شربل كريم
لفتتني المواكبة الجماهيرية التي يحظى بها لاعبو بلدان شرق آسيا في البطولات الأوروبية لكرة القدم، إذ غالباً ما تحوّلت مدن أوروبا التي يمثلون فرقها وجهة سياحية لمواطنيهم. لكن الأمر الأكثر أهمية هو التغطية الصحفية التي يحظى بها هؤلاء من رجال الإعلام في بلادهم الأصلية، إذ لا يمكن إلا ملاحظة أصحاب الملامح الآسيوية متمركزين في زوايا الملعب لالتقاط الصور، عدا وجود المحررين والمعلّقين لنقل أدق التفاصيل. طبعاً، لا يأتي هذا السرد في سياق إجراء مقارنة بين كيفية تعاطي الإعلام الأجنبي مع رياضييه وطريقتنا في الاهتمام بأخبار محترفينا في الخارج، إذ إن إمكاناتهم تفوقنا بأشواط، لكن ــ للتذكير فقط ــ لدينا اللبنانيان رضا عنتر ويوسف محمد في أوروبا.
“أنتَ من بلد لاعب فرايبورغ رضا عنتر”، هذا ما بادر إلى قوله أحد مشجعي هيرتا برلين الذي التقيته في الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية. نعم، يعرف متابعو الكرة الألمان لبنان عبر رضا و“دودو”، وخصوصاً الأول الذي لطالما سردت الصحف قصص أهدافه في “البوندسليغه” على غرار ما كان عليه الأمر أخيراً عندما نجح في هزّ شباك ديلبروكر مرتين في كأس المانيا وميونيخ 1860 في دوري الدرجة الثانية، مواصلاً التألق الذي بدأه منذ انطلاق الموسم. أما الناحية المخيّبة فهي غياب غالبية وسائل الإعلام اللبنانية (ربما لعدم اطلاعها) عن ذكر، ولو بشكلٍ موجز، نشاطات أهم لاعبيها على الإطلاق، مفضلةً التركيز على “التجاذبات” الداخلية التي أصبحت حتى بشقّها الرياضي المادة المفضلّة عند اللبنانيين. ويأتيك أحدهم بالقول: “إنهما يلعبان في الدرجة الثانية”. نعم، هذا صحيح، لكن يوفنتوس يلعب في الدرجة الثانية أيضاً ويأخذ مكاناً على صفحاتنا الرياضية. إنها النزعة اللبنانية إلى كل شيء إجنبي، وربما الأجدر إطلاق شعار “بتحب لبنان حب رياضتو” وتوجيهه إلى كل المتعاطين في الشأن الرياضي.
سجّل رضا عنتر مراتٍ عدة مواقف من إهمال الصحافة اللبنانية له. وهنا نقول: “اسمع يا رضا، أو العب يا رضا، ما دام لمغامرتك التي لا يعرف كثيرون أهميتها بقية، والباقي علينا”.