خالفت اليونان قبل أربع سنوات التوقّعات وحقّقت مداخيل خيالية لشركات المراهنات إثر فوزها بكأس أوروبا 2004 في البرتغال محقّقة اللقب الأوروبي الأول في تاريخها. لعب المدرب الألماني أوتو ريهاغل دوراً رئيساً في إحراز هذا اللقب عندما اعتمد سياسة دفاعية «حذرة» وحديدية اشتهر بها في الدوري الألماني، تزامناً مع هجمات مرتدة «مبرمجة» وواقعية يطبِق بها على دفاعات الخصوم الذين تدحرجوا الواحد تلو الآخر إلى أن حمل الكأس قائد الفريق تيودوروس زاغوراكيس.لم ينسحب نجاح اليونانيين في كأس أوروبا على المونديال العالمي، فهم لم يتأهّلوا أصلاً إلى مونديال ألمانيا 2006، وسيعتمد المدرب ريهاغل في النهائيات على نصف تشكيلته التي خاض بها أوروبا 2004، وهو يرى أن السفينة القابلة للغرق تستعين بالرجال الأقوياء الذين يحسنون التعامل مع الظروف الصعبة لا مع الصغار القليلي الخبرة.ويعتمد ريهاغل على الحارس المخضرم أنطونيوس نيكوبولوديس (37 عاماً)، والعملاق تريانوس ديلاس (1.96 م) ومدافع اينتراخت فرانكفورت الألماني سوتيريوس كيرياكوس، والظهير الأيمن يوركاس سيتاريديس في خط الدفاع. أما خط الوسط، فيضمّ جورجيوس كاراغونيس وجيانيس اماناتيديس والقائد الجديد انجيلوس باسيناس، إضافةً إلى المهاجمين انجيلوس خاريستياس بطل هدف الفوز أمام البرتغال في نهائي 2004 وثيوفانيس غيكاس مهاجم باير ليفركوزن الألماني.

فرنسا نحو معادلة ألمانيا

لقب واحد يحتاج إليه الفرنسيون لكي يعادلوا الرقم القياسي الذي تحمله ألمانيا في عدد مرات الفوز بكأس أوروبا (3 مرات)، لكنهم سيخوضون لأول مرة منذ عام 1996 بطولة كبيرة من دون الأسطورة زين الدين زيدان المعتزل بعد نهائي مونديال 2006 الذي ودّعه ببطاقة حمراء إثر «نطحته» الشهيرة على صدر مدافع إيطاليا ماركو ماتيراتزي.
استهل «الديوك» مسيرتهم مع الذهب الأوروبي عام 1984 على أرضهم بفريق ناري تزعّمه رئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني، ثم انتظروا حتى قدوم ثاني العمالقة زيدان ليضيفوا كأساً أخرى عام 2000.
وفي ظل إصرار المدرب ريمون دومينيك على رمي ورقة دافيد تريزيغيه، لعب ورقة مهاجم سانت إتيان بافيتيمبي غوميس (22 عاماً) في تشكيلته الموسّعة، بيد أن الأخير فاجأ الجميع، بمن فيهم دومينيك عندما سجل في أولى مبارياته الدولية هدفين خياليين في مرمى الإكوادور ودّياً ليسرق مركزاً في اللائحة النهائية بدلاً من «المنحوس» جيبريل سيسيه (37 مباراة دولية) الذي دفع ثمن صيامه عن التسجيل مع فرنسا في السنتين الأخيرتين، ليغيب مجدّداً عن بطولة كبيرة بعدما كان موقوفاً في أوروبا 2004، وحرمته إصابة قوية المشاركة في مونديال 2006.
صحيح أن فرنسا تأهّلت عن مجموعة قوية ضمّت إيطاليا لكن وقوعها مرّتين في فخ الخسارة أمام اسكوتلندا جعلها تنتظر الجولات الأخيرة لكي تضمن تأهلها إلى النمسا وسويسرا وتكون من بين أبرز المرشحين لإحراز اللقب، بعدما طعّم دومينيك تشكيلته بلاعبين شبان، وخصوصاً في خطّي الوسط والهجوم مثل سمير نصري لاعب مرسيليا وكريم بنزيما هدّاف الدوري.
ستلتقي فرنسا مع إيطاليا مرّة جديدة بعد نهائي المونديال الأخير ومواجهتَي التصفيات، ولن يكون الطليان العقبة الوحيدة أمام تأهّل الفرنسيين إلى ربع النهائي حيث سيقابلون هولندا المرشحة الدائمة ورومانيا صاحبة النتائج الثابتة في التصفيات.
(أ ف ب)