علي صفامنتخبات الرياضة ونجومها صاروا سفراء، فوق السفراء، يرفعون أعلام الوطن وينشرون أسماءها ويحفرون آثارهم في سجلات خالدة تتداولها الأجيال.
وفي الظروف الصعبة، كما عندنا، تزيد حواجز التحضيرات والمسارات، ولكنها تدفع المسؤولين إلى مزيد من التحضير والعطاء لتعويض النتائج...
■ ■ ■

منتخب لبنان لكرة القدم، يخوض حالياً تصفيات آسيا لمونديال 2010. خسر مباراته الأولى أمام ضيفه الأوزبكي، وقبل أيام خسر أمام مضيفه السعودي 1 ــــ 4، وسيبقى في السعودية ليلعب مباراته الثالثة، السبت، ثم ينتقل بطائرة سعودية إلى أوزباكستان. لا مجال لمنافسته على بطاقة تأهل، ولكن كيف ظهر منتخب الوطن؟
فنياً: صمد لاعبونا بشوط أول دفاعياً، وتقدموا بهدف ماهر لمحمود العلي، ولكن فقط لدقيقتين، وافتقدوا لأبسط مبادئ اللعبة، بلا انسجام ولا قيادة ولا شكل، بل حركة اندفاعية في مواجهة منتخب سعودي قدّم أسوأ عرض له. وفي الشوط الثاني، فتحت خطوطنا رغم تدعيم الهجوم السعودي، ودون هدف واضح: هل نريد نتيجة مقبولة أم لا فرق بخسارة مذلّة؟ مع الخسارة القاسية، تطير التبريرات الواهية. ولكن...
أما كان واجباً تجميع تشكيلة المنتخب وتحضيرها بشكل أفضل؟
أما كان ضرورياً حل قضية «مشاركة رضا عنتر ويوسف محمد» وهما جاهزان بعد تألّقهما في الدوري الألماني المنتهي؟
وكذلك جذب واستدعاء خضر سلامي ونبيل بعلبكي وبعض الأسماء التي «تهرّبت» من الانخراط في المنتخب؟
هل يقبل المدربان الوطنيان عدنان الشرقي وإميل رستم بهذا الواقع قبل وبعد؟
هل أصبحت مشاركة المنتخب بما تيسّر وكيفما كان؟
■ ■ ■

ومع تأجيل بطولة الدوري اللبناني شهراً لخدمة مشوار المنتخب، بتكاليف إضافية على النوادي المكسورة أصلاً، يمكن القول: إن استضافة الاتحاد السعودي لمباراتي لبنان عنده، ذهاباً وإياباً ونقله المنتخب اللبناني بطائرة خاصة إلى أوزباكستان خطوة داعمة مشكورة، كما يتوقع جداً تقديم مبالغ مالية للاتحاد اللبناني، وهدايا خاصة أيضاً. وهذا يندرج تحت عنوان الأخوّة الرياضية وتقارب في البعد الصراعي المستجدّ على جذب لبنان وما فيه. ولكن...
هل سيعوض الاتحاد اللبناني على نوادي الأولى المتضررة، أما كان التعويض أفضل قبل ترحيل النوادي لاعبيها الأجانب؟
وكيف ستكون مستويات الفرق من دون الأجانب، في أهم مرحلتين أخيرتين على اللقب أو الهبوط؟
إذاً، من يملك المال يقوى، والنوادي «المشحّرة» تخسر أكثر وتتراجع...
هي تساؤلات مكررة عن مشاهد كرة لبنان «الشعبية الأولى» بعدما فقدت رونقها وشعبيتها وحتى معنى ألقابها، مع التقدير لمن يقدم إليها ذرّة جهد ولمحة فرح.