البحر الميت ــ شربل كريّممن مدينة الحسين للشباب في عمان إلى سواحل البحر الميت، تعيش المملكة الأردنية الهاشمية حالة رياضية بامتياز، إذ تحتل أخبار بطولة الأندية العربية لكرة السلة العناوين الأولى للصحف المحلية، التي خصّصت لها مساحات واسعة في صفحاتها.
إلا أن أكثر ما يشغل البلاد اليوم هو رالي الأردن الدولي، المرحلة الخامسة من بطولة العالم للراليات، الذي كانت له الحصة الكبرى في التغطية الإعلامية، وخصوصاً عبر وسائل الإعلام المكتوبة التي لم تتخلّف عن إصدار ملاحق خاصة بالحدث القادم للمرة الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.
ويمكن القول إن الأردن أكمل دورة العالمية في المنطقة، فانضم إلى قطر التي استضافت الجولة الأولى من بطولة العالم للدارجات النارية على حلبة لوسيل في آذار الماضي، وتبعتها البحرين عبر استضافتها المرحلة الثالثة من بطولة سباقات سيارات الفورمولا على حلبة صخير، مطلع الشهر الحالي.
وهذه المرّة الثانية التي ينظّم فيها أحد البلدان العربية جولة عالمية في بطولة الراليات. إذ كان المغرب قد استضاف مرحلة عام 1976، لكن يحسب للأردن أنه استطاع انتزاع بطاقة الاستضافة في العصر الحديث، وذلك في ظل سعي بلدان عدّة تفوقه قدرة بشرية واقتصادية لاقتحام الميدان
العالمي.
ورغم حرارة الطقس المرتفعة في النقطة الأكثر انخفاضاً في العالم (حوالى 450 م تحت سطح البحر)، لم يشكُ أيّ من السائقين من قساوة الظروف الطبيعية التي، بحسب بطل العالم الفرنسي سيباستيان لوب، ستمثّل التحدي الأكبر بالنسبة إليه وإلى سيارته «سيتروين سي 4» التي لم تخذله هذا الموسم، محققاً ثلاثة انتصارات في مونتي كارلو والمكسيك والأرجنتين ليتصدّر الترتيب العام برصيد 30 نقطة، مقابل 25 نقطة للفنلندي ميكو هيرفونن (فورد أبو ظبي)، فيما يحتل الأوسترالي كريس اتكينسون (سوبارو) المركز الثالث بـ22 نقطة.
ويتألف الرالي، الذي ينطلق رسمياً اليوم، من 22 مرحلة خاصة، يبلغ طولها 359.26 كلم من أصل مسافة الرالي الإجمالية وهي 983.44 كلم.
ورغم ازدحام السائقين العالميين والعرب، يجذب لوب الساعي إلى فوزه الأربعين كل الأنظار إليه، وهو أبدى في لقاءٍ مع الإعلاميين تفاؤله، رغم سيره في المجهول تقريباً، لكونه يحضر للمرة الأولى إلى الأردن، عكس زميليه الإسباني داني سوردو والنروجي بتر سولبرغ اللذين شاركا في بعض مراحل بطولة الشرق الأوسط، علماً بأن الأخير حضر الرالي الإقليمي في العام الماضي مستكشفاً المسار، ما قد يمنحه أفضلية لتحقيق أول نتيجة طيبة له في 2008.
55 متسابقاً في «دبليو آر سي» الأردن يتطلّعون إلى بلوغ القمة من البقعة الأكثر انخفاضاً في العالم، بينما سيضع الأردنيون أيديهم على قلوبهم نهاية الأسبوع الحالي عند معرفة مدى النجاح الذي أصابوه، وهو المعيار الذي قد يعيد الأبطال إلى أراضيهم أو يبعدهم عنها في المستقبل.