strong>شربل كريم52 عاماً مرت على افتتاح ملعب «لوجنيكي» في العاصمة الروسية موسكو، ولم يشهد هذا الصرح حدثاً بأهمية المباراة، التي ستقام الليلة الساعة 21.45 بتوقيت بيروت، وتجمع مانشستر يونايتد مع تشلسي في نهائي غير مسبوق لكرة القدم الإنكليزية ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا. وفي ظل تمثال الزعيم السوفياتي السابق فلاديمير لينين المنتصب أمام مدخل الملعب، سيزحف 61 ألفاً من مشجعي «الإخوة الأعداء» المحظوظين (40 ألف منهم قدموا من إنكلترا) ليكونوا جزءاً بسيطاً من الـ150 مليون نسمة الذين سيشاهدون اللقاء المنقول تلفزيونياً إلى 230 بلداً في القارات المختلفة.
كروياً، لا يمكن القول سوى أن الفريقين استحقا عن جدارة حضورهما في العرض الأخير لموسم 2007ـــ2008، وذلك استناداً إلى نتائجهما في الأدوار الماضية، ليتواصل بالتالي مسلسل صراعهما هذا الموسم انطلاقاً من الأراضي الإنكليزية، حيث حسم «الشياطين الحمر» اللقب المحلي لمصلحتهم، في الوقت الذي انتزع فيه «البلوز» فوزاً شرفياً 2ـــ1 في لقائهما الأخير على ملعب «ستامفورد بريدج».
ويقف التاريخ إلى جانب مانشستر يونايتد الذي أحرز اللقب عامي 1968 و1999، بينما يسجّل تشلسي حضوره الأول في المباراة النهائية، ليعيد الاثنان مع ليفربول الذي بلغ النهائي الموسم الماضي وخسره أمام ميلان الإيطالي (1ـــ2)، إلى الأذهان جزءاً من سيناريو تكريس الإنكليز لتفوّقهم أوروبياً عندما أحرزوا كأس الأبطال 6 مرات متتالية بين 1977 و1982.
صحيح أن موسكو تتكلم الإنكليزية الآن، لكن لغة كرة القدم دون سواها هي التي ستكون محكية على أرض الملعب، في ظل تحوّل الفريقين «قرية عالمية» انطلاقاً من مالكيهما الأجنبيين ومدربيهما الأجنبيين، ووصولاً إلى أولئك اللاعبين المختلفي الجنسية الذين يحلم كل منهم في رفع علم بلاده احتفالاً بالفوز بعد نهاية الدقائق التسعين.
فنياً، يمكن الجزم بأن نجومية هؤلاء اللاعبين يمكن أن تكرّس فعلياً في هذا النوع من المباريات الكبيرة حيث قد يلعب أحدهم دوراً حاسماً يتوّج فريقه ملكاً على القارة العجوز. ويعلم المتابعون عن كثب أن مباراة مصيرية كتلك التي سنشهدها الليلة تتخطى الأطر الرياضية، وصولاً إلى التجارية حيث سيتطلع كل من مالك مانشستر يونايتد الأميركي مالكولم غلايزر وتشلسي الروسي رومان إبراموفيتش على مدى مردود الاستثمارات مقابل المبالغ الهائلة التي دفعاها لاستقطاب أبرز النجوم العالميين إلى فريقيهما، والكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين هي الوحيدة التي ستكون التعويض الثمين بالنسبة إليهما، وخصوصاً للأخير الذي حقق جزءاً من حلمه بوصول فريقه للعب المباراة النهائية في بلاده روسيا، وقد تكتمل الملحمة برفع القائد جون تيري هذه الكأس في نهاية المطاف.
ساحة موسكو تنتظر «المجانين» المحتفلين بعد منتصف الليل، فهل تتلوّن بلونها الأحمر الذي أكسبها شهرتها، أم يصبغها تشلسي بلونه الأزرق؟