strong>ستزداد درجة الغليان بين سائقي ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، متصدر لائحة الترتيب العام، وزميله بطل العالم في الموسمين الماضيين الاسباني فرناندو الونسو الذي يتخلف عنه بفارق نقطتين فقط، في نهاية الاسبوع الجاري على حلبة فوجي التي تستضيف سباق جائزة اليابان الكبرى، المرحلة الـ15 من بطولة العالم للفورمولا 1
تتمتع حلبة فوجي بخط متواز طويل، لكن اماكن التجاوز حاضرة إذا كان السائقون على مسافة قريبة بعضهم من بعض، وهو امر مرجح إذا غلب الحذر على أدائهم على حلبة لا يعرفونها جيداً وهذا يساوي بينهم على الاقل في الفترة الاولى من السباق.
ومما لا شك فيه أن قلق هاميلتون الأكبر سيكون ناتجاً من المنافسة الشرسة التي يتوقع أن تنتظره من الونسو، وخصوصاً ان الأخير أكد انه لن يتخلّى بسهولة عن لقبه وقد ترجم هذا الامر بمنازلته الخشنة للبريطاني على منعطف «الماء الحمراء» في المرحلة الاخيرة في بلجيكا، الأمر الذي اضاف نقطة سلبية اخرى إلى علاقتهما المتوترة أصلاً.
ولم يخفِ الشاب الاسمر انزعاجه مما اقدم عليه الونسو معتبراً ان في استطاعته «اللعب بقساوة» ايضاً إذا أجبر على الدخول في لعبة غير مستحبة: «انا اقود محاولاً ابقاء السيارة على الحلبة بطريقة عادلة مثل الجميع، لكن اذا اراد ادخال الخشونة الى المنافسة فإنني استطيع أن افعل الامر عينه، غير أني في الوقت عينه لن اتخذ خطوات سخيفة وخطرة حتى أخرج نفسي او غيري».
ويدرك هاميلتون جيداً ان عليه بلوغ المركز الاول الذي لم يصله منذ سباق جائزة المجر الكبرى في آب الماضي، ذلك لان الونسو قد يحظى بأفضلية عليه في السباقين الاخيرين في الصين والبرازيل حيث يعرف جيداً الحلبتين هناك.
وأشارت وسائل اعلام كثيرة الى ان «امير استورياس» بدأ عملية الثأر لنفسه قبل ان يغلق الباب وراءه مغادراً الفريق في نهاية الموسم الحالي، اذ انه لم يستوعب حتى الآن أن زميله «المبتدئ» قد يكون منافسه المباشر في المواسم المقبلة، الى رفضه رفضاً قاطعاً مبدأ المساواة بينهما الذي اقرّه رئيس الفريق رون دينيس «الأب الروحي» لهاميلتون. من هنا، يبدو جليّاً سبب عدم تحدث الونسو الى دينيس منذ سباق المجر الذي شهد اول احداث تعرّض الاخير بخشونة لهاميلتون خلال فترة التجارب، اذ يقضي الاسباني غالبية وقته بعيداً عن الحلبة مع مسؤولي الفرق الاخرى، وقد نشرت صور له أخيراً في جلسة مع مسؤولي فريق «ريد بل رايسينغ»، وهو ما فتح باباً آخر للأقاويل عن امكان تحوّله الى فريق جديد بعد موسم واحد فقط مع «السهم الفضي».
ورغم برودة الاجواء، لم يسقط الونسو دور ماكلارين في مساعدته على تحقيق مبتغاه، وحصدِ لقب ثالث على التوالي، مشيراً الى انه يجب الانتباه الى سائقي فيراري الفنلندي كيمي رايكونن والبرازيلي فيليبي ماسا، اللذين حققا الثنائية على حلبة «سبا فرانكورشان» في بلجيكا، وخصوصاً الاول الذي يملك املاً حقيقاً في الظفر باللقب بعدما قلّص الفارق الى 13 نقطة مع المتصدر: «انا متأكد من ان حظوظ الجميع ستكون متساوية حتى المراحل الاخيرة، لكن باستطاعتنا حصد المزيد من الانتصارات، وسنفعل المستحيل لتحقيق ما نصبو اليه في اليابان».
وبعد فوزه المثير في بلجيكا، يدرك رايكونن جيداً ان لا شيء ليخسره الآن، خصوصاً أن تحقيقه نتيجة طيبة في السباقين الآسيويين قد يضعه في موقفٍ جيّد، اذ إن السباق الاخير على حلبة انترلاغوس البرازيلية يفترض ان يتناسب اكثر مع سيارة «الحصان الجامح». واعترف «الرجل الجليدي» بأن السيارة الحمراء قد لا تتناسب تماماً مع حلبة فوجي رغم ان حظوظ الفريقين تبدو متساوية بعدما اظهر فيراري علوّ كعبه في السباق الماضي: «لكن من دون شك سنكون على خط المنافسة بقوة في سباق الأحد».