موضوع نادي النجمة لكرة القدم ومشاكل جمهوره المتبادلة تفشى في مفاصل البلد، من الملاعب الى السياسيين الى اللجنة النيابية الى القوى الامنية وصولاً الى الموسم الكرويالتائه. كثيرون عرفوا أسباب المشكلة فمن منهم عرف الحلول؟
عندما وقع النجمة تحت رعاية بيت الحريري علت ابتسامات جمهورها «شعبها» في أرجاء لبنان خصوصاً عندما أعلن عن بناء ناد حديث مجهز في ملعب النجمة في منارة بيروت. ولكن بعد مرور ثلاث سنوات على الرعاية الحريرية حصل كل شيء الا المشروع الموعود. فماذا جنى النجمة وماذا جنى الحريري؟
سؤال طرحناه على وجوه رياضية ادارية واعلامية تحت عنوان نادي النجمة تحت رعاية الحريري كيف ترى آثاره على النجمة واللعبة وبيت الحريري؟
  • عبدو سعد الرئيس الأسبق لنادي العهد
    رعاية النوادي على يد جهات ممولة ليس جديداً على كرة القدم اللبنانية، فالنوادي لا يمكن أن تستمر بدون الرعاية، نظراً لكون الكرة اللبنانية لا تستطيع تمويل نفسها بسبب غياب الاعلانات والجماهير، وهو ما يعني أن الموارد المالية للنوادي معدومة.
    وبالنسبة لرعاية الحريري للنجمة، فهذا ينسحب أيضاً على نوادٍ أخرى كالأنصار والأهلي صيدا، لكن الوضع الراهن حساس والانقسامات في البلد انعكست على كل المرافق. ويرى سعد أن بيان ادارة نادي النجمة الذي أعلن عن الانتماء السياسي لم يكن خطوة موفقة، وإن جاء من محبتهم وكردة فعل على الشعارات التي أطلقت. والمشكلة ليست في الرعاية ولكن في الاعلان عن الانتماء، وخصوصاً أن نادي النجمة لكل لبنان، ومثل هذا الاعلان يؤدي الى نوع من الخلافات بين الجمهور الذي يملك انتماءات سياسية مختلفة.
    أما على صعيد الانعكاس على الحريري، فهم لم يصدروا البيان والادارة قامت بذلك فأضرت بالنادي ولم تفِد آل الحريري. وعلى صعيد اللعبة، فأي رعاية مادية تنعكس ايجاباً عليها، نظراً لاهمية المال في تطوير اللعبة وتحسينها.
  • سمير بواب (أمين سر نادي التضامن صور)
    «الدعم المادي لأي فريق عملٌ جيد، ولكن رهن الفريق للداعم أمر غير جيد، وبالنسبة لنادي النجمة، فقد أخطأت ادارته ببيانها الذي ربطت فيه النادي بتيار المستقبل، وهذا ما انعكس سلباً وألحق الضرر بالنادي وببيت الحريري على اعتبار أن جمهور الفريق هو من كل المناطق والطوائف، وهم بذلك خسروا الجمهور الوسطي نتيجة الوقوف تحت سقف سياسي محدد، وأؤكد أن ربط النجمة بتيار أو فئة أثقله بالميول السياسية، وهنا الضربة القاضية للفريق الجماهيري». وأضاف بواب لافتاً: «هذا الواقع المستجد في الساحة النجماوية سيؤدي الى إنعاش فرق أخرى، ولكنه لم يؤثر على المستوى الفني»
  • حسين حجازي ( اعلامي رياضي)
    «لا أرى أي ايجابية في احتساب نادي النجمة على فئة سياسية معينة لأنه أكبر من ذلك، فهو منذ تأسيسه كان لكل لبنان، وتحت رايته اجتمع لبنانيون من كل الطوائف والمناطق، وعندما يحسب على فئة سيخسر بقية الفئات ومعظم جمهوره من غير الفئة التي نُسب اليها». وأضاف: «إلحاق النجمة بتيار المستقبل السياسي لن يضيف شيئاً الى آل الحريري، وإبقاء النجمة حياديا لا ينقص من رصيدهم أيضاً، لذا أعتقد أن بقاء النادي خارج التجاذبات السياسية سيدر ربحاً على النادي واللعبة ويفرح آل الحريري، فالشهيد الحريري كان يدعم النجمة ولم يطلب إلحاقه سياسياً». وختم مؤكداً: «فريق النجمة هو العنوان العريض للكرة اللبنانية، ومن حالته تعرف حالة اللعبة، ومن مصلحة اللعبة إبقاء النجمة مستقلاً».
  • رياض الأسعد (إداري سابق في نادي النجمة)
    «بداية، أذكّر المعنيين بأن الرئيس السابق للنادي عمر غندور نجح بإبقاء النجمة فوق الحساسيات والتجاذبات السياسية، ولطالما هتف المختلفون سياسيا ومن كل الطوائف والمناطق بحياة النجمة وعمر غندور، والكل يعرف ان اداريين حاربوا لجعل النادي تحت الرعاية «الحريرية»، في وقت نجحت والحاج عمر بتأمين الرعاية المادية للنادي لثلاث سنوات من مؤسسات الوليد بن طلال (500 ألف دولار لكل موسم)، ودائماً كنت أسمع من داخل الادارة أصواتاً تطالب بحصر النادي بالعاصمة، وهؤلاء حاربوني في انتخابات النادي ومع ذلك خرقت لائحتهم، ولا ننسى اندفاعة بهاء الحريري لاحتضان النادي ورعايته، ووعوده بانشاء الملعب اللائق بسمعة وتاريخ النادي، وللأسف كل ذلك تبدد، وأخيراً نجح القيّمون بحصر النادي في منطقة واحتسابه على تيار، وهنا خسر النادي واللعبة وآل الحريري، علماً أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يفكر يوماً بأي كسب من رعايته للنوادي الرياضية ومنها النجمة، ولا شك ان السعي لاستثمار النادي سياسياً وانتخابياً أدى الى تفكيك مقوماته، وخصوصاً جماهيريته. الرياضة في لبنان انتهت وسقطت في فخاخ السياسة والطائفية والمناطقية، وها هو نادي النجمة اليوم يدفع الثمن نتيجة قصر النظر الموجود عند صنّاع قراره، وها هم نجوم النجمة ورموزها يخرجون منها بحسرة».
    (الأخبار)