شربل كريّم
إنه القميص الذي ارتداه يوهان كرويف ودييغو أرماندو مارادونا وبرند شوستر وغاري لينيكر وهريستو ستويشكوف ومايكل لاودروب وروماريو ورونالدو وريفالدو. إنه القميص الذي حافظ على «عذريته» طوال 107 أعوام، رافضاً الدخول في زواريب الصفقات التجارية التي غرقت فيها كرة القدم، بعيداً من الوفاء لتقاليدها العريقة. إنه قميص نادي برشلونة الاسباني الذي يشكّل بألوانه الزرقاء والحمراء متعة للعين، كما هي حال نجومه الذهبيين الذين خطّوا التحف الفنية على المستطيل الأخضر، مضيفين المزيد من الروعة الى هذه المدينة الدافئة بشمسها وبحماسة مشجعيها المتعصبين لفريقهم المفضل.
لطالما كان «البرسا» منذ تأسيسه نادياً استثنائياً، أبى الرضوخ كروياً وحتى سياسياً عندما نكّل الديكتاتور المعروف فرانكو، المدريدي الميول، بأفراده كرمى لعيون أبناء العاصمة ريال مدريد. وفي الوقت الذي أضحى فيه عالم اللعبة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالتجارة والتسويق التي تعود على النوادي بالأموال الطائلة، صدّ الكاتالونيون جميع المحاولات الهادفة إلى تغيير هوية «البلاوغرانا» مصرّين على تحديد خياراتهم على أسس تبرز القيمة الاجتماعية لأبناء إقليم كاتالونيا الدائم الصراع مع حكومة العاصمة الاسبانية.
كان يمكن لبرشلونة الحصول على 30 مليون يورو سنوياً على أقل تقدير لو وافق على وضع شعار لتسويق دورة الألعاب الأولمبية 2008 في بكين على قميصه، وذلك في سبيل زيادة العائدات المالية التي تكتسبها النوادي الأخرى عبر حملاتها التسويقية. لكن «البرسا» أراد تطبيع صورته المحببة بطريقة مختلفة عبر تعاونه مع منظمة «اليونيسيف» العالمية التي تعنى منذ عام 1946 بحقوق الأطفال، والتي دأبت على الاستعانة بنجوم الكرة لترويج حملاتها الخيرية. من هنا، تفوّق برشلونة مجدداً على منافسيه، ضارباً بعرض الحائط أهداف الإعلانات على القمصان إثر ترتيبه اتفاقاً مع «اليونيسيف» يزّين عبره قميصه بشعار المنظمة من دون حصوله على فوائد مالية، بل على العكس سيقتطع مبلغاً من ميزانيته السنوية للتبرع به إلى شريكه في الأعمال الإنسانية.
فصل آخر من المجد يضيفه «البرسا» إلى مسيرته الذهبية ليؤكد عنوان المرحلة «برشلونة أكبر من ناد، انه أمل عالميّ لإعادة البسمة إلى الأطفال المحرومين».