حافظت نيجيريا على ماء وجهها وماء وجه مدربها الألماني بيرتي فوغتس بعدما تأهلت بشق الأنفس إلى الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية الـ26 بتغلبها على بنين 2ــ0 على استاد «اسيبونغ ستاديوم» في سيكوندي، وتلقيها هدية على طبق ذهبي من ساحل العاج التي سحقت مالي 3ــ0.ولم يكن مشوار نيجيريا، أحد المنتخبات المرشحة دائماً لإحراز اللقب، سهلاً في الدور الأول، فقد خسرت أمام غانا 0ــ1 في المباراة الأولى، وتعادلت سلباً مع مالي في الثانية. وقدم الطرفان عرضاً متواضعاً قلّت فيه الفرص المباشرة من الجانبين إلا ما ندر، وكانت النهايات سيئة من قبل النيجيريين الأفضل نسبياً من الناحية الميدانية.
وفي الشوط الثاني، لم تتغير خطط المدربين الألمانيين بيرتي فوغتس (نيجيريا) وراينهارد هوبيش (بنين)، لكن خبرة النيجيريين حسمت الموقف بهدفين نظيفين. الأول عبر جون ميكل أوبي الذي تابع برأسه إثر رفعة عرضية من بيتر أوديموينجي (52)، والثاني في الدقيقة 86 عندما استغل أوبي خطأً دفاعياً لبنين ومرر كرة رائعة خلف الدفاع إلى إيغبيني ياكوبو الذي هرب في الجهة اليسرى وأرسل الكرة أرضية منحرفة أصابت أسفل القائم الأيسر وتحولت إلى الشباك.
وحققت ساحل العاج، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، فوزها الثالث على التوالي عندما تغلبت على غريمتها التقليدية وجارتها مالي 3ــ0 على استاد «أوهيني دجان» في أكرا. وجاءت بداية المباراة متكافئة بين المنتخبين اللذين تبادلا الهجمات، لكن دون خطورة على المرميين ومنح دروغبا التقدم لساحل العاج عندما تلقى كرة بينية رائعة من يايا توريه داخل المنطقة فسددها بيمناه زاحفة، أسكنها الزاوية اليسرى البعيدة للحارس محمدو سيديبيه (10). وعزّزت ساحل العاج تقدمها بهدف ثان عبر المدافع مارك زورو برأسية إثر ركلة ركنية انبرى لها عبد القادر كيتا (55). وتلقت مالي ضربة موجعة بإصابة لاعب وسطها وقائدها باسالا توريه فدخل مكانه مامادو ديسا (58). ووجه أبو بكر سانوغو، بديل دروغبا، الضربة القاضية لمالي بتسجيله الهدف الثالث عندما استغل كرة مرتدة من الحارس إثر تسديدة قوية لتوريه من خارج المنطقة فأكملها من مسافة قريبة داخل المرمى (85).

مباراتا اليوم

يسعى المنتخب المصري، حامل اللقب، إلى تأكيد انطلاقته القوية وحجز بطاقته لربع النهائي عندما يلاقي زامبيا ضمن المجموعة الثالثة. وضرب الفراعنة بقوة في النسخة الحالية فألحقوا خسارة مذلّة بالكاميرون 4ــ2 في الجولة الأولى، وسحقوا السودان 3ــ0 في الثانية. وتخوض مصر المباراة في غياب قلب دفاعها محمود فتح الله بسبب الإيقاف. كما إن 4 لاعبين سيخوضون المباراة تحت تهديد تلقّي الإنذار الثاني، وبالتالي الغياب عن الدور ربع النهائي في حال تأهل مصر، وهم: هاني سعيد، سيد معوض، عمرو زكي ومحمد أبو تريكة. ويسعى المنتخب الزامبي إلى تحقيق الفوز للحفاظ على آماله في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة ومحو الصورة المخيبة بعد الخسارة المذلّة أمام الكاميرون 1ــ5 في الجولة الثانية.
وستجهد الكاميرون لاستغلال المعنويات المهزوزة لدى السودان وتحقيق فوز يضمن لها التأهل إلى الدور ربع النهائي مباشرة في حال تعثر زامبيا أمام مصر. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة للكاميرون لأنها تريد تأكيد صحوتها، كما تمثل المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى مدرب «الأسود» الألماني أوتو بفيستر الخبير بالكرة السودانية من خلال تدريبه المريخ. وسيحاول مهاجم الكاميرون وبرشلونة الإسباني صامويل إيتو تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية الذي يتقاسمه مع العاجي لوران بوكو، وهو 14 هدفاً. وكان إيتو قد عادل هذا الرقم في المباراة الأخيرة أمام زامبيا عندما سجل الهدف الرابع من ركلة جزاء في الدقيقة 65.
ولن يكون منتخب السودان لقمة سائغة أمام الكاميرون، وهو وإن كان قد خسر أمام زامبيا ومصر بنتيجة واحدة 0ــ3 فإنه قدم عرضاً جيداً وأثبت أنه قادر على مقارعة الكبار. ويملك المنتخب السوداني فرصة ضئيلة لتخطي الدور الأول، وهي فوزه على الكاميرون بفارق 4 أهداف مع خسارة زامبيا أمام مصر وهو أمر صعب تحقيقه، بل ربما يكون من المعجزات فيما لو تحقق، وخصوصاً الفوز على الكاميرون بفارق 4 أهداف. ويبقى العزاء الوحيد للسودان بطل 1970، إنهاء مشاركته في النهائيات بنتيجة إيجابية، علماً بأنه يخوض النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1976.
(أ ف ب)