strong>لعل بطولة العالم لسيارات فورمولا 1 تستحوذ على اهتمامات المتتبعين والنقاد، وخصوصاً عشاق هذه الرياضة الميكانيكية المتنوعة. وستتجه الأنظار يوم الأحد إلى حلبة «إنترلاغوس» البرازيلية التي تشهد النهائي المثير لهذا الموسم، إذ ستكون المنافسة بين ثالوث متأهّب لنيل اللقب لا خلاف على أن بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 للموسم الحالي تستحق أن تصنف في خانة الأكثر إثارة في تاريخ الفئة الأولى منذ انطلاق بطولتها رسمياً عام 1950. ويكفي القول إن اللقب لم يحسم حتى الساعة، رغم أنه لم يبقَ من عمر البطولة سوى سباق واحد، وهو الجولة الـ17التي ستقام على حلبة «إنترلاغوس» في ساو باولو البرازيلية في 21 تشرين الأول الجاري. والأكثر من ذلك أن ثلاثة سائقين ما زالوا في السباق على اللقب، وهم البريطاني لويس هاميلتون، سائق ماكلارين مرسيدس برصيد 107 نقاط، ووصيفه وزميله في الفريق نفسه، الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم في الموسمين الماضيين، برصيد 103 نقاط، فضلاً عن الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري الذي بلغ رصيده مئة نقطة قبل أيام إثر تتويجه في سباق جائزة الصين الكبرى. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مقارنة بين خاتمة بطولة العام الحالي بخاتمة بطولة عام 1986 عندما توجه الفرنسي ألان بروست والبرازيلي نيلسون بيكيت والبريطاني نايجل مانسل إلى أوستراليا لخوض غمار الجولة الأخيرة، حاملين طموحاً في انتزاع اللقب الذي كان من نصيب الأول. يذكر أن سيناريو بطولة الموسم الحالي لا يختلف كثيراً عن نظيره في الموسم الماضي عندما حسم اللقب في الجولة الأخيرة وفي البرازيل أيضاً.
الاختلاف الوحيد يتمثل في أن صراع الموسم الماضي انحصر بين سائقين اثنين هما الألماني المعتزل ميكايل شوماخر (فيراري) وألونسو، سائق رينو حينها، وقد حسم الأخير اللقب لمصلحته حارماً «البارون الأحمر» من لقب ثامن يختتم به مشواره المظفر في الحلبات. أما لقب الموسم الحالي فهو مفتوح على مصراعيه بين ثلاثة سائقين.
واللافت أن هاميلتون وألونسو ورايكونن قد يختتمون الموسم برصيد واحد من النقاط هو 108 لكل منهم إذا أنهى البريطاني سباق البرازيل في المركز الثامن (نقطة واحدة)، والإسباني في المركز الرابع (5 نقاط)، والفنلندي المركز الثاني (8 نقاط). وعندها، يمنح اللقب العالمي للسائق صاحب أكبر عدد من الانتصارات في الموسم، مع العلم بأن هاميلتون وألونسو متساويان على هذا الصعيد حتى اليوم، إذ توّج الأول أربع مرات (في كندا والولايات المتحدة والمجر واليابان)، فيما أحرز الثاني سباقات ماليزيا وموناكو وأوروبا وإيطاليا، مع العلم بأن اللقب سيؤول إلى رايكونن إذا تعادل السائقون الثلاثة نقاطاً بعد سباق ساو باولو، لكونه توّج هذا الموسم في خمس مناسبات، وذلك في أوستراليا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا والصين.
وتشير الإحصاءات إلى أن البطولة العالمية حسمت منذ انطلاقها في جولتها الأخيرة في 23 مناسبة حتى اليوم، حسم 15 منها لمصلحة متصدر الترتيب قبل السباق الحاسم، وهذا يعني أن هاميلتون يمتلك أفضلية نسبية، وإن على الورق، مع العلم أن شوماخر هو أكثر السائقين الذين انخرطوا في صراع على اللقب حتى الجولة الأخيرة، وذلك في خمس مناسبات كُتب له في ثلاث منها أن «يبتسم أخيراً». أما أقل فارق في النقاط بين السائق المتوج بطلاً للعالم ووصيفه حتى اليوم فهو نصف نقطة فصلت بين النمسوي نيكي لاودا والفرنسي ألان بروست في 1984، إذ أحرز الأول اللقب وفي رصيده 72 نقطة مقابل 71.5 نقطة للثاني.
(أ ف ب)