strong>علي صفا
افتتح فريقا النجمة والأنصار موسم كرة لبنان بمباراتين، آسيوية للنجمة وعربية للأنصار، حملتا إشارات فنية وجماهيرية وسلوكية تترقّبها الأطراف المسؤولة الرياضية والأمنية. فكيف بدت مشاهد الفريقين وجمهور الافتتاح؟

فاز النجمة على مضيفه ماهيندار الهندي 2 ــ1، في ذهاب ربع النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي، وتعادل الأنصار وضيفه المصري الطلائع 1 ــ 1، في دوري أبطال العرب لكرة القدم.
مباراتان حملتا عناوين أولية للفريقين الأشهر لبنانياً، وهما الأكثر تحضيراَ وتدعيماً باللاعبين المحليين والأجانب، والأكثر صرفاً للأموال، والأكثر جماهيرية، وكذلك سعياً للمنافسة على الألقاب، لذا فمن البديهي أن يحملا عنوان الموسم.
الأنصار: تنظيم ناجح وتعادل خاسر
لعب الأنصار مجبراً ومحرجاً في ظهوره الأول بجهازه ولاعبيه، أمام منافس مصري قوي (بين فرق المقدمة الثلاثة في الدوري المصري)، وبدا الأنصار أنه لم يتناسق بعد أداءً ولياقة لبعض لاعبيه بين جديد ومُصاب وعائد، ويلزمه وقت لتطوير أدائه وانسجامه لخوض مباراة الإياب الصعبة في القاهرة، أول تشرين الأول.
وفي تشريح أوّلي، بدا دفاع الانصار مهزوزاً أحياناً، في غياب علي متيرك المصاب، عوّضه تألق الحارس لاري مهنا نجم اللقاء الأول (صد 5 كرات انفرادية).
وفي خط الوسط، برع قائده مالك حسون والمكّوك نبيل بعلبكي، فيما تاه المحترف البرازيلي أديلسون غير الجاهز، لذا قلّ التموين لثنائي الهجوم (أحمد مناجد وبول رستم ثم فادي غصن) وسمح بتفوق وسط فريق الطلائع خلال الشوطين، رغم مشاركة العائد صالح سدير في الشوط الثاني.
وعلى هذا، هناك أسئلة تُطرح: هل سيكون الأنصار الحالي أفضل من أنصار الموسم السابق؟ وهل سيكون أديلسون البرازيلي أفضل من نصرات الجمل الصوري (ساهم بشكل كبير في الفوز والنقاط للأنصار). وهل سيقدّم المنضمّون الجدد إضافات فعالة للفريق (كلفتهم حوالى 600 ألف دولار).
ومما لا شك فيه، أن الأنصار يمتلك الآن احتياطاً جيداً وكافياً ليتجنب مشاكل ومطبات الموسم الماضي عبر إصابات معظم لاعبيه ما أثّر سلباً في بعض النتائج.
الجمهور... والتنظيم
حضر اللقاء الأول حوالى (1500 شخص)، مع الضيوف العرب والمحليين، والذين دفعوا كانوا أقل طبعاً.
وكان الأهم اللافت نجاح رابطة الأنصار في حضورها المنظّم وضبط جمهورها بشكل راقٍ ومثالي يمهّد لإمكان نجاحها مستقبلاً، برعاية ودراية قوى الأمن المكلفة في اقتلاع أي شغب محتمل.
وخلاصةً، نجح الأنصار تنظيماً في بيروت على أمل أن ينجح لعباً في مباراة القاهرة.
النجمة: فوز في الهند... وبيروت؟
بدايةً، حقق النجمة فوزاً عملياً ومعنوياً، على مضيفه ماهيندرا الهندي الضعيف. فوز جيد لكنه لا يعطي صورة واضحة بعد عن مستوى النجمة المتجدّد بإشراف الصربي نيناد والمثلث الأجنبي.
ولعل هذا الفوز الأول يمنح مجموعة النجمة جرعة ثقة لبداية موسمها رسمياً، في لقاء الإياب في بيروت، ولمحة استقرار عام تحتاج إليها النجمة حالياً (وجود منافرات وإشكالات بين لاعبي الجهاز)، وهذا يؤثر سلباً على مسار الموسم.
أمّا صورة فريق النجمة الفنية، فتنتظر لقاء الإياب، أمام ضيفه ماهيندرا، في 25 الجاري، وخصوصاً مستوى الأجانب ( كلفة حوالى 200 ألف دولار).
ويبقى التساؤل الأهم عن نسبة حضور جمهور النجمة «المشتّت»، في لقاء بيروت، وعن نجاح رابطة النجمة في تنظيم الحضور والانضباط داخل الملعب، محتملة تعكّر الأجواء. أما إشكالات وأمن بعض الجمهور خارج الملاعب، فهي من صلاحيات القوى الأمنية الرسمية ومصادرها!
ويمكن القول الآن، إن صفحة الأنصار الأولى نجحت على أمل أن تنجح صفحة النجمة، لتصل الرسالة بكاملها الى المراجع الحكومية. فمن يسبق الآخر: نجاح الكرة أم ... نجاح الحكومة؟