ينكبّ البريطاني بيرني إيكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات سيارات الفورمولا 1 على دراسة فكرة تتمثل في منح لقب بطل العالم للسائق الذي يفوز بالعدد الأكبر من السباقات في الموسم الواحد، بدل العودة إلى احتساب النقاط التي تمنح للسائقين في ختام كل جائزة كبرى.ويقول إيكليستون: «شعرت بنوع من الغبن في الموسم الماضي في ظل الصراع الذي كان قائماً بين فيراري وماكلارين مرسيدس على صعيد سباق سائقيهما لإحراز اللقب. ولهذا السبب أنتظر الوقت المناسب لطرح فكرة تحديد بطل العالم للسائقين وفق عدد السباقات التي يفوز بها، لا وفق عدد النقاط التي يحصدها خلال عمر البطولة».
ويبدو أن إيكليستون يميل إلى تبني هذه الفكرة انطلاقاً من رغبته في إجبار السائقين على بذل أقصى ما لديهم خلال السباقات بدل إقدامهم على الدخول في معمعة احتساب النقاط.
ويضيف إيكليستون (77 عاماً): «كلمة السر في الرياضة الميكانيكية تتمثل في التسابق والسرعة، إلا أنني أجد اليوم أن السائقين لا يميلون كثيراً إلى تجاوز بعضهم لبعض في السباقات، ويبدون راضين عن أدائهم إذا ابتعدوا عن المخاطرة واحتلوا المركز الثاني، وخصوصاً أن الأخير من شأنه منحهم ثماني نقاط، أي نقطتين فقط أقل مما يحصل عليه الفائز بالمركز الأول».
وتابع: «ما أود أن أراه مستقبلاً يتمثل في منح لقب بطل العالم للسائق الذي يفوز بأكبر عدد من السباقات المدرجة في جدول البطولة. وفي حال تعادُل سائقين أو أكثر في عدد مرات الفوز بالمركز الأول، فإن الأكثر فوزاً منهم بالمركز الثاني هو الذي يتوّج بطلاً في نهاية المطاف».
ولم ينسَ إيكليستون الإشارة إلى أن بطولة العالم للصانعين ستبقى محتفظة بنظام احتساب النقاط نفسه المتبع حالياً. ورغم هذا الاقتراح «الثوري»، فإن الواقع يشير بوضوح إلى أن لقب بطل العالم للسائقين ذهب بالفعل إلى السائق الفائز بأكبر عدد من السباقات في الموسم الواحد، وذلك منذ عام 1989 الذي شهد تتويج الفرنسي ألان بروست رغم فوزه بأربعة سباقات مقابل انتزاع زميله في فريق ماكلارين، البرازيلي الراحل إيرتون سينا الانتصار في ست مناسبات.
أما الغبن الذي شعر به إيكليستون في الموسم الماضي، فيتمثل في واقع أن الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري، كان قد حقق الفوز في خمسة سباقات قبل الجولة الأخيرة التي أُقيمت على حلبة إنترلاغوس في البرازيل، مقابل أربعة انتصارات للبريطاني لويس هاميلتون وأربعة لزميله في الفريق نفسه، الإسباني فرناندو ألونسو. إلا أن ما كان يخشاه إيكليستون في الموسم الماضي أن ينسحب رايكونن من السباق الأخير أو يحتل مركزاً متأخراً في الوقت الذي يتوّج فيه هاميلتون أو ألونسو باللقب العالمي دون فوز أحدهما بسباق إنترلاغوس، وعندها يكون اللقب قد ذهب إلى سائقٍ لم يفز بالعدد الأكبر من السباقات في الموسم الواحد. إلا أن ذلك لم يحصل بعدما توّج رايكونن في البرازيل، وتالياً ببطولة العالم.
(أ ف ب)