strong>ستكون السويد ممثلةَ الدول الاسكندينافية في نهائيات كأس أوروبا 2008، وذلك بعد تراجع أداء جارتها النروج وغيابها المتواصل عن البطولات الكبرى، في الوقت الذي أطل فيه السويديون على العالم بجيل جديد من الشبّان الموهوبين
لفتت السويد الأنظار إليها في بطولة 2004 التي استضافتها البرتغال، إذ بعدما تأهلت إلى الدور الثاني واجهت هولندا التي لم تتخطّها سوى بركلات الترجيح بعد تعادلهما 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي.
ورغم تحفّظ المدرب لارس لاغرباك ووسائله الصارمة، فإنه فتح الباب لوجوه جديدة بالنظر إلى معدّل الأعمار الكبير في منتخب الـ«تري كرونورس» أو منتخب الأكاليل الثلاثة، وهو جعل من تسجيل نتائج إيجابية في النمسا وسويسرا أولوية على تجهيز المنتخب لمونديال 2010 لأن البطولة القارية لا تقل أهمية عن غيرها من المسابقات.
ومثّلت عودة المهاجم المخضرم هنريك لارسون (36 عاماً) مفاجأة ضخمة للجماهير السويدية، بعدما تراجع عن اعتزاله ليشارك في سادس بطولة كبرى له، وهو المعروف بأنه رجل المناسبات، حيث تمكّن من تسجيل هدف على الأقل في جميع مشاركاته في البطولات الكبيرة.
ويعدّ لارسون من أهم اللاعبين في تاريخ السويد، إلى جانب العمالقة غرين ونوردال وليدهولم الملقبين بـ «غرينولي» وتوماس برولين ومارتن دالين، فهو أحرز 5 مرات لقب هدّاف الدوري الاسكوتلندي مع سلتيك ولقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة الإسباني 2006 قبل أن ينتقل لفترة وجيزة إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي حيث حقّق نجاحاً لافتاً، إلى أن أقفل عائداً إلى السويد محترفاً مع هلسنبورغ، مع الإشارة إلى أنه انتُخب أفضل لاعب في تاريخ البلاد عام 2005.
ورغم الخطوط الحمراء التي رسمها لاغرباك وحدّدت انضباط اللاعبين، فإنّ النجوم الكبار كثيراً ما كانوا البادئين بتدنيس هذه الخطوط، ومنهم نجم الفريق الأول وهدّاف إنتر ميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش، صاحب الطباع الصعبة والمزاج الغريب.
ومعلوم أن ابراهيموفيتش من المفاتيح الأساسية للمنتخب الأصفر، إلا أن القيّمين أوقفوه ثلاث مباريات في بداية التصفيات لتنظيمه حفلة «مجون» عشية إحدى المباريات هو وزميليه كريستيان ويلهلمسون وأولوف ميلبرغ قبل أن يعتذر علناً ويُستدعى مجدّداً إلى المنتخب.
حتى زملاء زلاتان يشكون من عجرفته، وخصوصاً أن معسكر المنتخب السويدي كثيراً ما عُرف بمشادّات اللاعبين وتربّصهم بعضهم لبعض، غير أن الحاجة الملحة إلى عبقرية المهاجم النادر تدفع الجهاز الفني وعلى رأسه لاغرباك الخبير إلى أن يتقبّل كل مساوئ زلاتان، وبناء خطة الفريق عليه، لكن المهاجم الفارع الطول عانى إصابة في نهاية الموسم ربما ستؤثّر على مستواه الحقيقي خلال النهائيات.
وسيعاون زلاتان في مهماته الهجومية ماركوس روزنبرغ لاعب فيردر بريمن الألماني ويوهان إلماندر هدّاف تولوز الفرنسي إلى جانب لارسون، فيما يبرز في خط الوسط كيم كالشتروم بطل فرنسا مع ليون وصاحب التسديدات المميّزة في قدمه اليسرى.
تبرز السويد في تنظيمها الدفاعي الذي عمل عليه المدرب لاغرباك طويلاً بقيادة العملاق ميلبرغ ومدافع رين الفرنسي بيتر هانسون، وخلفهما حارس المرمى اندرياس ايزاكسون وبديله المصري الأصل رامي شعبان.
من الطبيعيّ أن يكون هدف السويد القريب هو التأهل إلى ربع النهائي من مجموعة رابعة مقبولة تضم روسيا واليونان حاملة اللقب وإسبانيا التي واجهتها السويد مرتين في التصفيات ففازت على أرضها 2-0 وسقطت 0-3 في إسبانيا، لكن يبقى السؤال إلى أي مدى يمكنها أن تستمر في البطولة، وخصوصاً أنها في حال تأهّلها ستلاقي في ربع النهائي أحد منتخبات المجموعة الثالثة «الحديدية» التي تضم إيطاليا، فرنسا، هولندا ورومانيا.
(أ ف ب)