آسيا عبد الله
ضاعت فرصة العمر التاريخيّة التي انتظرها العرب عموماً واللبنانيون خصوصاً في إحراز لبنان لقب كأس الأمم الآسيوية الـ24، التي استضافتها مدينة توكوشيما اليابانية، والمؤهلة بدورها الى أولمبياد بكين 2008، فخسر المنتخب اللبناني المباراة النهائية أمام الإيراني 69 ـ 74

للمرة الثالثة في تاريخه، حلّ لبنان وصيفاً لبطل «آسيا» بعدما قطع منافسات نسختها الـ24 الى المباراة النهائية، فبعد إحرازه الميدالية الفضية عامي 2001 و2005، خلف «التنين الصيني»، كانت الفضية الثالثة ووصافة إيران في نسخة آسيا 2007.

إيران تردّ على هزيمتيها بقسوة

وصل المنتخبان اللبناني والإيراني الى المباراة النهائية وفي رصيد كل منهما خسارة وحيدة، وبعدما كان لبنان قد هزم الإيراني في منافسات كأس جونز الوديّة الأخيرة في الفيليبين 80ــ71، وفي الدور ربع النهائي من هذه البطولة 60ــ82، ردّ الخاسر على هزيمتيه بحنكة وبدأ مباراة ردّ الاعتبار بقوّة أمام دفاع لبناني رائع استطاع أن يحدّ من التسجيل الايراني (سلّتان في الدقائق الخمس الأولى)، لكن الأمور ما لبثت ان انقلبت حتى تمكّن رجال المدرب الصربي تورومان رايكوف من تعديل النتيجة خلال 50 ثانية فقط أمام 4 هجمات فاشلة لرجال الصربي الآخر دراغان راتزا. ونجح الإيرانيون في فرض دفاع قاتل على قائد المنتخب اللبناني فادي الخطيب لم يستطع بسببه ان يسجّل إلا قبل دقيقتين على انتهاء الربع الأول بنتيجة 21ــ19 بعد ثلاثية من نصف الملعب حققها العملاق الايراني حامد هدادي (218 سم). ومع دخول الربع الثاني استمرّ تقدم الايرانيين في ظل ارتباك لبناني، إذ وقع لاعبوه في عدد من الأخطاء غير المبرّرة كالـ«WALKING» والـ «3 SECONDS»، ما أعطى الايرانيين فرصاً بالجملة لرفع الفارق الى 10 نقاط، ومع ارتكاب إهدادي خطأه الثالث أخرجه مدربه من المباراة ليستغل لبنان غيابه ويقلص الفارق الى 3 نقاط، لكن ايران ما لبثت أن أعادته الى 7. وفي الربع الثالث من اللقاء تحسّن الأداء الجماعي عند اللبنانيين ليعود الفارق الى 3 نقاط وتستقر النتيجة على 56ــ54 لمصلحة ايران التي سجّلت 42 متابعة (ريباوند) مقابل 29 للبنان. وكان للربع الأخير حكاية أخرى قلبت كل شيء، إذ تضافر التألق الايراني الذي رافقه عدد من الهفوات التحكيمية، وضياع التركيز اللبناني، وسوء الحظ الذي كان أساساً رفيق الأخير منذ تسجيل إهدادي لثلاثيته البعيدة جداً مع انتهاء الربع الأول، تضافرت كلها لإحراز إيران لقبها الأول في تاريخها كبطلة لآسيا، ليحلّ لبنان وصيفاً وتبقى أمامه فرصة أخيرة الى جانب كوريا، ثالثة آسيا، ضمن تصفيات تشمل 12 منتخباً من مختلف القارات تتنافس في ما بينها من 7 الى 13 تموز 2008 ويتأهل 3 منها الى الأولمبياد. وكان إهدادي الأفضل في المباراة برصيد 31 نقطة و10 متابعات، فيما كان روني فهد الأفضل في لبنان بـ23 نقطة، وأضاف الخطيب وجان عبد النور 8 متابعات لكل منهما.

لبنان أفضل العرب

على رغم خسارة لبنان، المصنف 23 عالمياً، أمام إيران الـ37، يبقى المنتخب اللبناني أفضل من مثّل المنتخبات العربية في آسيا بحلوله وصيفاً للبطل للمرة الثالثة في تاريخه، ليخلفه عربياً منتخب الأردن الذي حلّ خامساً في البطولة، ثم قطر السابعة فسوريا الـ11 والكويت الـ14، وحلّت الإمارات في المركز الـ16 الأخير. ومع انتهاء الاستحقاق الآسيوي يُفتح ملف جديد، ألا وهو من سيكون مدرب منتخب لبنان المقبل، هل راتزا الذي قام بأداء جيد جداً في آسيا على رغم الحملات التي شُنّت ضدّه؟