strong>علي صفا
مرّت كرة لبنان بسلسلة اختبارات فنية وأمنية، خلال الأسبوعين الأخيرين، عبر فريقي النجمة والأنصار وأخيراً منتخب لبنان، ضمن مباريات عربية وآسيوية، فسجلت نقاطاً إيجابية وسلبية وتركت علامات استفهام وترقّب تستوجب التحليل... فماذا جرى؟

بعد أن عُلقت كرة المسابقات المحلية على خشبة، فطارت أولاً بطولتا النخبة والسوبر لافتتاح الموسم إثر قرار اتحادي حكومي بمنع دخول الجمهور، وبقي يوم 20 من الشهر الجاري موعداً لانطلاق بطولة الدوري (مبدئياً)، وبقي قرار السماح بدخول الجمهور معلقا على المباريات الأخيرة، فكيف جاءت النتائج؟
الأنصار: بطل الدوري والكأس، خرج من الدور الأول بخسارة أمام فريق الطلائع المصري 1 ـ 2، (1 ـ 1 ذهاباً)، وترك أثراً مقبولاً رغم عدم جهوزيته كما ينبغي لخوض هكذا لقاءات، فعاد متأسفاً. وحضر مباراته في بيروت حوالي ألف شخص.
النجمة: بعدما «زمط» من ضيفه ما هيندرا الهندي وعادل بركلة جزاء في آخر دقيقة (3 ـ 3)، تحسن أداؤه أمام مضيفه شباب الأردن (0 ـ 1)، تاركاً فسحة أمل للقاء الاياب المقرر يوم 23 من الشهر الجاري في بيروت. وبحضور جمهور «مختار» أيضاً.
وأخيراً، شكل لقاء منتخب لبنان بضيفه الهندي، أول أمس في صيدا، مشهداً سعيداً لفوزه 4 ـ 1، ليدخل شبه واثق من خطف بطاقة التأهل للدور التالي في التصفيات التمهيدية لمونديال 2010.
وجاء الفوز أمام حوالي 120 شخصا بينهم 20 هنديا.
إذا، الأنصار لم يكن جاهزاً، والنجمة لم يكن مستقراً ومتكاملاً، والمنتخب الوطني لم يكن متحضراً، كما ينبغي، ففاز بالأهداف على ضيفه الهندي المتواضع (وهو لا يشكل أي مقياس للمستوى).
وفي كل الحالات، كان الجمهور هو الغائب الأكبر، رغم أنه يشكل نقطة الاختبار للوفاق الاتحادي ـ الحكومي للقرار المرتقب(!).
أمام هذا المشهد لكرة لبنان تكر موجة من الأسئلة: لماذا تنطلق كرة لبنان دائماً، مفركشة في بداية كل موسم، وما الذي يمنع ممثلي لبنان من نواد ومنتخبات من الجهوزية بشكل مقبول لخوض المسابقات الخارجية طالما ان مواعيدها تكون معروفة سلفاً؟
ولماذا تبقى منتخبات لبنان مظلومة ومحرومة من أبسط حقوقها في التحضير الجيد والمنطق الجيد؟
ألا يستاهل المنتخب ودفاعه عودة يوسف محمد إلى صفوفه (ولو على حساب بعض مسؤوليه)، وكذلك المحترف الهداف هيثم زين ألا يستاهل الدعوة؟
ولماذا يتساهل الجهاز الفني «المتبرع» للمنتخب مع المسؤولين «غير المتبرعين» في تقديم ما يلزم لتجهيزٍ منظّم دائم للمنتخبات الوطنية؟

جماهير...!

نجح الجمهور عموماً بحضور راق وحضاري، فماذا ستقرر الحكومة والاتحاد؟ وهل كانت جماهير المباريات الثلاث هي مقياس الاختبار؟
هل هذه هي جماهير منتخب لبنان وناديي النجمة والأنصار الأكثر شعبية؟
وما هي خطط المسؤولين والمعنيين لجذب جماهير اللعبة واستعادتها، ولو ربع نسبتها على الأقل؟
واذا سمحت الحكومة بدخول الجمهور، ما هي التدابير الضابطة لذلك؟
واذا لم تسمح الحكومة ولم تدفع «التعويض المرتجى» ماذا سيفعل الاتحاد والنوادي؟

... والنجمة؟

لماذا «يتفشكل» النادي العريق في بداية كل موسم أمام اختيار لاعبيه الأجانب، وللموسم الرابع على التوالي، فيضيع فرصة الفوز بلقب الكأس الآسيوي الضعيف (!) بعد ان يضيّع حفنة من الاف الدولارات. وكيف عاد لاعباه «الدوليان» فيصل عنتر ومحمد حلاوي من الاحتياط معه توا إلى صفوف المنتخب؟
وكيف صار الظهير محمد قرحاني في المنتخب بعدما رفضه النجمة سابقاً وبمبلغ زهيد؟
وماذا سيفعل النجمة هذا الموسم؟
على كل حال، يبقى النجمة أمام اختبار آخر مع ضيفه شباب الأردن، يوم 23، فنياً وجماهيرياً ، وهو قادر أن يفعل شيئاً، على أمل ان يستعيد صورته وجمهوره ليعود إلى دورة الرائد ولتكريس جملتنا المكررة «نجمة قوية يعني كرة قوية» ومع الاحترام للبقية. وتبقى الكلمة الأخيرة إلى الاتحاد، رأس اللعبة، ودورة المرتقب في تسييرها واخراجها من دائرة الارتجال والعبثسة والتقصير الى دائرة التخطيط والتطوير ليعرف المعنيون: الى أين... وماذا بعد... ولماذا تمشي هذه اللعبة الشعبية، وهل ما تزال شعبية؟
اسئلة ضرورية جدا قبل أن تضربنا «فجيعة» أخرى على سلم السقوط والترتيب العالمي.