strong>علي صفا
قرار انطلاق موسم كرة القدم بمسابقة النخبة تعطّل عند أبواب الملعب البلدي ببيروت، عصر الخميس، بسبب خلاف اتحادي ـــــ أمني: مباراة بجمهور أم من دون جمهور. وانتهت بقرار اتحادي شفهي آخر: أوقفوا اللعب! فما هي ظروف المشكلة والتعطيل وخلفياتها؟
... وانتظرنا جلاء المشهد لنعرف أولاً. ونزلت أخبار وصور، وتصريحات معظمها للأمين العام للاتحاد رهيف علامة يعلّق فيها على تصرف الأمن حيال اللعبة «الجارية» أمام السلة «الست».
المشهد الأول
قبل ساعة من لقاء الأنصار والصفاء، حضر الفريقان وطاقم الحكام، وفريقان للأمن: الشرطة القضائية مع كلاب بوليسية... لعلمها أن المباراة بجمهور، وقوة أمنية لعلمها أن المباراة بلا جمهور.
وحضر رهيف علامة وموسى مكي (رئيس لجنة الملاعب)، وجرى حوار لمعرفة قرار منع الجمهور، إلى أن طلب من الحكم (رضوان غندور) عدم إقامة المباراة. وتفرق عشرات من الجمهور وصدر عن لجنة الطوارئ للاتحاد بيان «تأجيل مباريات النخبة لحين اجتماع اللجنة العليا، اليوم الاثنين، لاتخاذ قرارات معينة».
سيناريو وتساؤلات
أمام المشهد المتناقض والمفاجئ تتبادر تساؤلات: كيف تناقضت معرفة «طرفي الأمن» بين حضور الجمهور ومنعه؟ ولماذا جرت مباراة العهد والحكمة، قبل يوم، بحضور الجمهور على ملعب المدينة الرياضية؟ وهل نسّقت الجهات الامنية في ما بينها لضبط الأمن (مع الجمهور)؟ وهل هناك مَن دخل على الخط فجأة ليخربط المباراة لغاية ما؟
تساؤلات بديهية كروية، تعبق بالظنون!
علامات
تعددت تصريحات رهيف علامة حول الحدث وتلخصت بما معناه:
لماذا يعامل الأمن لعبة كرة القدم كأنها «وباء» وجمهورها «زعران» وتعامل كرة السلة بامتيازات؟
و«أوقفنا الجمهور، في الموسم الماضي، عقلانياً لانقسام الناس، وإذا انتظرنا انحسار الخلافات السياسية فهذا يعني غياب اللعبة». وقرار إعادة الجمهور اتخذ بالإجماع في جلسة الاتحاد المعنية.
تلك تصريحات فيها حرقة وتساؤل عن فروق المعاملة بين مباريات القدم والسلة، واعتبار اللعبة وباء وجمهورها زعراناً.
وتغيب النقطة الأهم وهي: هل نسّق اتحاد اللعبة مع قوى الأمن المعنية لضبط أمن الملعب بحضور الجمهور؟ لا جواب واضحاً. وهل نسّقت الجهات الأمنية المعنية في ما بينها؟ وحضورها بمفهومين متناقضين يدل على عدم التنسيق. الجواب واضح.
ولنا كلام آخر
لماذا مُنع دخول الجمهور من حضور مباراة الأنصار والصفاء، وكلاهما من لون سياسي واحد، على الملعب البلدي، ولماذا سُمح بدخول الجمهور خلال لقاء فريقي العهد والحكمة، قبل يوم، على ملعب المدينة؟ هل خشيت مراجع معنية من حصول هتافات بين جمهوري طرفين حليفين (وهذا مستبعد). هل تدخلت مراجع لمنع بعض المباريات على الملعب البلدي، ومنها مباراة النجمة والصفاء (المقررة أمس الأحد) ولتفرض تعديل برنامج المباريات؟
ومن ناحية فنية، هل أثّرت مراجع فاعلة في تأخير مبارياتها لعدم جهوزية فريقها بعد؟
واتحادياً، هل كان هناك تباين حاد بين بعض أعضاء لجنة الاتحاد بشأن قرار إجراء المباريات بجمهور، أم كان حوله إجماع، مثلما قيل؟
تساؤلات وظنون مشروعة جداً، وبكل أسف، لأن كرة لبنان حبلى بالظنون.
وفي كل حال، يبدو أن هناك حلقة مفقودة.