strong>لا تزال ردود الفعل على إعلان الاتحاد الدولي لرياضة السيارات «فيا» براءة فريق ماكلارين مرسيدس من ضلوعه في الفضيحة التي كان بطلها أحد كبار مهندسيه مايك كافلن، الذي تمكن من الحصول على وثائق سرية خاصة بفريق فيراري المنافس الأساسي في بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 تشير تقارير عدة إلى إمكان توجه حظيرة «الحصان الجامح» لمقاضاة الفريق البريطاني ـــ الألماني رغم قرار الـ«فيا»، وخرج المدير التنفيذي في فيراري الفرنسي جان تود ليقول إن الاتحاد الدولي كان ليعاقب فريقه لو وقف مكان ماكلارين أي متهماً بحيازته ملفات تحوي معلومات قيمة وسرية جداً.
وأصرّ تود على أن «فيا» الذي اعتبر أنه لا يملك دلائل كافية على إمكان ضلوع ماكلارين بالقضية واستفادته من المعلومات التي حازها ليحقق أفضلية على منافسه ويتصدر ترتيب بطولة العالم للصانعين، كان سيقرّ عقوبة قاسية على فيراري في حال اشتباهه بضلوعه في قضية مماثلة. وقال تود: «أتساءل عمّا كانت عليه نتيجة التحقيق لو كانت الأدوار معكوسة، ولو وجدوا في منزل كبير مهندسي فيراري 780 صفحة تحوي معلومات سرية خاصة. أنا أعرف الجواب، كنا لنعاقب من دون شك».
وتابع: «ليس هناك أي علامة تشير إلى منطق في قرار الـ«فيا». وبغض النظر عما إذا كانوا مذنبين أو لا، فإن ماكلارين خرق القوانين الدولية الخاصة بالفورمولا 1، لكن الغريب أنه لم يعاقب».
وأشار الفرنسي المخضرم إلى أن ماكلارين اعترف خلال جلسة الاستماع التي عقدها المجلس الأعلى للاتحاد الدولي في العاصمة الفرنسية باريس الخميس الماضي، بأنه حصل على الوثائق السرية وأطلع بعض أفراده عليها ومنهم مدير الفريق رون دينيس «... ولم تكن هناك عقوبة. إنه أمر مخجل». ورأى تود أن ماكلارين استفاد من الوثائق التي وصلت إليه لتحقيق أفضلية، من دون أن يستبعد استئناف فيراري للقرار الصادر عن الـ«فيا»: «هناك حالة غريبة في هذه القضية، وهي أشبه بلعب الورق ومنافسك يعلم الأوراق التي تحملها في يدك. الأفضلية التي حازوها واضحة وكبيرة».
وختم: «لقد عاصرت رياضة السيارات منذ 40 عاماً حيث رأيت أحداثاً مختلفة الأوجه، لذا لا يفاجئني شيء، إنما هذه القضية قد وصلت إلى الحدّ الأقصى».

هل تجسس فيراري على ماكلارين سابقاً؟

أوضح سائق فيراري السابق الفنلندي ميكا سالو ما أورد عن لسانه بأن الفريق الإيطالي اعتاد التجسس على منافسه ماكلارين مرسيدس في الأعوام الماضية.
وأشار سالو الذي لم يلعب دوراً كبيراً في حظيرة «الحصان الجامح» إلى أن تجسّس الفرق على بعضها البعض ليس بالأمر الجديد في رياضة الفئة الأولى، مضيفاً: «لقد تجسّسنا دائماً على ماكلارين عبر استماعنا إلى جهاز «الراديو» الخاص بهم. بعد كل فترة تجارب كنت أجد أمامي بعض الأوراق تحوي الحوارات بين (الفنلندي) ميكا هاكينن ومهندس فريقه».
وتراجع سالو عن أقواله، معتبراً أن ما نشر نقلاً عنه لا يترجم ما أراد قوله بالتحديد: «أود أن أوضح أن ما قلته يعود إلى فترة أواخر تسعينات القرن الماضي حيث كانت تقنية جهاز «الراديو» غير متطورة أبداً ولا تتعدى حدود الهواية، لذا فإنه كان من الممكن أن تتداخل الاتصالات وبالتالي سماع حوارات الفرق الأخرى».
من جهته، أكد البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري أن فريقه «سيشن هجوماً» خلال جائزة المجر الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم، الأحد المقبل، من أجل الردّ على قرار الاتحاد الدولي، مشيراً الى تحرك حظيرة «الحصان الجامح» لتحقيق أفضل نتيجة رداً على قرار الـ»فيا».
(أ ف ب)