لقب واحد استمتعت هولندا بطعمه كان في كأس أوروبا 1988 في ألمانيا، وأخرجه عامذاك الثلاثي الذهبي ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد.هذه المرّة يقف فان باستن وحيداً، محاولاً رسم السيناريو نفسه، رغم التعقيدات التي واجهها في مشوار التصفيات، حيث عانت هولندا لتتأهل عن مجموعة عادية.
استعراض لائحة النجوم في تشكيلة هولندا يقود إلى الملل، فمن ويسلي سنايدر إلى رافايل فان در فارت، مروراً بأريين روبن وأدوين فان درسار وروبن فان بيرسي وكلاس يان هونتيلار وديرك كويت، لكنها لائحة نجوم من دون نكهة، لم يتمكن فان باستن الاستفادة منها لخلق تشكيلة مثالية، بل كان دفاعها متهالكاً في بعض المباريات وهجومها عقيماً في البعض الآخر، حيث لم يتمكن من تسجيل سوى 15 هدفاً في 12 مباراة في التصفيات.
يعزو فان باستن تراجع نتائج هولندا إلى صغر أعمار لاعبيه، وخصوصاً المفاتيح منهم، إلى إصابة لاعبين آخرين مثل المهاجم رود فان نيستلروي الذي استبعده فان باستن في فترة سابقة. وكان المدرب الشاب قد حمل راية التجديد عندما استلم مهمة تدريب هولندا بعد كأس أوروبا 2004، فأبعد المخضرمين أمثال ادغارد دافيدز وروي ماكاي ومارك فان بومل، لكنه أبقى على عناصر خبرة قليلة قادرة على كبح «صغاره»، مثل حارس مانشستر يونايتد العملاق إدوين فان درسار المتوّج حديثاً بدوري أبطال أوروبا والمهاجم الفتّاك فان نيستلروي والظهير المخضرم جيوفاني فان برونكهورست.
يعترف فان باستن، الذي قاد بلاده بأهدافه الخمسة منذ عشرين عاماً للقبها القاري الوحيد، بأن فريقه يفتقد للعب الجماعي، لذلك اضطر للتخلي عن طريقة 4ـــ3ـــ3 التي اشتهرت بها بلاد زهرة «التوليب»، انطلاقاً من سبعينيات القرن الماضي، ولجأ إلى طريقة 4ـــ2ـــ3ـــ1 التي لاقت نجاحاً في مبارياته الأخيرة التي توّجها بفوز كبير على أوكرانيا 3ـــ0 الأسبوع الماضي.
وأبعد فان باستن الحارس ساندر بوشكر ولاعب الوسط داني لاندزات عن تشكيلته بعد مباراة أوكرانيا، مفضلاً على الأخير ديمي دي زوف ونايغل دي يونغ وأورلاندو أنغيلار الذي قدّم أداءً رفيعاً في مباراة أوكرانيا، ثم ألحق بهم، أمس، المدافع خالد بولحروز بعد عودة ماريو ملشيوت وأندريه أويير إلى مستواهما إثر إبلالهما من الإصابة.
يعلم الهولنديون جيداً أنهم لن يصنعوا أي إنجاز في النمسا وسويسرا إذا كرروا أداء التصفيات، وخصوصاً أن مجموعتهم الثالثة تضم بطلة العالم إيطاليا وفرنسا حاملة لقب 2000 ووصيفة المونديال الأخير، إضافة إلى رومانيا التي هزمت «البرتقالي» في التصفيات، لكن لو عدنا أربع سنوات إلى الوراء، يبرز أول تصريح لفان باستن آنذاك قال فيه: «لن نكون مستعدين لمونديال 2006، لكن من دون شك سأبني فريقاً بمقدوره إحراز كأس أوروبا 2008».
(أ ف ب)