسيا المقبلة في إيران في السابع والعشرين من آب المقبل».
سلوفينيا في صدارة المجموعة في منافسات المجموعة الثالثة، حسم المنتخب السلوفيني تأهله إلى الدور ربع النهائي من التصفيات، إثر تغلبه على نظيره الكندي بفارق 16 نقطة، وبنتيجة 86 ــ 70، حيث تقدم الفائز في كل أرباع اللقاء على النحو الآتي (27 ــ 22)، (14 ــ 12)، (23 ــ 15)، (22 ــ 21). وكان اللاعب السلوفيني لاكوفيتش أفضل مسجل في المباراة برصيد 19 نقطة، فيما كان الكندي باريه الأفضل في صفوف الخاسر برصيد 16 نقطة. وتصدّر المنتخب السلوفيني بذلك مجموعته بفوزين نظيفين، فيما تعادلت كوريا الجنوبية مع كندا بفوز لكل منهما، وستُحسم هوية المتأهل إلى الدور ربع النهائي برفقة سلوفينيا اليوم، بعد اللقاء الذي يجمع المنتخبين.

نيوزيلندا وألمانيا في ربع النهائي

في منافسات المجموعة الثانية، حُسمت هوية المنتخبين المتأهلين وهما ألمانيا ونيوزيلندا، مع سقوط الرأس الأخضر في مباراتين متتاليتين، والأخيرة كانت أمام المنتخب الألماني أمس بنتيجة 104 ــ 68. وجاءت الأرباع لمصلحة المانشافت الذي ضرب بقوة منذ البداية (34 ــ 11)، (25 ــ 13)، (22 ــ 16)، (23 ــ 28). وكان كزافييه أفضل مسجل في المباراة والفريق الخاسر برصيد 21 نقطة، فيما لم يستطع عملاق الـNBA ديريك نوفيتسكي تسجيل أكثر من 16 نقطة لألمانيا.

... وحُسمت في الرابعة

في المجموعة الرابعة أيضاً، حُسمت هوية المنتخبين المتأهلين إلى ربع النهائي بعدما لقي المنتخب الكاميروني خسارته الثانية على التوالي، وجاءت أمام نظيره البورتوريكي بنتيجة 72 ــ 81. واستطاعت بورتوريكو أن تحسم الربع الأول 22 ــ 7، والذي كان له الأثر الأكبر في الفوز، إذ جاءت باقي الأرباع كاميرونية (19 ــ 15)، (24 ــ 20). وكان نانا كالعادة الأفضل في المنتخب الكاميروني والمباراة برصيد 22 نقطة، يليه سانشيز من بورتوريكو بـ17 نقطة. ومع خروج الكاميرون يتأهل كل من بورتوريكو وكرواتيا إلى دور الثمانية من دون أن يكون للقائهما اليوم أي أهمية إلا في ما يخص الصدارة.
■ برنامج مباريات اليوم:
كندا x كوريا (1:00 ظهراً بتوقيت بيروت)
بورتوريكو x كرواتيا (3:30 عصراً بتوقيت بيروت)
ألمانيا x نيوزيلندا (7:30 مساءً بتوقيت بيروت)
البرازيل x اليونان (10:00 ليلاً بتوقيت بيروت)


بورتريه

بدا مستغرباً مجموع النقاط التي سجّلها عملاق دالاس مافريكس، الألماني ديرك نوفيتسكي، لمنتخب بلاده في التصفيات التي تستضيفها أثينا، إذ كان مجموع نقاطه في مباراة ألمانيا مع الرأس الأخضر 16 نقطة فقط، إضافة إلى خمس متابعات في 21 دقيقة لعب!
وقد بلغ معدّل نقاط نوفيتسكي في دوري الـNBA في آخر موسم له مع دالاس مافريكس 23,6 نقطة في المباراة الواحدة، و8,6 متابعات. وكان أعلى معدّل نقاط سجّله اللاعب الألماني هو 26,6 وكان ذلك في موسم 2005 ــ 2006 في الـNBA. فكيف سيكون المستوى الذي سيقدمه نوفيتسكي في مباراة ألمانيا اليوم أمام نيوزيلندا؟