وضع الاتحاد الدولي لرياضة السيارات «فيا» سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون متصدر ترتيب بطولة العالم للسائقين في سباقات سيارات الفورمولا 1 تحت مجهر التحقيق بسبب اتهامه بالقيادة الخطرة خلف سيارة الأمان خلال جائزة اليابان الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة التي استضافتها حلبة مونتي فوجي الأحد الماضي.ويدرس المسؤولون شريط فيديو قد يدين هاميلتون الفائز بالمركز الأول في السباق الياباني، وذلك بعد اتهامه بتعمّد القيادة بطريقة خطرة في الوقت الذي كانت فيه سيارة الأمان على الحلبة وسط الأمطار الغزيرة التي هطلت يومذاك، وقد يكون سبب الحادث الذي أنهى سباق الأوسترالي مارك ويبر والألماني سيباستيان فيتيل ناتجاً من القيادة غير الحذرة للبريطاني الشاب.
ويبدو أن هاميلتون لم يحترم القوانين المتّبعة في ما يخص الفترة التي تكون فيها سيارة الأمان على الحلبة، إذ عمد الى تقليص سرعته في مكان ما قبل أن يزيدها بشكلٍ غير طبيعي في أماكن أخرى. كما أنه لم يتّبع الفقرة 40.10 من قانون الفورمولا 1 الذي يجبر السائق المتصدر على البقاء على مسافة خمس سيارات من السيارة الفضية.
وكان ويبر سائق «ريد بل» قد حاول تجاوز هاميلتون، إلا أن الأخير خفّف من سرعته واتّجه الى اليمين، ما أدى الى تصادم الأوسترالي بفيتيل وخروجهما معاً من السباق. وعلّق ويبر على الأمر قائلاً: «أعتقد أن هاميلتون قام بعملٍ غير نظيف خلف سيارة الأمان، ولم يتبع الإيقاع المفترض في القيادة في حالات مماثلة».

جائزة الصين المرحلة 16 من 17

ويقف هاميلتون على عتبة تسطير إنجاز تاريخي غير مسبوق في جائزة الصين الكبرى، المرحلة السادسة عشرة قبل الأخيرة من بطولة العالم على حلبة شانغهاي.
وممّا لا شك فيه أن التاريخ سيفتح الباب على مصراعيه لاستقبال بطل جديد على اللائحة الذهبية إذا تمكّن هاميلتون من تحقيق مبتغاه نهاية الأسبوع الحالي والظفر باللقب العالمي الذي أصبح أقرب إليه، وخصوصاً بعد فوزه بالمرحلة الماضية في اليابان موسّعاً الفارق وملاحقه المباشر زميله في ماكلارين مرسيدس بطل العالم الإسباني فرناندو ألونسو إلى 12 نقطة.
وسيكون إنجاز هاميلتون مزدوجاً، إذ سيصبح أول سائق «مبتدئ» يحرز اللقب العالمي، إذ لم يسبق لأي من سائقي رياضة الفئة الأولى الأبطال أن ظفر بالرقم 1 في موسمه الأول على الحلبات السريعة، كما أنه سيصبح أصغر سائق (22 عاماً) في تاريخ هذه الرياضة يحمل تاج البطولة.
ويعرف هاميلتون أكثر من أي وقت مضى المطلوب منه الأحد، إذ عليه أن ينهي السباق متقدّماً على ألونسو والفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري، ليدخل جنة الأبطال العالميين قبل مرحلة على نهاية البطولة التي ستختتم في سباق جائزة البرازيل الكبرى على حلبة انترلاغوس.
وفي إعادة بسيطة لشريط سباقات الموسم الحالي، يظهر جليّاً أن هاميلتون لن يكون بعيداً عن إدخال الفرحة الكبرى الى حظيرة «السهم الفضي» انطلاقاً من عدم انسحابه من أي من المراحل السابقة أو ارتكابه أخطاء حقيقية في القيادة، ما يؤكد علوّ كعبه وأحقيته في دخول نادي الأبطال البريطانيين المعروفين، أمثال دايمون هيل ونايجل مانسيل وجيمس هانت وجاكي ستيوارت وجيم كلارك وجون سورتيس ومايك هاوثورن.
وتبدو حلبة شانغهاي «آمنة» بالنسبة الى قيادة هاميلتون السريعة والحذرة في آن معاً، إذ إن هذه الحلبة الجديدة ببنيتها (طولها 5.451 كلم) التي تستضيف إحدى مراحل الفورمولا 1 للمرة الرابعة فقط (الأولى كانت في 2004) لا تحمل التحديات الصعبة التي تفرزها الحلبات القديمة امثال مونزا الإيطالية وسبا فرانكورشان البلجيكية وسيلفرستون البريطانية، إلا أنها من دون شك تحمل الكثير من الإثارة بفضل المساحات الموجودة للتجاوز بين السائقين ما يضفي حماساً أكبر على السباق.
(أ ف ب)