علي صفا
... ومرة جديدة عن كرة القدم اللبنانية، لأن كرة السلة تدرس أمورها بعدما نجحت آسيوياً وعالمياً، وكرة اليد مغلولة والطائرة لا تطير...
لا تزال طواحين الآراء تدور على أهل الكرة (وكنا قد عرضناها قبل أيام بكل أطيافها). آراء متعارضة الى حدود الصدام، نقتطف منها ما يلي:
ــ يجب ان يقوم الموسم من اجل الوطن والصمود في وجه العدوان.
ــ ليسوا (الاتحاد) أكثر حرصاً منا على الأندية وكأن الحرب لم تمرّ عليهم.
ــ قراراتنا ثورية ووفينا بوعودنا التي وعدنا بها قبل انتخابات «التوافق». كلام اتحاد.
ــ الأجانب لرفع المستوى وخطوة تضامنية مع النجمة والأنصار لتمثيل لبنان خارجياً.
ــ مبادرات الاتحاد جيدة وتساهم في انعاش اللعبة، ونحن معه لانه الأدرى بمصلحة اللعبة.
ــ تقديم المساعدة للأندية هي من واجبات الاتحاد وكلام البعض أخيراً (الاتحاد) هو كيدي ويزيد الجو تشنجاً.
ــ فريقي سيخوض الدوري من دون أجانب مع اننا كنا في طليعة الأندية المطالبة بالإبقاء على «الأجانب الثلاثة» في النادي وذلك تقديراً لظروف ناديي الأنصار والنجمة في التمثيل الخارجي(!!).
ــ فلان «قال في اجتماعنا الخاص شي وفي الاجتماع العام التف وغيّر موقفو!».
هذه جملة من آراء متعددة متلوّنة ومتباعدة ومتناقضة. وحسب القاموس اللبناني السياسي، التعدد علامة عافية، والعافية بالتونسي تعني «النار»، وعندنا تعني ما نعرفه. ولكن هل صحيح أنها علامات عافية؟ الأمر لا يحتاج الى تعليق... واللعبة مستمرة.
¶ ¶ ¶
وعلى هامش الآراء نُسقط آراءنا وتساؤلاتنا المشتركة:
هل صحيح أن تحريك بطولات الموسم تنعش اللعبة؟ بالمستوى العام، وحضور «الجماهير» وزيادة المداخيل، وحرارة المنافسات، وتهافت رعاة البطولات، وتطور النقل التلفزيوني، أو أن المسألة هي لإثبات الوجود، وجود الاتحاد ولعبة اسمها كرة القدم؟
وهل صحيح أن قصة الأجانب هي لرفع المستوى وتعادل ما يُصرف عليها؟
وهل صحيح أن مواقف معظم الأطراف هي موضوعية ولمصلحة اللعبة والنوادي فقط من دون اعتبارات شخصية أو تكتيكية أو حتى سياسية؟
لو كانت المواقف صادقة صحيحة تماماً لكانت اللعبة بخير، ولكن كما نعرف جميعاً «الصحيح الوحيد هو أن المعنيين معظمهم يتعاملون مع واقع من «الفراغ»، فراغ الجواب: لماذا نلعب، لماذا نصرف، ماذا نريد من هذه اللعبة؟
وعندما تحضر الإجابات الصحيحة يبدأ تاريخ اللعبة الصحيح، وما عدا ذلك فهو لعب في الفراغ والعبثية!
وللموضوع بقية...