strong>علي صفا
...ما تزال رياضتنا تمشي رغم الجمود السياسي والاقتصادي الضارب، وتضرب سلتنا في دبي عبر الرياضي والحكمة، وتضرب «يدنا» داخلياً عبر قمة فريقي المشعل والصداقة، وتنوّر بطولة الألعاب المدرسية بحفل افتتاح منوّر نادر، فماذا عن كرتنا؟

كرتنا تستريح أياماً عوّضتها إطلالة مسؤولي الاتحاد: الرئيس والأمين العام على شاشتين متواجهتين طرحا جملة آراء ومواقف بشأن اللعبة وأجوائها...

الرئيس هاشم حيدر في المنار

تلقى هاشم حيدر من محاوره علي فواز ــــ المنار سيلاً من الأسئلة الساخنة عن واقع اللعبة، نقتطف منها الإجابات الآتية:
ـ منع الجمهور من دخول الملاعب هو قرار سياسي للمراجع الحكومية والمعنية وأنا كنت معه منطقياً.
ـ التعديلات التي طلبها «الفيفا» منّا سندرسها ونعرضها على الجمعية العمومية (ومنها تحويل «الأمانة العامة» إلى وظيفة والأمين العام إلى موظف).
ــ عودة يوسف محمد إلى المنتخب تتطلب رسالة منه إلى الاتحاد يبدي فيها رغبته بالعودة وطيّ صفحة الماضي (؟!).
ــ اهتمام الدولة بالرياضة ليس بالمستوى المطلوب ولم نتلقّ دعماً من الوزارة... وختمها بـ«نحن نفكر بإنجاز ما لدينا الآن ولا نفكر في الانتخابات المقبلة».
... وعلى هذا، بدا رئيس الاتحاد مسوؤلاً واثقاً أديباً حتى في مجاملته الخاصة لتحويل الأمانة العامة إلى «وظيفة، وزهده عن الانتخابات المقبلة».

والأمين العام رهيف علامة في المستقبل

وفي مقابلته على شاشة المستقبل، أجاب رهيف علامة عن سلة أسئلة وردّه لمحاوره عباس حسن، نقتطف منها:
ـ اللعبة بخير، والمستوى متقدم عن الموسمين الأخيرين من خلال مباراتي الأنصار مع العهد والمبرة.
ـ من واجبنا أن نتحمل مسؤولياتنا في اللجنة العليا، ونحن متكاتفون في ما نتفق عليه والظروف تحتمّ ترك الملفات الخلافية.
ـ نرحب بكل لاعب يريد أن يكمل مسيرته الصحيحة، ولم يكن هدف الاتحاد أذيّة يوسف محمد، وكل كلام آخر هو «حكي جرايد».
... وعلى هذا بدا علامة ودوداً وحريصاً على تآلف اللجنة العليا ولو اضطرارياً في عامها الأخير، وعلى إظهار أن اللعبة «بخير» ولو نظرياً حفاظاً على علاقة العمر بها.

... ونحن في الأخبار

وبعد عرض الآراء المسؤولة لرئيس الاتحاد والأمين العام، نتوقف عند نقاط معينة تتعلق بما قيل وبواقع اللعبة ومسارها.
إن إطلالة مسؤولي الاتحاد كانت ضرورة لهما وللعبة ولجمهورها المغترب، حيث حرصا على ترطيب الود والكلام عبر شاشتين متجابهتين وفي توقيت متقابل... وأكدا على التوافق لتمرير بقية الولاية. ولكن، على أي أسس تسير اللعبة ونواديها وأطرافها؟
هل صحيح أن اللعبة بخير، ومستويات النوادي متطورة عما قبل؟
وبشأن طلبات «الفيفا» تحويل الأمانة العامة إلى «وظيفة» ولا علاقة للأمين الموظف بعضوية الاتحاد ولا قراراته هي مسألة تحسم جذرياً المشاكل التي شهدها هذا الاتحاد بالذات لأكثر من سنتين، وعلى الجميع أن يتقبلها بترحاب.
إن المنتخبات الكروية عندنا مظلومة من الجميع، بلا ميزانيات منظمة وبجهاز تدريب متطوع، وحتى بلا جمهور داعم، وكانت غالباً ما تشحذ ملاعب لتمارينها من «الجهات الوطنية» .
وهل تستأهل إعادة يوسف محمد « المحترف المشرف في ألمانيا» إلى المنتخب اللبناني «كتاب اعتذار» من طرف واحد عن خطأ غير معلن وواضح بعد. ولا تستأهل كل أخطاء الاتحاد مثلاً ومواقف أطرافه المتنافرة قبلاً تقديم ولو «كتاب اعتذار» واحد؟
وهل صحيح أن الانتخابات المقبلة لا يهتم بها أحد الآن، وهي في الواقع بدأت بتحركات وتحالفات لا تخلو من توافقات سياسية وطائفية أثبتت فشلها الفاضح؟
وماذا فعلت المراجع المعنية والاتحاد لإبقاء العلاقة مع جمهور الكرة، بدلاً من الطلاق المفروض؟ في حين تنعم كرة السلة بجمهور كاسح مثير رغم تنافره السياسي والطائفي أيضاً. أم أنها مسألة فروق حضارية واتحادية أيضا؟
كرة لبنان، بلا جمهور ولا مستويات متطورة، وبأكلاف تفوق الخمسة ملايين دولار للموسم الحالي، وبلا منتخبات منتظمة على برنامج أو ميزانيات وبترتيب متخلف (عدا منتخب الصالات) وبلا خطة أو مستقبل منظور... هل هي بخير؟ ومع ذلك لا بد من شكر كل من يقدم لها جهداً أو قرشاً.
الدولة لا تهتم بالرياضة، هذا صحيح، والوزارة لم تقدم دعماً ومعظم الأطراف مشغولون بغيرها أكثر... هذا صحيح جداً.
إذاً وبكل وضوح، يجب أن تخرج الرياضة من العبثية والفوضى الى نظام التخطيط والبرمجة. وما عدا ذلك فكل التصريحات والمقابلات تبقى في إطار التبريرات والمجاملات بين أطراف، بعضها يخطط للبقاء وآخر يخطط للخروج بشكل مشرّف، على أمل أن يبقى الجميع على خير.