شهد الوسط الكروي مشاركة آسيوية عبر فريقي الأنصار والصفاء، وقرارات اتحادية بتأجيل مواعيد بقية مباريات الدوري الحاسمة شهراً، وتشكيل المنتخب الوطني لخوض بقية مباريات تصفيات المونديال، وطرحت نوادي الدرجة الأولى مطالبها لتعويض الخسائر...
علي صفا
زادت حدّة الصراعات الرياضية، بعدما خفّت حدّة الصراعات السياسية والإعلامية، وتأجلت منافسات الدوري والكأس بعدما اختتم كأس السلاح المرّ، وبرزت مطالب كروية على طاولة حوار اتحادية بعد اجتماعات الأطراف اللبنانية على طاولة قطرية... فكيف تبدو اللوحة وأبعادها وألوانها؟ ونبدأ من مشاركة فريقي الأنصار والصفاء في كأس الاتحاد الآسيوي.

الصفاء... مستمر

أكد حضوره في مشاركته الأولى، وخطف بطاقة التأهل ولو بأضعف مستوى له بين مبارياته الأخيرة، وأضعفه ضعف لياقة نجمه المحرك خضر سلامي، وأسعفه الحظ بغياب خمسة دوليين من نجوم منافسه الوحدات، وكاد لاعبه الدولي علي السعدي أن يقصمه ببطاقته الحمراء بخطأ فارغ في وسط الملعب(!) لولا براعة زميله المنقذ عامر خان بكرته الحرة في آخر دقيقة.
تعبير صادق ليكون الصفاء ممثلاً للبنان بشكل أفضل في المرحلة التالية الأصعب... و«مبروك للأصفر» الرنّان.

الأنصار... خارجاً

اصطدم بطل لبنان بفريق المحرّق البحريني القوي، المضيف الجاهز والمنتظم، ومحقق لقبي الدوري والكأس، مع محترفين ماهرين، فصمد شوطاً وتهاوى في الثاني (1 ـــ 4)، وخرج من المنافسة. ومرة جديدة يضربه الحظ بوقوعه مع منافسين أقوى يصعب تجاوزهم. وبات الأنصار يتطلب إعادة تركيب تشكيلته بأجانب ماهرين وربما بجهاز فني داعم للموسم الجديد، وإعادة النظر بما جمع من لاعبين وصرف من أموال، وخصوصاً أنه الأقرب بكوادره لدخول دائرة الاحتراف الآسيوي.

قرارات... ومطالب 20 أيار

بعدما قرر اتحاد الكرة تأجيل مواعيد ما بقي من مباريات الدوري، حوالى الشهر، بسبب تحضير المنتخب الوطني لتصفيات المونديال ومشاركة الأنصار والصفاء آسيوياً، تداعى ممثلو نوادي الأولى (عدا المبرة والصفاء) لمناقشة التأجيل وتداعياته وشكلوا لجنة لبحثها مع الاتحاد خلال جلسته المقبلة يوم الاثنين.
وتراوحت المطالب بين:
ـــ تجميد مفاعيل البطولة وإلغاء الهبوط لهذا الموسم، وإبقاء ممثلي لبنان في المسابقات الخارجية.
ـــ تثبيت النتائج كما هي حالياً، مع تصدّر الأنصار ووصافة النجمة (ليمثلا لبنان الموسم المقبل)، فرفض ممثل العهد ذلك كونه ثالثاً وينافس على اللقب والوصافة.
ـــ طلب دعم النوادي مادياً تعويضاً عن خسائر إضافية جراء تمديد الموسم، بإعفاء النوادي من مصاريف مرحلة الإياب.
...وهكذا فالاعتراض مشروع والحوار ضروري، وأهم ما فيه أنه سيكون على طاولة الاتحاد لا خارج البلاد، كما كان ممثلو النوادي من جماعتي 8 و14 آذار قد شكلوا تجمعاً موحّداً (تكتل 20 أيار) وطرحوا مطالب مختلفة تشير إلى حقائق واضحة:
ــ كل فريق يبحث عن مصلحته من كعكة الكرة وظروف البلد.
ــ نوادٍ تخشى الهبوط وهي غير قادرة أصلاً على تحمّل الاستمرار مادياً وفنياً.
ــ نوادٍ تقبل الإيقاف الدوري المطروح لتمثّل لبنان خارجياً، وبعضها ثبت فشله مرات ومرات.
ونادٍ يتنازل عن حقه في المنافسة على اللقب (النجمة) ترضية لحليفه الأنصار (وهو لا يحتاجه أصلاً)، متجاهلاً أدبياً حق المنافس (العهد) على اللقب والوصافة.
ويبقى طلب الدعم حقاً للنوادي أمام الواقع المزري.
... وهكذا تقع إدارة الاتحاد أمام مخارج صعبة لتكرّس حضورها بأقل الخسائر بين تطبيق القوانين والأنظمة المرعية ورغبة الحلفاء وأصواتهم للانتخابات المقبلة.

المنتخب ...المهاجر

منتخبنا الوطني أمام اختبار جديد في تصفيات آسيا للمونديال، أمام فريق أقوى هو السعودي. وتشكلت البعثة وأعلنت لائحة اللاعبين (من دون النجمين رضا عنتر ويوسف محمد، المحترفين في ألمانيا ومشرفي كرة لبنان ورافعي علمه في مشهد عزّ مؤثر).
والتساؤل: هل يقتنع المعنيون بغياب نجمي لبنان، أم أن المنتخب لا يحتاجهما، علماً بأن الموسم الألماني انتهى؟
وهل ما تزال مباراة لبنان الثانية في السعودية أيضاً، علما بأن الأوضاع الأمنية عندنا تحسنت، أم هناك منافع أخرى أو تسهيلات وطلبات خاصة؟
... وهكذا، تبدو كرتنا الشعبية عبثية بكل مفاصلها، تشكو ضياع جمهورها وهويتها وحتى أهدافها الرياضية، وتحتاج إلى مؤتمر علاجات عامة... وما عدا ذلك تبقى مجرد لعبة «مطاحشة» على كرة فارغة إلا من هواء فاسد.