القاهرة ــ علي صفا
صحيح أن الدورات العربية الرياضية تنظم عبر انتخابات للبلد المنظم ثم مباريات فميداليات فختام فوداع، لكنها أولاً تُقرأ من عناوينها أي، من وصول الوفود المشاركة إلى مطار البلد وحركة إيصالها الى الفنادق ثم الملاعب، فإلى مراكز الإعلام.
وكان للوافدين هنا لقطات لا بد من ذكرها ـــــ وصلت طليعة الوفد اللبناني، مطار القاهرة، عبر فرق الرماية والسباحة والشراع وبعض الإعلاميين، وكان في استقبالها المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي وعزت قريطم الأمين العام للجنة الاولمبية اللبنانية، وبقيت ساعتين تائهة داخل المطار بين كاتب الأسماء وخاتم الجوازات فكانت آخر من غادر من الركاب! وتوزعت على اماكن الإقامة بين القاهرة والاسكندرية: لم تكن هناك حجوزات للبعض ولا أوراق رسمية بين ادارة اللجنة «المنظمة» والفنادق، خلافات وعدم ثقة وطلبات وضمانات مادية، وهو ما دفع منسّق البعثة اللبنانية حسن شارة وجهاد هاشم لترتيب ما يلزم من جديد، بعد مداخلات ساخنة وتهديد فريق الشراع بالانسحاب والعودة.
وتكررت المشاهد مع الوفود الأخرى:
ففي المركز «التنظيمي»، في ستاد القاهرة كانت حركة بلا بركة، وبطاقات مبعثرة، وغرف غير مجهزة، ولا برنامج جاهز للمباريات، وهيصة شبان هواة تطوعوا لخدمة البلد.
وفي هذا المشهد «التنظيمي» كان مندوبو الوفود العربية يتنهدون ويكتمون غيظهم الى أن انفجر عضو اللجنة الاولمبية المغربية علي العمروسي وقال لي: معقول هذا، لا شيء جاهزاً قبل يوم من الافتتاح، «مش حرام ما تنعمل هذه الدورة في لبنان»؟
فهمست له: انتم انتخبتم مصر. فأجاب بحدة: كنا أغبياء.
وقال لي إعلامي أردني: استغرقت رحلتنا من الأردن الى مطار القاهرة ساعة و10 دقائق، ومن المطار الى الفندق أربع ساعات!
وكتم المخرج الليبي اسماعيل انفاسه: الله يستر!
اما العراقي ففضل التكتم.
هذه كانت بعض اللقطات الاولى، وتبين لنا لاحقاً، وجود خلافات بين جهات راعية للدورة واللجنة «المنظمة»، لكن ما ذنب مصر وسمعتها في هذا، وما ذنب الوفود المشاركة؟ أم أنه قدر «الدورات العربية» أيضاً في السياسة والاقتصاد والامن؟
هو عصر «الفوضى الخلاقة» في بلادنا وشعوبها، وهو من نتائج الاختيارات «الغبية» أحياناً.