علي صفا
لبنان... تفاهم... لا تفاهم. رياضة... اتحادات... لا تفاهمات. إعلام تفاقم... لا تفاهم. ودارت الأيام.
***

قام لبنان الحلو أساساً على التفاهم، ثم جاءت مصائبه في سوء التفاهم. وهكذا قامت اتحاداته الرياضية أيضاً... وصارت مصائبها بلا تفاهم.
بعض اللبنانيين يكرهون تفاهمات البعض الآخر، فيتفاهم هؤلاء ضد التفاهم، مع أن تفاهمهم أصلاً مركب بلا تفاهم...
وهكذا يسقط التفاهم بين الطوائف وشعوبها... فيأتي من يتفاهم في الخارج ليحمل حلولاً إلى الداخل... حلولاً صعبة بلا فهم ولا تفاهم.
وهكذا تدور حركة الاتحادات الرياضية والسياسية في فلك اللاتفاهمات اللامتناهي.
***

تبنّى وزراء الإعلام العرب وثيقة تنص على «عدم تناول قادتها الحكام أو الرموز الوطنية والدينية بالتجريح».
الغرض واضح ولكن رجاءً: ما معنى القادة والرموز الوطنية والدينية... وما معنى التجريح؟ وهل مسموح مثلاً تناول بقية رموز المجتمع وقتلها بدلاً من تجريحها؟
***

الرياضة مهارة... مش كلام.
والكلمة الفصل في الملعب... مش في الإعلام.
... وعندما شكّل المدرب حسن شحاتة منتخب مصر لخوض بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم، قامت عليه «زيطة وزمبليطة» إعلامية مصرية.
واحد كتب: «ده فريق حيسقط في نص الطريق». وآخر محلّل «حرّم بقاء الاتحاد على مدرب كهذا لمنتخب الفراعنة»، وكان يفضل عليه المدرب «توت عنخ أمون».
وثالث ورابع.. وتاسع صرّحوا ونكّتوا...
ولعب المنتخب المصري بذكاء وانضباط فأبدع وفاز، ونقل الفرح إلى بلده ووزعه على العرب، حتى ناقدوه الذين هُزموا قبل الفوز دخلوا العرس ببطاقات مزوّرة!
معليش، مش غريب علينا رفضُ الانتصار سلفاً...
عندنا كمان فيه ناس رفضوا انتصار المقاومة ولبنان في الحرب... ولكنهم لن يدخلوا جنة النصر بتذاكر مزوّرة!
***

... أعترف بأنني كبرت، تبهدلت، بلا شغل ولا مدخول، ومصروفي كبير. تفرّق العشاق من حولي، ما عدت جذابة ـــ سكسي. راحت شعبيتي، واتهموني بالزعرنة وحبسوني ومنعوا عني أهلي وجمهوري... وتنتظرني دار الأيتام.
أختي العزيزة «فوتسال»: ألف مبروك، فرحت من قلبي المنفوخ المقهور، على ميلادك بحضور ستة عشر من عائلتك، ديري بالك على شبابك، وخصوصاً من أولياء الأمر ومشاكلهم... وأتمنى لك حياة سعيدة وبطولات مديدة.
أختك الكبرى: كرة القدم.
***

لبنان ورياضاته عالقان بين مقاومين و... مقاولين.