علي صفا
نكتب عن الرياضة أم السياسة؟
الرياضة جافة حالياً، والسياسة مبللة، لذلك نخلطهما ونكتب في الوحل.
حياتنا صراعات في دوائر محلية وعربية ودولية، لذا علقنا في شبكة الصراعات المتقاطعة. صراع الملاعب عندنا يشابه صراعات السياسة، وغالباً ما تتداخل عبر تسلل أو ضربات جزاء تنهال على رأس الرياضة وشعبها.
وتبقى مشاريع الإصلاح معلقة...
مشروع «الاصلاح الرياضي» الجديد معلّق في بنود ستعترض مسار تدويله حتماً. ومشاريع تطيير بعض الاتحادات معلّقة على حبال توافق مراجع سياسية.
ومشروع «المحكمة ـــ الدولية» معلق مثل الوطن مع بنود مشبوهة، وراح (ورقة في الجيب الأميركي المفخوت).
وهكذا تدور حياة هذا البلد المعلّق... وشعبه المطلّق.
***

اختتم صراع دوري الكرة عندنا، وبدأ صراع دوريات أخرى في المكاتب وعلى الشاشات وفي «العشاءات» وبين «الأعدقاء»، حول تلاعب وتعليب نتائج بعض المباريات مع ضرورة دخول الاتحاد على خط المعالجات أو اللجوء الى خطوط تماس أخرى.
الكل يعرف بما جرى، من الاتحاد... الى الإعلام، لكن ليس كل ما يعرف يُقال، فما يُقال قد يُقيل، ومن يُقيل مشغول بما هو أهم.
واتحاد الكرة لديه تجارب مرّة مع التلاعب والتعليب، لذلك لن يكررها حتى مع ألف وثيقة ودليل.
ويبقى الصلح سيد الأحكام والتوافقات... والساقط لا يسقط.
***

بين الكرة والسياسة تناقضات حول التلاعب والاتهامات. في الكرة يجب تقديم دلائل ووثائق على الاتهامات، وفي الأمن والسياسة يتم الاتهام بدون وثائق ودلائل. وفي الحالتين هناك جهات واحدة غالباً ما تحكم. لذلك يعيش البلد حالة انفصام في العقل والمنطق.
راح الدوري... فماذا بعد؟
وراحت المحكمة... فماذا بعد؟
***

بادرت نوادٍ بدعوة إعلاميين الى حفلات تكريم لفرقها والإعلام الرياضي. دعوات من رابح وخاسر إلى شهود توزعوا بين الرابح والخاسر والحياد السلبي. وهدف الداعين مختلف بين دعم معنوي لفائز خاسر، وطرح شكاوى لخاسر يريد الفوز، وكلاهما عبر وسيلة الإعلام، لكن، كيف تُكشف الحقائق عبر إعلام مربوط وعاجز ومكتوم؟
وكيف تعود الحقوق عبر إعلام بلا حقوق وواجبات؟
هي مجرد لقاءات مكشوفة عبر «العشاء العلني» يجمع على طرطقة الصحون والملاعق، ويكتب بعدها بالشوكة وحسب طعم العلاقات الخاصة.
والأقربون أولى «بالمعلوف».