strong>علي صفا
خسر الأنصار بطل لبنان أمام مضيفه الطلائع المصري 1 ــ 2، بعدما تعادلا ذهاباً (1 ــ 1 في بيروت)، فخرج عملياً من المنافسة في دوري أبطال العرب لكرة القدم، ولكنه ربح معنوياً، وعاد، أمس، ليلتفت إلى شؤونه الداخلية في البطولات المحلية... فكيف تبدو صورته؟

صحيح، خسر الأنصار في الملعب أمام فريق أقوى منه وأكثر جهوزية، ولكنه ظل حتى اللحظة الأخيرة منافساً على بطاقة التأهل لو سجّل هدف التعادل الثاني، ولكن الطلائع تنفس مع صافرة النهاية، وتأهل إلى الدور التالي.
المباراة:
لعب الأنصار بتشكيلة واقعية (5 ـــــ 4 ـــــ 1) تتحول أحياناً، لتكثيف الوسط عبر تقدم الظهيرين ( حسين حمدان وعماد الميري) ومنه لزيادة الهجوم لمساندة المتقدم الوحيد أحمد مناجد. وضيّق لاعبو الوسط المساحات على وسط منافسيه، وأغلق دفاعه وسط الدفاع، ما حدا بالطلائع ليركز هجماته عبر الجناحين (إيهاب ومشهور) فكانا مصدر الهجمات المتكررة وتقديم الكرات إلى الخطيرين أركو ومسعود.
تقدم الطلائع بهدف لأنور مسعود (دقيقة 15) وعادل اديلسون للأنصار (دقيقة 47)، من فرصة وحيدة حقيقية عوّض بها ضياعه.
وخطف أركو هدف التقدم الثاني للطلائع (د.48)، ليصمد الأنصار أمام تفوّق منافسه، ويُبقي أمله مفتوحاً حتى آخر اللحظات حيث صوّب بول رستم برأسه كرة بين كفي الحارس غريب حافظ، ليحفظ الفوز لفريقه.
ظهر الأنصار بأداء مقبول أفضل مما قدمه ذهاباً في بيروت. ونجح دفاعياً، فلم يسمح لمهاجمي الطلائع بالاختراقات السهلة والانفرادات، كما حصل ذهاباً (6 انفرادات تامة عطّلها الحارس لاري مهنا). ونجح أيضاً في تكييف حركته الجماعية، متى يتراجع ومتى يعاود استلام اللعب ليهاجم، ما أبقى دفاع الطلائع حذراً حتى الختام.
وتفوّق لاعبو الأنصار أيضاً في الاحتكاكات الفردية، ما يشير إلى حضور بدني جيد.

... ولكن!

واضح تماماً أن تشكيلة الأنصار لم تتناسق وتجهز تماماً لخوض لقاء قوي كهذا، وذلك لظروف خاصة وعامة، أهمها «لخبطة» البرنامج الداخلي. وواضح أيضاً، أن محرّكَيه صالح سدير واديلسون ليسا جاهزين بعد لقيادة فريق وتفعيل هجومه، إضافة إلى تراجع لياقة الكابتن مالك حسون (32 سنة) لتعويض الآخرين كما فعل الموسم الماضي (فاستُبدل في الدقيقة 59). وهنا، افتقد البدر «نصرات الجمل» لما كان يمثله كلاعب إنقاذ واختراق على الجناحين وتسجيل الأهداف وتحضيرها، فظهر مركزه شاغراً.
هكذا، يكون الأنصار قد حافظ على صورة جيدة في العرض الأول الخارجي، وحافظ جهازه على ثقة المراجع لقيادة الموسم، حيث تبقى أمامه مساحة للتطور بتناسق خطوطه وزيادة الفاعلية الهجومية، وبالتالي سيكون جاهزاً للدفاع عن ثنائية الدوري والكأس، إذا سمحت ثنائية الأمن والسياسة بإطلاق مسيرة الموسم.

آراء في اللقاء

أدلى عدد من المسؤولين في نادي الأنصار بتصريحات تناولت لقاء الأنصار والطلائع. فقال نائب الرئيس كريم دياب إن لاعبيه «لم يقصروا بواجباتهم، إلا أن بعضهم لم يظهر بالمستوى المتوقع»، وإنه لو أُتيحت الفرصة للفريق للاستعداد بشكل جيد، لكان وضعه أفضل.
وقال المدرب جمال طه في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء: «نجحنا باللعب بطريقة دفاعية وإغلاق المساحات، وحققنا مكاسب أهمها بروز اللاعبين الشباب كمعتز الجنيدي وحسين أمين ومحمد رمال».
وأشاد مدرب الطلائع طلعت يوسف بالعرض الذي قدمه الأنصار، ولا سيما من ناحية التكتيك الدفاعي المنظم. واعترف بأن النتائج الجيدة التي حققها فريقه في الدوري انعكست سلباً على أداء لاعبيه، فلعبوا باسترخاء واضح، وخصوصاً في الهجوم، وكان بإمكان الأنصار تسجيل هدف التعادل الحاسم في الدقائق الأخيرة.