شربل كريّم
«سنقدّم «سوبر موديل» على أرض الملعب». هذا ما صرّح به أحد أطباء فريق ميلان عشية انطلاق الموسم الجديد، في ردّه على سؤال أحد الصحافيين عن المهاجم رونالدو المبتعد منذ فترة طويلة، تارةً بداعي الإصابة وأخرى بسبب زيادة غير طبيعية في الوزن.
الكادر الطبي الذي يشرف على «إل فينومينو» (الظاهرة) أكد في مناسباتٍ عدّة أنه اكتشف أخيراً أسباب مشكلات الزيادة في الوزن التي أبطأت سرعة رونالدو على أرض الملعب وعملية شفائه من الإصابات التي تعرّض لها في الركبة، فتبيّن أن اللاعب يعاني خللاً في الغدّة الدرقية، واحتاج إلى تناول الأدوية فقط من دون أي حمية أو تمارين قاسية للوصول إلى الوزن المثالي.
إذاً ينتظر الجميع الليلة «عارضة الأزياء» رونالدو أمام شاختار دونيتسك ضمن دوري الأبطال، وبالتأكيد فإن رونالدو لن يكون هو نفسه على الأقل من ناحية المظهر الخارجي، إذ إلى جانب نحافته سيظهر بشعره الأجعد لكونه لم يعد حليق الرأس.
واللافت أن رونالدو يعود اليوم مع علامة استفهام كبرى عن مدى قدرته لتسطير عودة ناجحة، إذ إن لغز إصابته الأخيرة بقي عصياً على الجميع وسط تأجيل إعلان ارتدائه قميص «الروسونيري» من جديد مرّتين على الأقل. وبدا في تموز الماضي أن النجم البرازيلي سيصنع المجد لميلان هذا الموسم، حيث تألق في المباريات التحضيرية مسجلاً الأهداف وصانعاً لها، قبل أن يعلن ميلان ابتعاده لأسبوعين فقط بسبب آلام طفيفة في الفخذ، تبعها تقويم خاطئ من أطباء الفريق، وعجز مسؤولوه عن تحديد موعد العودة المرتقبة...
إلا أن الأمر الأكيد، هو اعتماد ميلان في حساباته قبل انطلاق الموسم على جهوزية رونالدو، والدليل الساطع على هذا الأمر أن الفريق كان ولا يزال يعاني النقص في المهاجمين، لكنه لم يقدم على استقدام مهاجم جديد، حتى أنه استبعد فكرة استرجاع أندري شفتشنكو من تشلسي، وذلك إفساحاً في المجال أمام تأمين مركزٍ أساسي للبرازيلي إلى جانب ألبرتو جيلاردينو، لكن من دون تجاهل ذكاء القيّمين على ميلان الذين لجأوا إلى الخطة «ب» بالحصول على توقيع البرازيلي الناشئ الكسندر باتو (سيلتحق بالفريق في السنة الجديدة) الذي قد يكون البديل المنقذ للخطة «أ» في حال عودة رونالدو إلى دوامة الإصابة من جديد.
ورغم انقسام الرأي العام بين مراهنٍ على سير رونالدو نحو عالم النجومية من جديد وإحرازه لقب هداف «سيري آ»، ومن يقول إنه وصل إلى حائطٍ مسدود في نهاية مسيرته، فإنه لا يمكن إغفال أن رونالدو يبقى رونالدو، أي ذاك اللاعب الذي لا يتفوّق عليه أحد في المهارة داخل منطقة الجزاء وبمواجهة حراس المرمى تحديداً، حيث كان من السهل بالنسبة إليه تخطي أي منهم بطريقة ساحرة، وللذين نسوا هذا الأمر عليهم مراجعة شريط أهدافه، وتحديداً تجاوزه لحارس لاتسيو لوكا ماركيجياني خلال المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي عام 1998، حيث بدت حركة خصره التي أطاحت الأخير أشبه بأداء راقصة
شرقية.
وتأخذ عودة رونالدو أبعاداً أكبر، إذ إن القميص الرقم 9 في المنتخب البرازيلي لا يليق بأيٍّ كان، ونقطة انتهى.