لم تتخلّف تشيكيا مرةً عن المشاركة في كأس أوروبا منذ انفصالها عن سلوفاكيا عام 1993، وكانت كل مرّة تتعرقل من جانب الفائز باللقب، فهي سقطت في المباراة النهائية أمام ألمانيا 1ـــ2 عام 1996 بهدف أوليفر بيرهوف الذهبي، وخرجت من الدور الأول عام 2000 عندما كانت في مجموعة فرنسا البطلة اللاحقة، كما أنها خرجت من نصف النهائي عام 2004 أمام اليونان (0ـــ1) التي عادت وأحرزت اللقب. ولم تحرز تشيكيا اللقب بعد انفصالها عن سلوفاكيا، لكن الدولتين الحاليتين أحرزتاه سابقاً عندما كانتا موحّدتين تحت اسم تشيكوسلوفاكيا عام 1976 في النهائي الذي أقيم في بلغراد، ففازت على ألمانيا الغربية بركلات الترجيح 5ـــ3 بعد تعادلهما 2ـــ2، ووقتها سجل أنطونين بانينكا تلك الركلة التي رفعها بحرفنة من فوق الحارس فارتبطت الحركة باسمه.يفتقد المنتخب التشيكي عناصر قيادية في تشكيلته، أبرزها بافل ندفيد نجم يوفنتوس وحامل الكرة الذهبية عام 2003، الذي أعلن اعتزاله دولياً بعد مونديال 2006، وكانت هناك مطالبات حثيثة لعودته مجدداً عن اعتزاله في ظل الإصابة القاسية التي تعرّض لها نجم تشيكيا الآخر توماس روزيتسكي، الذي كلّف غيابه غالياً ناديه أرسنال الإنكليزي ومثّل ضربة كبيرة لحظوظ تشيكيا في إحراز اللقب إثر الجراحة التي خضع لها في ركبته.
وسينوب عن روزيتكسي في مهمة صناعة اللعب لاعب وسط ريدينغ الإنكليزي ماريك ماتيوفسكي أو ياروسلاف بلاسيل (اوساسونا الإسباني) أو دافيد ياروليم (هامبورغ الألماني).
وبرز أخيراً مع تشيكيا لاعبون تمكنوا من طرق أبواب الأندية الأوروبية الكبيرة، مثل زدينيك غريغيرا مدافع يوفنتوس الإيطالي، وماريك يانكولوفسكي ظهير ميلان الإيطالي، وتوماس أويفالوسي والمدافع ميشال كادليتش نجل قائد المنتخب في أوروبا 1996 ميروسلاف كادليتش. كما تمكن فاكلاف سفيركوس (24 عاماً) هداف الدوري التشيكي وجوكر نادي بانيك أوسترافا من اختراق التشكيلة التي سيؤكدها بروكنر في 28 الحالي.

باروش يقود الهجوم مجدداً

هجومياً أيضاً، يبرز ميلان باروش الذي سجل 31 هدفاً في 61 مباراة دولية وتصدر ترتيب هدافي الدورة الأخير في البرتغال، إلى جانب العملاق يان كولر «ملك» التسديدات الرأسية وصاحب الخبرة الطويلة.
ولم يحافظ باروش على الهيبة التي فرضها في كأس أوروبا 2004، فاكتسب سمعة اللاعب الشقي والمهمل، وقد تحوّل نجاحه في البرتغال إلى كابوس أسود في إحدى لياليه الحمراء، عندما ضبطته الصحافة المحلية برفقة ممثلة لعوب، لتهجره رفيقة عمره إثر ذلك.
وانقلب الوضع بالنسبة إلى «مارادونا أوسترافا» من قوة هجومية ضاربة إلى مصيدة للـ«باباراتزي» في مواقع متعددة. من حركاته العنصرية في وجه الكاميروني ستيفان مبيا لاعب نادي رين الفرنسي، إلى سهراته التي لا تنتهي، وصولاً إلى ضبطه يقود سيارته «فيراري أف 430» بسرعة 271 كلم/ساعة بين مدينتي ليون الفرنسية وجنيف السويسرية!
ورغم طباع باروش الغريبة، فهو لا يزال يكتسب ثقة المدرب بروكنر الذي ضمّه إلى تشكيلته ليكون حجر الأساس في خط الهجوم إلى جانب كولر: «أرى فيه دائماً ذاك اللاعب الكبير والمهاجم الخطير، وسأعتمد دائماً عليه... سيعود إلى رشده عندما يتزوّج».
ومنذ أن أحرز باروش دوري الأبطال مع ليفربول، تنقل بين أندية استون فيلا الإنكليزي الذي بادله مع النروجي جون كارو من نادي ليون الفرنسي، حيث استعان به جيراري أوييه مجدداً، لكنه وجد منافسة شرسة من كريم بنزيما وسيدني غوفو والبرازيلي فرد. وتخلى ليون عن «الهم» المتمثل في تصرفات باروش (26 عاماً) فانتقل الأخير إلى بورتسموث الإنكليزي مطلع السنة الحالية مقابل 7 ملايين يورو، وأحرز معه لقب الكأس.
يبقى باروش رغم هفواته ثالث أفضل هداف في تاريخ تشيكيا خلف أنطونين بوك (35 هدفاً) وزميله الحالي يان كولر (52 هدفاً).
ويلخص مساعد المدرب السابق ميروسلاف بيرانيك طباع باروش في جملة واحدة: «عندما يقرر ميلان أن يسجل فإنه يسجل، ولا يمكن لأي مدافع ـن يمنعه من ذلك».
تبدو الفرصة سانحة أمام باروش كي ينفض عنه غبار النقد، فبعد مونديال 2006 الذي غاب عن مباراتين فيه بسبب الإصابة، يأمل استعادة صورة المهاجم الفتاك.
(أ ف ب)