strong>آسيا عبد الله
50 يوماً على انطلاق دورة الألعاب العربية الرياضية الحادية عشرة، بضيافة مصر للمرة الأولى منذ 41 عاماً، وبمشاركة 21 دولة من ضمنها لبنان، من 11 تشرين الثاني وحتى 25 منه. فأين أصبحت التحضيرات اللبنانية التي تقوم بها اللجنة المكلّفة ذلك؟
بدأت اللجنة التي ألّفها وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت من الوزارة واللجنة الأولمبية اللبنانية والقطاع الأهلي، عملها منذ نحو 9 أشهر، وانبثقت منها لجنة فرعية كلّفت مهمّة إعداد دراسة تفصيليّة فنيّة وماليّة، وقد أنجزت الأخيرة مهمّتها بعد اتصالات بمختلف الاتحادات وأعدّت توصية إلى اللجنة الرئيسية حول المشاركة.

من مليون دولار إلى 255 ألفاً فقط!

تبنّت اللجنة الأمّ الدراسة المذكورة، وعرضتها على الوزير فتفت الذي رفعها بدوره إلى مجلس الوزراء، وهي تقضي بمشاركة لبنان في 25 لعبة بينها 4 ألعاب جماعية، ووفق برنامج إعداد يمتدّ على 4 أشهر (معسكرات داخليّة وخارجيّة)، على أن تكون الكلفة الكاملة نحو مليون دولار بينها 260 ألف دولار تكاليف مشاركة (تذاكر سفر، إقامة...)، وكانت المفاجأة أن مجلس الوزراء وافق على صرف الـ255 ألفاً فقط، متجاهلاً مصاريف الإعداد بالكامل، لتضيع الدراسة العلميّة التي قامت بها اللجنة من جهة، وتضيع على الاتحادات فرصة الإعداد والتحضير لتقديم أفضل صورة ممكنة رياضياً.

الى التقشّف دُرْ و20 ميدالية في الجيب!

ووفق مصادر في اللجنة الأولمبية اللبنانية، فإن اللجنة المكلّفة بملفّ الإعداد للمشاركة قد اضطرّت إلى نسف دراستها بالكامل واللجوء إلى تقشّف عميق يقضي بالمشاركة النوعيّة فقط، وإلغاء أي مشاركة للاحتكاك واكتساب الخبرة بنجوم مؤهلين للمستقبل. ووفق المصدر الأولمبي عينه، خلصت اللجنة، التي ستجتمع مطلع الأسبوع المقبل لإقرار الصيغة النهائية للمشاركة، إلى تحديد الوفد اللبناني بنحو 180 رياضياً وإدارياً في 20 لعبة، من بينها لعبة جماعية هي كرة السلة للسيدات (بعد اعتذار اللجنة عن المشاركة بالناشئين كما كان اتحاد اللعبة قد قرّر) ومن بينها رياضة المعوّقين في 3 ألعاب (كرة الطاولة، رفع الأثقال، ألعاب القوى).
وتابع المصدر الأولمبي اللبناني قائلاً إن كل لعبة ستتمثّل بإداري واحد ومدرب واحد وعدد من الرياضيين يتراوح بين 1 كحدّ أدنى و10 كحدّ أقصى كالتايكواندو. وفي هذا السياق توقّع أحد الخبراء الفنيين حصول لبنان على ما يتراوح بين 20 و25 ميدالية.
سلامة مقاطعاً والوضع غير سليم مع خوري
من جهته، عبر عضو اللجنة المكلّفة ملفّ الإعداد للمشاركة، جهاد سلامة، عن أسفه الشديد لما قامت به الجهات المعنيّة لناحية نسف الموازنة المعدّة للبعثة اللبنانية، وكان ذلك من خلال مقاطعته الجلسات الأخيرة لها، وفي هذا السياق قال: «اللجنة عملت جدياً منذ شباط الماضي ووضعت الميزانية لكلّ شيء، وكانت تجتمع بمعدل جلسة أو جلستين أسبوعياً للقيام بكل الأعمال، ونفاجأ أخيراً بأن الموازنة أصبحت 255 ألف دولار!»، وتابع: «الاستخفاف من قبل السلطة الإجرائية واضح تماماً، ولا نريد هنا تحميل المسؤولية لأشخاص، لكننا نرى تماماً ما هو على جدول أعمال مجلس الوزراء، ونرى صرف الأموال بالملايين على قطاعات أخرى لا تزيد أهمية على الرياضة».
أما رئيس اللجنة الأولمبية ونائب رئيس اللجنة المكلفة بالإعداد، اللواء سهيل خوري، فقد عبّر عن الأمر بصورة متحفظة بالقول: «في هذا الوضع لا أحد يتحمّل المسؤولية، فالوضع غير سليم وأنا هنا لا أبرّر لأحد»، وتابع: «لا أستطيع أن أعطيك رقماً عن الميداليات المتوقع إحرازها فدائماً هناك مفاجآت».